أنظمة الخليج اعترفت بإسرائيل منذ لحظة وقف مقاطعتها
أكد المفكر العربي الفلسطيني عادل سمارة أن ما يسمى مؤتمر أصدقاء سوريا المزمع عقده في تونس هو درجة من درجات التآمر الذي لم يتوقف على سوريا وسيكون تصعيدا في اللهجة والتمويل والتسليح لكنه لن يشكل تحولا حديا لأن ما استطاعوا فعله قد فعلوه.
وقال سمارة في حديث للتلفزيون السوري أمس إن أحد أهداف مؤتمر تونس هو القول للعالم إن ما حصل في الوطن العربي ليس ربيعا أو ثورة لأن تونس ومصر وغيرها ما زالت في أيدينا بعد أن قدم راشد الغنوشي تونس لهم على طبق من ذهب باسم الإسلام.
وأوضح سمارة أن الحديث عن تصويت عدد كبير من الدول ضد سوريا في الأمم المتحدة غير مستغرب لأنها دول مشتراة وخاضعة لبرامج ديون تشترط عليها التصويت لمصلحة الغرب وأدواته.
وشدد سمارة على أن سوريا مستهدفة جغرافيا والصراع الآن ليس على الثروات والقوى العاملة فقط بل هو صراع على الأرض وربما على الفلسطينيين أن يفهموا هذه المسألة أكثر من غيرهم لأنهم يدركون معنى الصراع على الأرض مع الكيان الصهيوني وسوريا من الدول العربية القليلة التي لم تعترف بالكيان الصهيوني وهذه قضية مهمة لأن كل من يعترف يفرط بالجغرافيا الفلسطينية ومن يفرط بها يفرط بالجغرافيا في سوريا أو المغرب أو موريتانيا وفي الأقطار العربية كافة.
وأشار سمارة إلى أن استهداف سوريا هو استهداف للمقاومة وللممانعة وللمستقبل لأن المسألة ليست لحظة حالية بل مرتبطة بكيفية تطور الصراع في المنطقة وعلى مستوى العالم في لحظات ينتهي فيها النظام العالمي الحالي مع تبلور نظام عالمي آخر مختلف تماما من خلال ظهور أقطاب جديدة لها مواقف واضحة ومحددة من حيث قدرتها الاقتصادية والعسكرية وأهدافها الإستراتيجية.
وأكد سمارة أن سوريا تحقق الآن للوطن العربي دورا جديدا في النظام العالمي المتجدد الذي يولد الآن وهي تضعه على الخريطة التي ستأتي لأنه في السنوات السابقة كان خارج التاريخ.
وقال سمارة إن هدف المؤامرة على سوريا تفكيك الدولة وتقسيمها لأنها الدولة العربية الوحيدة التي تلعب دورا مركزيا في الوحدة العربية ومستقبل المسألة القومية ولذلك فإن تقسيمها سيغير وجه المنطقة إلى فترة طويلة قادمة.
وأكد سمارة أن حديث مجلس اسطنبول عن الحاجة لوجود إسرائيل هو تقديم أوراق اعتماد لحلف الناتو وأمريكا.
وأضاف سمارة.. إن الشعب السوري يعي جيدا طبيعة المؤامرة التي يتعرض لها وقد رأى تدمير ليبيا والعراق ولن تنطلي عليه هذه المسألة كما أنها لن تنطلي على بقية الشعب العربي وعلى الشعب السوري المحافظة على سوريا وفهم الموضوع من تجربة الشعب الفلسطيني وما معنى أن يحتل وطنا وأن يكون الإنسان وضيعا مشردا في أرضه ووطنه.
وقال سمارة إننا نواجه في جامعة الدول العربية أنظمة لا تفهم القومية وقادتها لم تمر في المرحلة القومية بل انتقلت عبر الإمكانات المالية إلى مرحلة رأس المال وهم اليوم لا يضاربون بالأموال بقدر ما يضاربون بالأوطان والشعوب وهو ما على الجميع فهمه في الوطن العربي.
