بيــــــــــــان

المبادرة الشعبية لمناهضة الإمبريالية والصهيونية

· سوريـــا سوريــا عربية ضد الهجمة الأطلسية

· عربي عربي باعتزاز لا أوباما.. لا حَمد.. ولا بيريز

· عربي نعيش عربي نموت عربي نقولها بأعلى صوت

· فلسطين عربية لا بديل عن البندقية

يا جماهير شعبنا الأبي،

اليوم وإثر الإضراب الذي نفذه أعوان وعمال البلديات دفاعا عن مطالبهم الاجتماعية المحقة والمشروعة وما تبعه من حملة مسعورة وتظليل وتحريض ضد العمــال وضد النضــال النقـابي والمطلبي بصفة عامة شنتها بعض من رموز وأنصار وميليشيات حكومــة سلطــة “7 نوفمبر الجديدة” لتبلغ حد الهجوم والاعتداء على بعض مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل، وحدَّ تجريم المضربين والمعتصمين من أبنائنا، اليوم تتعرى كل الوجوه الكالحة من تاجرت بدماء أبناءنا وأرضنا وكرامتنا، يتعرى كل من جعلوا من أنفسهم المطية لتأبيد حال البؤس والاستغلال والاضطهاد الذي نعيشوه، من جعلوا من أنفسهم الأداة لخنق نار التمرد والمقاومة فينا، اليوم من جديد تسقط الاقنعة عن المشاريع العدوة وأدواتها.

إن هذه الاحداث الأخيرة لتَأكيد آخر لما كنا قد أشرنا إليه عن جوهر ما يقدم اليوم من أوهام “الدمقرطة” و”الحرية” الزائفة، لنشر أوهام “التحولات المخملية” المتعايشة مع أعدائنا الداخليين وأسيادهم الخارجين، والتي غايتها الوحيدة فرض حال الاستسلام بيننا لتأبيد وضع الاضطهاد الوطني والاجتماعي.. لتأبيد واقع التفقير والتجهيل والاستغلال والتشريد والتجويع المفروض امبرياليا والمنفّذ بأيادي بيادقه المحلية.

إن الممارسات التي تُصَعِّدُ من وتيرتها سلطة “7 نوفمبر الجديدة” هي التطبيق العملي للمشروع الامبريالي من أجل إجهاض أي توجه كفاحي جذري حقيقي يحطم الأغلال التي تقيّدنا عبر استهداف وشيطنة كل التحركات والنضالات والقوى والهياكل النقابية التي تنهض للتصدي لمشاريع الاذعان الطبقي والوطني.

إن الامبريالية العالمية وفي ظل الأزمة الاقتصادية الهيكلية التي تسود بلدانها تحاول تجاوزها عبر إلقاء تبعات هذه الأزمة على كاهل شعوب وأمم العالم المضطهَدة، وشعبنا العربي واحد من هذه الشعوب المستعبَدة، والتي تخاض ضد آماله في التحرر الوطني الفعلي والانعتاق الاجتماعي الجذري وتحاك كل صنوف التآمر والعدوان بتحشيد شتى الوسائل من حملات عسكرية وسياسية وبرامج اخضاع ونهب اقتصادي وتضليل اعلامي. إن فرض الاستسلام في ميدان النضال الوطني والمطلبي الاجتماعي هو مدخلهم لإطالة أمد احكام قبضتهم على رقاب الكادحين من شعبنا.. لإطالة أمد اضطهاد أمتنا وتجزئتها.

