الإبعاد … أم التهديد ؟
قدري أبوواصل*
لقد مر على إضراب المناضلة هناء شلبي خمس وأربعون يوما حيث تمت الموافقة على إنهاء الإضراب بقرار إبعادها إلى قطاع غزة لفترة ثلاث سنوات … هل كان القرار هو مطلب هناء أم أنه كان تهديد من قبل سلطات الإحتلال في حالة الإفراج عنها ,تهديدا بإعتقالها من جديد أو إغتيالها … (للتذكير قضية إبعاد الشيخ صالح العاروري)
إضراب هناء عن الطعام كان أسطورة في سجل نضالات الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الإحتلال … المناضلة عطاف عليان خاضت الإضراب لفترة أربعين يوما لتحسين ظروف إعتقالها هي والأسيرات نتيجة للمعاملة السيئة والبغيضة من سلطة السجون … إضراب هناء كان ضد الإعتقال الإداري التعسفي … البعض يتحدث عن نضالات فردية للأسرى … قضية الإضراب ضد سياسة العزل الذي قاضته الجبهة الشعبية وإنضمام أخرين للإضراب … وهنا نتسائل هل قرار عطاف عليان ,الشيخ خضر عدنان,هناء شلبي,كفاح حطاب والحاج أحمد علي و23 إداري كان فرديا ولماذا لا نقول وبصراحة أن هناك نهج وتربية لدى الجهاد الإسلامي بعدم التفريط والتناول وسقل كوادرها بإرداة المواجهة وعقيدة الإيمان … الجهاد الإسلامي رفض أوسلو ولم يشارك في إنتخابات المجلس التشريعي وقاطع الإنتخابات وفي الوفاق الفلسطيني رفض أن يكون شريكا وممثلا في أي حكومة وحدة رغم أن موقفه مع الوفاق ووحدة الشعب الفلسطيني ومع أي إتفاق بين فتح وحماس خدمة لقضيتنا الوطنية .
على خلفية ذلك نتسائل ماذا حدث مع المناضلة هناء !؟
قيادتها ضد الإبعاد … وقرار الإبعاد, ضد القوانين والمواثيق الدولية وبخاصة وثيقة جنيف الرابعة (بند 8) والإبعاد هو قسري وتعسفي ضد الفلسطينين .ونتسائل هل عاد مبعدو كنيسة المهد ال 39 إلى ديارهم ووطنهم ؟
بالطبع لم يكن موقف هناء الإضراب عن الطعام من أجل إبعادها إلى غزة بل من أجل عودتها إلى أهلها وبلدتها برقين . هناك أمور كثيرة تجري وراء الكواليس ولا أحد يعرف الحقيقة لما جرى … هل تم القرار بموافقة هناء ؟ … هل وقع أحدهم على إتفاق مع السلطات بموجبه تنهي هناء الإضراب مع الموافقة على الإبعاد . الجهاد الإسلامي فوجئ بقرار إنهاء الإضراب وقرار الإبعاد , وأسمح لنفسي بالسؤال هل إضراب الشيخ خضر عدنان وهناء شلبي أحرج الكثير من القيادات وأسلوب معالجتها لقضايا الأسرى ؟ أم أن ما لم تفعله السلطة والقيادات الفلسطينية في غزة والضفة على رفع مكانة الأسرى قام به الشيخ خضر والمناضلة هناء … ولذا كان موقف من وقف وراء قرار إنهاء الإضراب الحد من شعبية الجهاد الوطنية والإسلامية بعد إنفراد الجهاد بالتصدي للعدوان الأخير على غزة .
أقول لأهلنا في غزة المقاومة إستقبلوا المناضلة هناء إستقبال الأبطال فهي من شامات فلسطين الماجدات اللواتي دخل التاريخ وهي رمز من رموز المرأة الفلسطينية والعربية ونضالات الحركة الأسيرة وإنجازاتها …. وإنه بالعزيمة والأرادة والإيمان نهزم أعداء شعبنا … وعلى الحركة الوطنية الأسيرة في السجون أن تقيم هذه الوضعية والمرحلة والحالة الخاصة التي تسود السجون في يومنا هذا وسياسة الإضطهاد والقهر الصهيوني التي تمارس ضد أبنائنا الأسرى والأسيرات مما يتطلب بإعادة بناء وبلورة اللجنة الوطنية والهيئة التمثيلية في سجون الإحتلال على أسس صلبة ومتينة وأن لا تكون هناك قرارات على صعيد الأسرى تنطوي على شكل فردي وفصائلي لأن ما يواجهه الأسرى من ممارسات فاشية هي لا تستثني أحد ولا فصيل فسياسة العزل الإنفرادي والإداري شملت جميع قيادات وكوادر الفصائل الوطنية والإسلامية … وعلى قيادتنا العمل على تجنيد الشارع الفلسطيني إلى جانب معارك وإضرابات الأسرى وأن لا نكتفي بالبيانات وأن لا يقتصر العمل على خيم إعتصام هي بواد والشارع بواد اخر … وأن يكون يوم الأسير الفلسطيني القادمفي 17 نيسان يوم حشد لمناصرة الأسرى والإسيرات في السجون ويوم إضراب لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني نصرة لأسرانا في سجون الإحتلال.
:::::
*مختص في شؤون الأسرى وعضو في لجنة متابعة شؤون الأسرى