وأوضح سمارة أن محور المقاومة يمثل اليوم الروح والاستعداد والارتباط القومي العربي الذي دفن في العقود السابقة والذي تمت عملية اغتياله بطرق متعددة ولكن الروح الشعبية تنهض الآن بشكل جديد والكيان الصهيوني يفهم المسألة القومية أكثر مما يفهمها الكثير من العرب ويعرف أن الخصم الحقيقي له والذي يستمر في النضال إلى النهاية هو المشروع القومي العربي وليس مسألة الإيديولوجيات.
وأشار سمارة إلى أن المطلوب هو حراك شعبي يدافع عن سوريا ويشارك فيه المثقفون والشباب وخاصة الطلبة في الشارع العربي بهدف تفكيك مفاصل المشروع القطري ومن معه من دويلات تعمل ضد المشروع القومي كما يجب محاصرة المؤسسات والقنصليات والمراكز الثقافية الغربية كي تخرج من بلادنا وحتى يفهم الشارع البريطاني والفرنسي والأمريكي أن وجودهم هو وجود استعماري مرفوض.
وقال سمارة إن الحركة الثقافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تنقسم إلى قسمين الأول يتبلور بشكل واضح مع المشروع القومي العربي وخاصة في اتحاد الكتاب والثاني هم كتاب الارتزاق المتمول من القطريين والسعوديين والإماراتيين والأمريكيين.
ولفت سمارة إلى أن هناك خرقا حقيقيا حصل في الوطن منذ فترة طويلة لكثير من أشكال البنية الثقافية فتحول بعض من يسمون أنفسهم مثقفين إلى مجرد أدوات تخدم المشروع المضاد وهم يفتخرون بذلك وهذا شيء لا يستطيع أن يتصوره عاقل.
وأشار سمارة إلى أن من سموا أنفسهم مثقفين وأصدروا بيانا يؤيدون فيه حسب زعمهم الشعب السوري وعلى رأسهم عزمي بشارة ليسوا إلا مرتزقة يلعبون أدوارا مأجورة كمخبرين يتجسسون على الوطن العربي.
وقال سمارة إننا لم نقرأ في التاريخ أن مثقفا استدعى الاستعمار ليحتل بلده مهما كانت الخلافات والظروف السياسية أو طبيعة نظام الحكم والذين يدعون أنفسهم بالمثقفين ويستدعون الخارج هم عبارة عن مجموعات من المخترقين أمنيا والمسألة ليست فقط بالشراء بالمال ولكن المسألة تبدأ من حيث التواطوء والارتباط والتجسس والاختراق ثم لعب دور واضح وعلني ضد القضايا الوطنية والقومية.
وأكد سمارة أن عزمي بشارة لم ينف من الأراضي الفلسطينية المحتلة بل خرج بشكل طبيعي ضمن مشروع تطبيعي بعد أن اكتشف الكيان الصهيوني أنه يستطيع أن يلعب دورا تطبيعيا على مستوى الوطن العربي وهو يعمل وفق أجندة واضحة ومحددة دفعته للذهاب إلى قطر.
وقال سمارة إن عملية الاستعمار تتم في العصر الحديث عبر ثلاثة جيوش الأول هو الجيش الثقافي والإعلامي الذي يلعب دورا في إدخال الهزيمة في الشعوب المستهدفة وثانيا الجيش العسكري وثالثا جيش رأس المال.
واضاف إن قناة الجزيرة القطرية التي غطت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إعلاميا أعطت شيمون بيريز مدة أربعين دقيقة متواصلة ليشرح لماذا يجب أن يقوم الكيان الصهيوني بضرب القطاع كما أن قطر وباقي الأنظمة العربية والتي تعهدت بتقديم الأموال لإعمار القطاع لم تبن غرفة واحدة فيه في حين تشارك شركات خليجية عدة في شركات إسرائيلية وأما ما دفع من أموال خليجية للقطاع فكان رواتب فقط مقابل سكوت حركة حماس عن قطر كما تمت رشوة منظمة التحرير من قبل.
وأوضح سمارة أن أنظمة الخليج تعترف بالكيان الصهيوني منذ عام 2005 عندما أعلنت وقف مقاطعتها له.
:::::
22/02/2012
شوكوماكو – سانا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.