خسئتم وخسئت آلهتكم ودياناتكم

I Hate Your Gods and Religions

علي بغدادي

ArabJournl@aol.com

(عرب جورنال – شيكاغو)


رفقا بالعرب وبالمسلمين أيها السلفيون، رفقا بعقولنا وبعقول الناس أجمعين، تستخفون بنا، والحقيقة هي أنكم جلبتم العار والفضيحة لنا، وأصبحتم مضحكة ومسخرة لكل الشعوب

إنني لست بسكران، ولم أتعاط المخدرات ولو مرة طيلة حياتي، ولست أعاني من كابوس أفقدني الوعي والتفكير…

أنا هو أنا، كما أنا دوما، ولكن….

لا أستطيع أن أصدق ما أقرأ، أو أصدق ما أسمع، أو أصدق ما أرى.

“الداعية” السلفي الأردني المدعو ياسين العجلوني الذي درس سبع سنين في جامعة اليرموك، ويدرس اليوم الفيزياء في مدارس إربد، صاحب اللحية التي تتدلى فتغطي سوءته كورقة التوت، يقول لنا، بالصورة والصوت وبشهادة الملأ، ودون حرج:

إن ملك الأردن، عبد الشيطان الثاني، سيكون الخليفة الجديد لكل المسلمين، وأن الخلافة الإسلامية ستعود هذا العام، وستكون خلافة هاشمية، وسيتولى ابن أنطوانيت البريطانية غزو الجزيرة العربية وغزو بلاد فارس أولا، وبعد ذلك سيحرر فلسطين وبيت المقدس…

ويخاطب العجلون الهاشميين:

أود أن يكون لكم شرف العودة الى الخلافة الهاشمية، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشركم أيها الهاشميون بثلاثة خلفاء صالحون منكم يملكون آخر الزمان…

ويقول العجلوني أيضا إن محمد (الذي لم يولد بعد) بن عبد اللله الثاني بن الحسين بن زين سيكون المهدي المنتظر…

وحجته في ذلك هو أن المهدي هذا هو ابن رانيا العربية وجدته أنطوانيت الإنجليزية، وهو ما يجعله “عتيق العرب”، ولأن اسمه كاسم الرسول محمد بن عبدالله، حسب تحليلاته الفقهية وقراءاته للكتب السماوية.

يا ناس، يا بشر، يا عالم، أصرخ بكم وأسألكم، أعينوني، كيف يستطيع السلفيون، شياطين الظلام والجهل والخرافة والعمالة لأعداء الأمة من المستعمرين والصهاينة وشيوخ النفط، أن يتحدثوا لشعبنا العربي بهذا الخطاب، دون استحياء أو خوف أو وجل وبدون ضمير يؤنبهم؟ كيف نسمح لهم أن يعيشوا بيننا ويلوثوا أدمغتنا بهذا الغباء الذي لا بعده غباء؟ كيف نتركهم يسيؤون لنا ومعتقداتنا وحضارتنا وماضينا أمام شعوب الأرض، في عصر الأقمار الصناعية وعلم الإلكترونيات؟

شيخ آخر، سعودي، يحرم علينا نحن الفلسطينيين أن نختطف جنود بني إسرائيل في محاولتنا تحرير بعض أسرانا الذين يعانون أبشع التعذيب في المعتقلات اليهودية، أسرانا الذين ناضلوا من أجل كل العرب؟

أئمة “السلف غير الصالح” يتخذون من الجمهورية الإيرانية الإسلامية – التي تقف مع المستضعفين في الأرض وتقف معنا في المحن – عدوة، بينما يتخذون من عصابة بني صهيون حلفاء وأصدقاء. يا لها من بلية!!!

شيوخ آخرون يطالبون برفع عدد الزوجات (العاهرات) إلى تسعة، بالإضافة إلى الولدان والغلمان الذين كانوا – من زمن قريب – يأتونهم من دبر وفي زفاف واحتفال.

أثناء تناول العشاء في أحد المؤتمرات الإسلامية العالمية، كان بجواري وعلى طاولتي الرجل الثاني للهيئة الدينية لهذا البلد، جاء الحديث عن ما يحل لنا من النساء، فأكد لنا “سماحته” أن السكرتيرة تقع في نطاق “ما ملكت أيمانكم” ويحل لنا نكاحها، فالإسلام بالنسبة له دين جنس ودعارة.

ضرير البصر والبصيرة، عبد العزيز بن باز، الوهابي الأول في العالم كله، الذي ترأس أعلى سلطة دينية في السعودية، وظل يصر أن الأرض مسطحة إلى أن انتقل إلى الجحيم، يقول إن مداعبة الابن الأكبر جنسيا لأمه، دون أن يأتيها بالكامل، حلال وضروري حتى لا تتزوج فيعاني أطفالها من معاملة زوج جديد.