ليس بغريب أذن أن نرى دعاويهم من قبيل : إن الإضرابات والإعتصامات أدت إلى ابتعاد المستثمرين الأجانب وهروب الشركات الأجنبية… الإضرابات تخرب الاقتصاد.. تعرقل النمو”!!!، دعاوي مثلما هي دوما، اتجهت لتحميل الشغالين والكادحين والمعطلين المطالبين المدافعين عن لقمة عيش أبنائهم، المطالبين بالشغل بالمسكن والحق في الدفاع عن هكذا مطالب، “المسؤولية” عن كل أزمات الكون.. إنهم لا يرون في الكادحين والمضطهَـدين سوى مصدر لتكديس الثروات بين أيدي مصاصي دم العمــال. لقد رددت كل أجهزة دعــاية سلطـــة “7 نوفمبر الجديدة”، أن إغلاق وحدة مجمع (يازاكي) الياباني بأم العرايس هو “بسبب إضراب عن العمل تسبب في تعطيل الإنتاج كليا” أو أن مصنع سيارات “ليوني” الألماني والمنتصب بجهة ماطر، قد “أغلق أبوابه نهائيا، بسبب الإعتصامات الفوضوية” !!!، هي ذي المغالطة.. هي ذي التغطية عن جوهر هكذا سياسة اقتصادية طفيلية مرتهنة لأعداء شعبنا.. هي التغطية عن محاولة ترهيب العمال من خوض النضال لانتزاع بعض من مطالبهم المتراكمة لسنوات هي التغطية عن رفض سلطة “7 نوفمبر الجديدة” الاستجابة لأبسط هذه المطالب بل والتراجع عن تنفيذ بعض الاتفاقيات الموقعة، هي ذي حقيقة دعاويهم ومطالباتهم بـ”هــدنة” مزعومة هي حماية في الأصل لمصالح أسيادهم أولياء نعمتهم الاستعماريين وشركاتهم المنتصبة فوق أرضنا المستغلة لشقاء أبنائنا، شركات تستفيد من إعفاءات ضريبية لمدد تصل لعشر سنوات مع ضمان كامل لإخراج الرساميل والأرباح المنهوبة إلى الخارج لتُحمَّل أعبائها على كاهل قوت جماهير شعبنا وأجياله المتعاقبة، هي ذي حقيقة دعاويهم وتسريباتهم لاستقطاع أجر يومين وتجميد كل مفاوضات للترفيع في الاجور لازالت ترمى على مسامع الجموع ويقولون : اطمأنوا.. سنحافظ على مستوى هكذا اسعار للخضار واللحوم والبقول!!!،

أن سلطة “7 نوفمبر الجديدة” (بوجوهها وتلويناتها المتعاقبة) لم تجد ما تقدمه إلا التذكير بالويل والثبور و”إقامة الحد” على كل مضرب معتصم  ومناضل ضد سياسة الارتهان للإمبرياليين عبر ابرام صفقات استجداء الديون.. عبر جعل القطر بوابة لآلة القتل والغزو الاطلسي والرجعي العميل لجماهير شعبنا العربي في ليبيا كخطوة ضمن مشروع تقسيم وتفتيت وطننا العربي من جديد واغراقه في يم من الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية التي يُغَيَّبُ من خلالها عدونا الامبريالي الصهيوني الرجعي الحقيقي لتستباح أرضنا ودماءنا وخيراتنا ويعرقل طريق التحرر الوطني والاجتماعي العربي الثوري الاصيل.

يا جماهير شعبنا الأبي،

إن هذا النظام البيدق، نظام “7 نوفمبر الجديد” ورغم كل محاولات “التزويق” و”التنميق” لا يمكنه أن يخفي حقيقة خيانته الوطنية، فهاهو اليوم يواصل على نفس طريق الاذعان والانخراط في المشروع الامبريالي الصهيوني لاضطهاد أمتنا الأبية. إن سلطة “7 نوفمبر الجديدة” تحتضن اليوم المؤتمر/ المؤامرة على جماهير شعبنا في سوريا وقيادتها وجيشها الوطنيين بل وعلى كل جماهير الامة العربية.

يا جماهيرنا الأبية، هل من “المصادفة” أن تُسَلَّمَ الحاكميَّة اليوم في عديد ارجاء الوطن (المغرب، تونس، ليبيا، مصر..) لكل من قدموا صكّ الطاعة والانخراط في مشروع ضرب الامة.. لكل من عاهدوا الاستعماريين على صون كل المواثيق المذلة واتفاقيات العار مع العدو الصهيوني وصناعه (التزام الاخوان المسلمين في مصر بعدم المس باتفاقية كامب دافيد، تنصل زعيم النهضة في تونس خلال لقائه بممثلي منظمة الايباك الصهيونية في الولايات المتحدة من مسألة مركزية الصراع العربي الصهيوني بل وطرق باب التطبيع مع هذا الكيان الغاصب لفلسطيننا السليبة عبر اجرائه صحبة زعيم حركة الاخوان رئيس وزراء المغرب بن كيران لقاء صحفيا مع إذاعة صوت ‘اسرائيل’، دور والعلاقات المفضوحة لـ ‘ثوار الناتو’ في ليبيا بالدوائر الاستعمارية والصهيونية ودور الصهيوني برنار هنري ليفي في كل ذلك)..

