التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن سوريا

بيان لمقاطعة مؤتمر القدس في الدوحة

يُعقد في قَطَر في 28 و29 شباط الحالي مؤتمراً باسم القدس. مؤتمر سياسي يتدثر بالدين والمقدسات. وليس هذا أول مؤتمر يُعقد لاستغلال القدس لأغراض الاتجَّار السياسي، كما ليست قطر أول نظام يستغل قداسة القدس ليعطي نفسه مصداقية سياسية تساعده في ترويج مواقفه التي لا تعنيها القدس ولا فلسطين بأي معنى.

لا مصداقية لقطر تجاه القدس وهي تقيم مع الكيان الصهيوني الذي يغتصب كامل فلسطين، تقيم علاقات اقتصادية وسياسية مخفية أكثر من المعلنة؟ فالنظام الذي فتح محطة الجزيرة لشمعون بيرس وتسيفي ليفني وسلفان شالوم خلال مجزرة غزة ليبرروا تلك المذبحة، والنظام الذي يستضيف رجال الموساد لا يمكن أن يكون حريصاً على القدس. والنظام الذي يعقد صفقات استثمارات بالمليارات بين سلطة الاستثمار القطرية (وهي سلطة رسمية) وبين الشركة القابضة الإسرائيلية (آي.دي. بي) وشركة (كريدت سويسي) الإسرائيلية ومجموعة العليان السعودية بمليار دولار، ليس نظاماً حريصاً على القدس. وهذه الاستثمارات المعلنة فما بالك بالمخفية!

نهيب بالعرب والمسلمين أن لا تنطلي على اسماعهم الخدعة التي يقوم بها الكيان لتسهيل خدعة قطر وذلك بإعلان أعضاء من الليكود قراراً باقتحام المسجد الأقصى لأن توقيت هجمة الليكود متواكب مع مؤتمر الدوحة كي تنفعل الناس وتتحمس للمؤتمر وتنسى دور قطر. فالكيان يهدم الأقصى يوميا وإن تدريجياً. ومن كانت فيه وامعتصماه، فإن فلسطين تنظرها منذ عام 1948 وغزة منذ عام 2008.

إن الانخداع بمزاعم قطر وعدم رفض دعوتها وسياساتها هو استمرار للتطبيع مع الأنظمة التي اعترفت بالكيان (مباشرة أو لا مباشرة وهي كثيرة) وبقيت محسوبة على الأمة العربية والإسلامية، فاصبح الكيان الصهيوني حالة “عادية” في ثقافة الكثير من أهلنا!

ولعل ما عزَّز هذا التطبيع قيام قيادات فلسطينية بالاحتكام إلى حكام قطر الذين مرجعيتهم هي الكيان الصهيوني والبيت الأبيض، وبعد ايام من نشر قطر خريطة لفلسطين أصغر من التي صممها الصهانية. وهو الاحتكام الذي استثمرته قطر فوراً بالدعوة لمؤتمر القدس.

إننا نطالب المفكرين والمثقفين ورجال الدين بالابتعاد عن ما تورط به رجال السياسة أي رفض هذا المؤتمر والمطالبة كما ذكر مفتي القدس الشيخ الأستاذ عكرمة صبري مراراً : ” إن دعم القدس هو بتوفير الدعم الاستثماري لها وليس بالمؤتمرات والخطابات”.

إن مقاطعة هذا المؤتمر هو إضاءة هامة لشعبنا وأمتنا لوقف هجمة التطبيع التي جعلت من الكيان محركاً للسياسة في كثير من بلدان العرب، فلنحُل دون أن يحتلوا الإسلام كذلك.

التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن سوريا

14شباط 2012