لسوء حظي، لقد زرت هذا الفاجر في بيته بصحبة زعيم أمريكي مسلم كبير في شهر يناير سنة 1990، وأثناء تناولنا في بيته وعلى مائدته الكبيرة المستديرة الأرز واللحم، على الأرض وبالأيدي، على الطريقة “المحمدية”، سألني: هل هناك أرز في الولايات المتحدة، وهل هناك حمير وجمال، ولقد عبر عن امتعاضه وغضبه بعدما تبين له أن لصاحبي زوجة واحدة فقط.

يوسف القرضاوي، زعيم السنيين في العالم، إمام حلف النيتو، الذي غرر بفتاة جزائرية قاصرة، وطلقها دون علمها، بعد أن نال منها مأربه، وأشبع منها غريزته، أحل “استضافة الكفرة” لغزو العراق وتدميره، وغزو ليبيا وتدميرها، ويحل اليوم غزو سوريا وتدميرها وقتل الملايين من شعبها الذي يقف عائقا ضد المخططات الصهيونية والإمبريالية، يحرم العصيان السلمي في مصر، ويحل العصيان المسلح من قبل العصابات السلفية من الداخل والخارج في القلعة الوحيدة المتبقية في أرض العرب، ويحرم تهنئة إخواننا المسيحيين العرب في أعيادهم.

القرضاوي، مغتصب الطفلة باسم الزواج السري، وغيره من السلفيين، الذين لم يتذوقوا طيلة حياتهم لذة الحب، ولم يتمتعوا ولو مرة بروعة الحب وبهائه، يحرمون “عيد الحب”، لأنه “بدعة”.

ونتساءل، لماذا خلقنا الله ذكرا وأنثى إذا لولا أنه أراد لنا أن نحب؟ وهل هناك شيء في هذه الدنيا أجمل من الحب! وهل خلق الله شيئا في قلوبنا أسمى من الحب! وهل هناك أروع من النحلة وهي تمتص رحيق الزهرة بحب، ومن الزهرة وهي ترتعش تحت النحلة من الحب!

غزة اليوم في ظلام دامس، انقطع عنها الكهرباء بسبب نفاذ الوقود، وتوقف النور وانقطعت الكهرباء عن المستشفيات والمصانع ومضخات المياه والسيارات وغيرها من الأمور الضرورية في الحياة العصرية، وسلفيو مصر الذين يسيطرون على البرلمان المصري، وأسيادهم ومموليهم في دول الخليج، الذين يغرقون في الغاز والنفط، كلهم صم بكم لا يفقهون.

كفى! الأمثلة عن غباء وخيانة السلفيين لأمتهم لا نهاية لها ولا حدود.

وأخيرا أقول للسلفيين كلهم أمام الملأ:

أفسدتم علينا ديننا ودنيانا..

إني أكفر بكم وبمعتقداتكم، أكفر بما تبشرون به من عودة إلى عصور الظلام، أكفر بسمومكم وقذارتكم التي تنفثون بها في عقول الناس الطيبين من أبناء وبنات جلدتكم.

إني أكفر بكعبتكم، حيث تولون برؤوسكم، تجاه البيت الأبيض، قبح الله هذه الوجوه، وهذا االبيت.

لن أقبل حجركم الأسود التي تطأ عليه الناس وتبول عليه الكلاب في المدن الغربية.

لن أطوف بين صفاكم ومرواتكم في بيوت الدعارة العالمية.

لن أصعد إلى عرفاتكم، حيث وقف وصفق أعضاء الكنجرس الأمريكي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، حليفكم، 29 مرة في جلسة واحدة.

لن أسبح بحمد ربكم الذي تقتل طائراته الأطفال والنساء في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن.

لن أومن بآلهتكم، بوش الأول وبوش الثاني وأوباما ونتنياهو.

لن أصلي على أنبياءكم عبد الله السعودي وعبد الله الثاني الهاشمي وحمد وموزة قطر.

أدوس على كتبكم “المقدسة” التي يخطها لكم أسيادكم من بني صهيون، وبني سكسون.

إفعلوا بي ما يحلو لكم، كفروني، زندقوني، أصدروا الفتاوى بذبحي، إصلبوني، إقطعوا يدي ورجلي من خلاف، اضربوا عنقي بسيوفكم، واطعنوا أحشائي بخناجركم، اتركوا جسدي للوحوش وللطيور لتتغذى، إعملوا ما شئتم، افعلوا ما يحلو لكم، فأنا أيا السلفيون، أكرهكم، أبغضكم، وأعترف بأني كافر كافر كافر بكم. لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دين، إلهي هو إله المحبة والرحمة الواحد الأحد الصمد، وديني هو دين الجهاد ضد المحتلين ومحبي الحروب وقتلة الشعوب… خسئتم وخسئت آلهتكم ودياناتكم.

:::::

· علي بغدادي مقدسي وسني يقيم منذ 51 عاما في الولايات المتحدة