خلافات على جدوى مؤتمر “أصدقاء سوريا” بتونس.. و”المجلس الوطني” يعتبره مخيب
شهد مؤتمر “أصدقاء سوريا”، الذي بدأ أعماله في العاصمة التونسية بعد ظهر الجمعة 24-2-2012، خلافات حادة بين عدد من الوفود المشاركة، على مشروع البيان الختامي، والذي اعتبره البعض غير مجدياً لوقف “العنف” بينما اعتبره برهان غليون رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض لم يلب “طموحات” الشعب السوري.
واختار مشروع البيان الختامي الاعتراف بـ”المجلس الوطني السوري” كممثل “شرعي” للسوريين الذين يسعون لتغيير ديمقراطي، وطالب بتوسيعه ليمثل جميع أطيف الشعب السوري.
وخلال كلمته أمام المؤتمر، الذي يضم ممثلين من نحو 70 دولة، إضافة إلى ممثلي المنظمات والوكالات الدولية، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، رئيس وفد المملكة، إن ممارسة الضغوط على النظام السوري لم تعد كافية، وشدد على أنه “لا بد لهذا النظام أن يرحل، إما طوعاً أو كرها”.
كما سادت خلافات حول مشروع البيان الختامي للمؤتمر، فيما يتعلق بالفقرة الخاصة بالاعتراف بـ”المجلس الوطني السوري”، والذي يضم عدداً من قيادات المعارضة السورية في الخارج، حيث بدا أن هناك توافقاً على على الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً للمعارضة السورية، بينما يطالب البعض على الاعتراف به كـ”ممثل وحيد” للشعب السوري.
وفيما بدا أن هناك توجهاً لدى معظم المشاركين في المؤتمر على رفض أي تدخل عسكري في سوريا، قال رئيس الوفد السعودي إن “حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها”.
ووصف الوزير السعودي ما يحدث في سوريا بـ”مأساة خطيرة”، لا يمكن السكوت عليها، كما اعتبر أن النظام السوري “فقد شرعيته، وبات أشبه بسلطة احتلال”، وشدد على قوله: “لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرهاً”.
وقال إن “المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية، التي تعطل التحرك الدولي، المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري.”
وانطلقت أعمال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تونس الجمعة، برئاسة وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، الذي أكد أن المؤتمر يهدف إلى “توجيه رسالة واضحة ودقيقة إلى جامعة الدول العربية، وعموم المجموعة الدولية، لإيقاف المجازر التي تحصل في سوريا”.
من جانبه، دعا الرئيس التونسي “المؤقت”، المنصف المرزوقي، إلى مواصلة الضغط على الحكومة السورية بهدف السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، قائلاً إن المجتمع الدولي أمام مفترق طرق، ومسؤولية تاريخية تجاه الأزمة السورية، التي وصفها بأنها “بالغة الخطورة”.
وبينما أكد المرزوقي على ضرورة الاستجابة لمطالب الأغلبية السورية بالتخلص من نظام “استبدادي قمعي فاسد، فقد كل شرعية باستهداف مواطنيه العزل”، فقد شدد على رفضه أي تدخل عسكري، سواء بتسليح المعارضة، أو التدخل العسكري الأجنبي، لتجنيب الشعب السوري مخاطر الانزلاق في “الفوضى والدمار”.
كما دعا الرئيس التونسي إلى معالجة الأزمة السورية وفق “النموذج اليمني”، من خلال منح نظام دمشق حصانة قضائية، ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره، مقابل وقف حمام الدم، وتمكين نائب الرئيس من قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، تشارك فيها المعارضة.
من جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، إلى إرسال قوات حفظ سلام مشتركة، تتبع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا، للمساعدة في وقف “آلة القتل”، التي حصدت آلاف الضحايا في سوريا.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، فقد شدد، هو الآخر، على رفض التدخل العسكري في سوريا، إلا أنه قال إن نظام الأسد هو من يرفض التخلي عن الخيار الأمني والعسكري في التعامل مع معارضيه.
أوغلو: حظر سلاح على النظام
فيما دعا وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو العالم لإيجاد سبيل لحرمان الحكومة السورية “من الوسائل التي تتيح لها ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري”.
وقال داود أوغلو في كلمة أمام اجتماع “أصدقاء سوريا” في العاصمة التونسية “علينا البحث عن سبل ووسائل تتيح فرض حظر سلاح على النظام”.
وتابع أوغلو أن عددا كبيرا من الدول المشاركة في اجتماع تونس وبينها تركيا اتخذت بالفعل هذه الإجراءات لكن ينبغي بذل مزيد من الجهود في هذا المجال.
كلينتون: يجب دخول الإغاثة الإنسانية العاجلة
بينما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن إدارة الرئيس السوري بشار الأسد “ستتخضب أيديها بمزيد من الدماء” إذا لم توافق على الطلب الدولي بالسماح بدخول الإغاثة الإنسانية العاجلة.
وأوضحت في تصريحات معدة سلفا ستدلي بها في اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” بتونس “إذا رفض نظام الأسد السماح بوصول هذه المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين ستتخضب أياديهم بمزيد من الدماء”.
وأضافت “وكذلك الامر بالنسبة للدول التي لا تزال توفر الحماية والسلاح للنظام. ندعو الدول التي تورد الأسلحة لقتل المدنيين للتوقف عن ذلك فورا”.
وقالت موجهة حديثها للأسد “ستدفع ثمنا باهظا لتجاهل إرادة المجتمع الدولي وانتهاك حقوق الإنسان ضد شعبك”.
وأضافت “إننا جميعا بحاجة إلى نظرة فاحصة لما يمكن أن نقوم به من جهد إضافي. لقد حان الوقت لجميع الموجودين هنا لفرض حظر للسفر على كبار المسؤولين في النظام مثلما فعلت جامعة الدول العربية وتجميد أصولهم ومقاطعة النفط السوري ووقف الاستثمارات الجديدة والنظر في إغلاق السفارات والقنصليات”.
وقالت كلينتون “بالنسبة للدول التي فرضت عقوبات بالفعل يجب علينا تطبيقها بحذافيرها”.
جوبيه: الأوروبي سيجمد أصول البنك المركزي
قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة 24-2-2012 أن الاتحاد الأوروبي سيجمد أصول البنك المركزي السوري بدءا من 27 فبراير شباط في إطار مجموعة من العقوبات المشددة التي تهدف لوقف حملة “قمع” المعارضة حسب وصفه.
وأبلغ جوبيه وفقاً لرويترز اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” في العاصمة التونسية “بدءا من يوم الاثنين سنتخذ إجراءات جديدة قوية من أبرزها تجميد أصول البنك المركزي السوري”.
بينما دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مجلس الأمن الدولي لاصدار قرر عاجل يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا.
وقال في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “أصدقاء سوريا” في تونس انه ينبغي أن يخرج الاجتماع بخطوات عملية ويعطي الأولوية لإصدار قرار عاجل من مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار.
هايغ: سنعترف بالمجلس الوطني
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هايغ أن بريطانيا ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري. وقال هايغ على هامش الاجتماع ان بريطانيا “ستكثف” علاقاتها مع المجلس. جاء ذلك بعدما طلب المجلس من الدول المشاركة تقديم الاسلحة للثوار.
:::::
(دي برس) DayPress
http://dp-news.com/pages/detail.aspx?articleId=112764