إن سلطة “7 نوفمبر الجديدة” سعت وعملت لاحتضان هكذا مؤامرة لمن يسمون “معارضة سورية” صحبة جمع من أولي امرهم من مشايخ الخليج وإمبرياليين تلوثت وتتلوث أيديهم بدماء الشعوب المضطهَدة، “معارضة سورية” الناطقة باسم مجلسها الاسطنبولي المدعوة ‘بسمة قضماني’ قالت وأمام حشد من الكتّاب الصهاينة في ندوة حوارية على إحدى القنوات الفرنسية بمناسبة ذكرى اغتصاب فلسطين، وكانت الضيف ‘العربي’ الوحيد، إنها معجبة بـ “إسرائيل” و”الإسرائيليين”، وإن العرب بأمسّ الحاجة لوجود “دولة إسرائيل” بجانبهم، مؤكدة أنها تهتم وترتاح أكثر عندما تتحدث مع شخص “إسرائيلي”. إن تونس اليوم يراد لها أن تفتح الأبواب لهكذا خونة أوطان.. ان تكون مسرحا لهكذا مشاريع عدوان.

إن المشروع الغاية من عقد هذا المؤتمر/ المؤامرة هو فتح الطريق وتشريع الابواب لشن العدوان على قلعة العروبة الصامدة سوريا ونظامها الوطني الصامد. إن الهدف هو فتح الطريق لفرض مناطق حظر الطيران ومن ثم فتح ما يسمى ‘الممرات الانسانية الآمنة’ لتعبر من خلالها جحافل الغزاة الأطلسيين وأذنابهم من العرب لتعيد للأذهان مشاهد غزو العراق ولبنان والهدف الغاية اسقاط النظام الوطني في سوريا وكل نفس مقاوم بخيار الكفاح المسلح ورافض للاستسلام كما وفتح الطريق على مصراعيه لمرحلة تشظية وطننا العربي واغراق شعبنا في مستنقع الصراعات المذهبية والطائفية.

يا جماهير شعبنا الأبي،

إننا اليوم نستحضر كل محطات صراعنا مع أعدائنا وتفاصيلها.. كيف جوبه ونُعت نضال أهلنا في فلسطين عند تصديهم للغزاة الصهاينة في أوائل القرن الماضي.. كيف حوصرت مصر عبد الناصر وشُنَّ العدوان ضدها ولماذا نُعت هذا القائد العربي البطل بـ”الديكتاتور” و”قامع الحريات”.. كيف كانت الاصطفافات حول خيار المقاومة المسلحة والتصدي لنهج الاستسلام القومي في مسألة الصراع العربي الصهيوني.. من دعَّم وقاتل واحتضن ثوار الامة ومن تأمر وطاردهم وروج للاستسلام.. كيف استبيحت أرض العراق ودمرت.. كيف دمرت المنشآت الاقتصادية واغتيلت الكوادر العلمية هناك.. فلنستحضر مشاهد التظليل الاعلامي حينها.. ألم يثبت باعتراف العدو زيفها؟؟ بطلانها؟؟ فلم اليوم الانسياق خلف فبركات الجزيرة ومثيلاتها.. ألم تفنَّد في أكثر من ميدان وموقعة؟  لِـمَ يرفع البعض اليوم شعار “ضد هذا كما ضد ذاك” وكأن لا ضوابط وواقع مرحلة تاريخية ممتدة إلى الآن يحدّد صف الاعداء من صف الاصدقاء.. لماذا هذا العمى في الالوان؟؟

إن الدفاع عن المطالب المعيشية للجماهير الكادحة لا تمر من بوابة الارتماء خلف المشاريع الإمبريالية والرجعية بل من خلال وأولا وعلى رأس كل المطالب رفض ومقاومة التدخل الإمبريالي بأشكاله المتعددة وفي طليعتها التدخل الاستعماري والعدوان ونهب ثروات شعبنا وقوت عمل كادحيه.

إن الدفاع عن هذه المطالب لن يسير في اتجاهه الصحيح إلا متى تشبثنا بحقيقة أن تحررنا الوطني هو بوابتنا الحتمية لتحقيق انعتاقنا الاجتماعي، وأن المستسلم في القضايا الوطنية لن يحطم مطلقا قيدنا الاجتماعي لن يقودنا مطلقا نحو عزة أو عيش اجتماعي حر كريم.

فلنُسقط المؤامرة ولنقطع اليد المتاجرة بلحم شعبنا… بجرح أرضنا.. وليعلو الهتــــاف :

سوريـــا سوريــا عربية ضد الهجمة الأطلسية

لا أمريكا ولا قطر الشعب العربي شعب حر

عربي عربي باعتزاز لا أوباما.. لا حَمد.. ولا بيريز

عربي نعيش عربي نموت عربي نقولها بأعلى صوت

يا أمريكا لـمّي جيوشك صمَّم شعبي العربي يدوسك

فلسطين عربية لا بديل عن البندقية

حرب الشعب هي الحل ضد الخائن والمحتل

المبادرة الشعبية لمناهضة الإمبريالية والصهيونية

تونس  24 فيفري 2012