هادي زاهر
*من أين نبدأ؟! ألم يسمع الشيخ عن اغتصاب جنود الولايات المتحدة لفتيات في العراق؟! ألم يرَ كيف عاثت هناك فسادًا؟! ألم يسمع عن التعذيب في سجن “أبو غريب؟!ألم يسمع عن القتل الجماعي؟! ألم يسمع عن قتل أهلنا هناك بدم بارد لمجرد التسلية؟! ألم يسمع عن استخدام الولايات المتحدة للقنابل المحرمة دوليًا؟!*
//
أعترف.. أنني كنت دائمًا أنتظر ظهور الشيخ يوسف القرضاوي على الشاشة، لكني اليوم سرعان ما أنتقل لمشاهدة محطة أخرى، ويعود ذلك إلى نفوري من دعوة الشيخ إلى مقاطعة البضائع الروسية والصينية، وكنت أفضل ما دام سيتم الطلب من الجمهور مقاطعة تلك البضائع، أن يتم مقاطعة جميع البضائع المستوردة من الدول المعادية، بدلا من الانتقاء، ويحضرني قول جبران خليل جبران : “ويل لأمة تلبس مما لا تنسج ، وتأكل مما لا تزرع ، وتشرب مما لا تعصر” من هذا المنطلق يجب أن يتم التحريم، إذا كان لا بد من التحريم! وذلك كي لا ندعم الدول التي استعمرتنا وكي تنهض أمتنا من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي الذي يجعل أمتنا حرة بعد أن نكون قد استغنينا عن البضائع المستوردة، وهكذا نقضي أيضا على البطالة التي هي أساس الكثير من الشرور، أما أن يتم الانتقاء بحجة “الفيتو” الروسي والصيني الداعم لسوريا وكأن دول الغرب أفضل من الصين وروسيا فهذا مرفوض!
ولو عدنا إلى تاريخ “الحبيبة” الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، نجد ان تلك الدول هي التي (“بشّعت” بحق شعبنا العربي في كل مكان.. هي التي احتلت.. هي التي نهبت ثرواتنا الطبيعية.. هي التي قتلت.. هي التي اغتصبت. فمن أين نبدأ؟! ألم يسمع الشيخ عن اغتصاب جنود الولايات المتحدة لفتيات في العراق؟! ألم يرَ كيف عاثت هناك فسادًا؟! ألم يسمع عن التعذيب في سجن “أبو غريب؟!ألم يسمع عن القتل الجماعي؟! ألم يسمع عن قتل أهلنا هناك بدم بارد لمجرد التسلية؟! ألم يسمع عن استخدام الولايات المتحدة للقنابل المحرمة دوليًا؟.. ألم يعلم عن استعمال الأسلحة الكيماوية التي أحرقت الأخضر واليابس والتي دبت الأمراض السرطانية في الأجيال الحاضرة والتي سيكون لها أثر على الأجيال القادمة، ؟! ألم يسمع “بوش” وهو يقول بأن: “هذه الحرب هي حرب صليبية جديدة على الإسلام”؟! ألم يدرك بان الحرب جاءت لسلب ثروة العراق النفطية، ولتنفيذ رغبة إسرائيل بحجة ان العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وهو يفتقدها، وثبت بطلان هذه الحجة الممجوجة.. ثم من الذي ينشر منتجاته في الوطن العربي.. لمن شبكات الطعام السريع؟.. والكوكاكولا وغيرها؟ ألم يسمع سماحته عن استخدام “الفيتو” ضد كل ما هو عربي؟ ألم يحضر هذا المسلسل الطويل ؟!
وبعد.. ألم تقف الولايات المتحدة ضد شعبنا في تقرير مصيره؟ ألم تشجع إسرائيل في سجن شعبنا وارتكاب جميع الموبقات بحقه، من تجويع وقلع الأشجار وتجريف الأرض ومصادرتها وهدم البيوت والتشريد وحرق المسجد الأقصى وتقويض أساساته وهي ما زالت مستمرة في ذلك حتى الآن، حيث تحفر تحته للتفتيش عن “الهيكل”. ضاربة عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والدينية. هل يعيش فضيلة الشيخ على كوكب آخر ولم يسمع عن ذلك؟! إن الغرب هو الذي يتاجر ليجني الأرباح، وهنا.. وهنا تحديدًا يجب المقاطعة..وما دامت المقاطعة لم تأتِ بفتوى، فالمطلوب هو المقاطعة الذاتية إذا صح التعبير، بحيث يقاطع كل مواطن هذه المنتجات، هذا من ناحية، أما إذا أخذنا صناعات الصين فيمكننا أن نقول بأن الصناعات الصينية هي التي أنقذت الفقراء بسبب أسعارها المقبولة.. فهل يعتقد الشيخ بأنه إذا تهادن مع الولايات المتحدة فستخرجه من دائرة الإرهاب؟
لا يا شيخنا العزيز.. إن الولايات المتحدة لا تشبع ولا تقنع، ثم لا يمكن وضع روسيا والصين في خانة واحدة مع الولايات المتحدة وحلفائها، فروسيا لم تستعمر دولنا عربية، وكذلك الصين ، ثم ان جرائم الولايات المتحدة والدول الغربية لا تقارن بخطوة الصين وإذا كان لا بد من مسيرة إصلاح فيجب أن لا يأتي ذلك على دبابة أمريكية. أعتقد انه كان على الشيخ أن يدعو إلى مقاطعة البضائع الأمريكية أولا تمهيدًا لمقاطعة كل البضائع الأجنبية. وماذا مع فرنسا التي قتلت مليون شهيد في الجزائر وحدها؟ وقتلت الكثير في دول عربية ومنها سوريا إلى أن قهرها سلطان باشا الأطرش . لماذا يا حضرة الشيخ لا يكون الموقف صارمًا مع كل الدول التي أعتدت علينا في السابق والتي تعتدي علينا في الحاضر، هل دَمنا إلى هذا الحد من الرخص!!انظروا إلى ألمانيا التي ما زالت تدفع تعويضات لليهود وإسرائيل وذلك بموجب اتفاقية وقعت في 10/9/1952 وهنا يجب أن نتعلم.. يجب إلى جانب المقاطعة مطالبة جميع الدول التي استعمرت وطننا العربي.. بدفع ثمن جرائمها. للمعلومية.. هل تعلم بأن القذافي وليس دفاعًا عنه، هو الوحيد الذي أرغم الطليان على دفع التعويضات، وقد أظهرت وكالات الأنباء رئيس وزراء إيطاليا وهو يقبل يده، فلماذا لا نتعلم منه بدلا من استقبال قادة الدول الاستعمارية بالعناق والارتماء في أحضانهم.. ؟ لماذا لا يكون الموقف حازمًا تجاه الجميع؟! لماذا هذا الانحياز؟! وأخيرًا يا شيخنا العزيز، امل أن يُصحَّح الخطأ فورًا كي لا نفقد ثقتنا بك.
:::::
المصدر: الجبهة
http://www.aljabha.org/index.asp?i=66145