السعودية:

الجنس أولاً

ألهذا يريدون دمار دمشق!

بادية ربيع

 

نُشر مؤخراً خبر بأن الصحفي محمد حسنين هيكل قابل الملك السعودي فوجد أن الملك منشغل بعجزه الجنسي، وهناك حديث ان الواقعة صحيحة ولكن ربما لم يكن الصحفي هو هيكل. .

ليست العبرة إن كان الصحفي العربي الكبير الذي التقى الملك السعودي والسيد حسن نصر الله هو محمد حسنين هيكل أو غيره، المهم أن الحدث صحيح من جهة والأهم محتوى الحديث من جهة ثانية.

دعونا لا نتكىء إذن على شكلية الإسم والدخول إلى المحتوى.

نفهم كبني البشر، بل يجب أن نفهم،  أن لدى الإنسان مجموعة غرائز والغرائز بطبيعتها عمياء، وهي لذلك تلح على الإنسان بأن يلبيها وحدها كل واحدة بشكل احتكاري. ولكن، ولكي يتم توازن ما للإنسان فإن لديه العقل الذي يجب أن يسيطر على الغرائز حتى وهي في قمة إلحاحها بما فيها الجنس.

إنما علينا لفهم هذه المعادلة الرجوع إلى الإنسان البدائي لكي نعترف بدور الغرائز في بقاء النوع ومن ثم تطوره عبر جدلية العقل والغريزة بل صراعهما. تقف غريزة حب البقاء وراء تجارب الإنسان في أكل شيء ما أو البحث عن مأمن من الطبيعة والوحوش. أما غريزة الجنس فتبدأ بدافع الممارسة . لعل العبرة هنا أن تحدي الغرائز هذا أوقع العقل أو الدماغ في إشكالية التشغيل والتفكير ليلتقط تدريجياً أن الغذاء ضروري والكهف ضروري والجنس ضروري للذة وبقاء النوع.

ومن هذه اللحظة ينشغل العقل في معركة التحكم بالغرائز وقيادتها ولا يزال.

وعليه، كلما كان الإنسان أكثر بدائية كلما قادت الغرائز عقله أو غطت مساحة أكثر من تفكيره وربما هذا من أهم الفوارق بين الإنسان البدائي وإنسان عصور التقدم وصولا إلى اليوم.

ما اثار هذه المقدمة والكتابة نفسها هو ذلك الخبر عن لقاء هيكل مع الملك السعودي والسيد حسن نصر الله. والفارق بين الرجلين لا يخضع لأي مقارنة من عاقل أو خلوق.

قضى هيكل ثمان ساعات متواصلات مع حسن نصر الله. ولا شك أن اللقاء كان تبادلياً، فسيد المقاومة مهموم بالأمة ولا شك أراد أن يعرف أكثر من رجل تجاوز الثمانين والتقى معظم قادة العالم وكان بجانب عبد الناصر التصاقاً، وشهد النهوض والانكفاء القومي العربي، ونقد أنظمة واقترب من غيرها…الخ. ولا شك أن هيكل كان يريد نقل تجاربه لرجل يعيش من أجل الجميع ويواجه الثالوث الدموي الإمبريالية والصهيونية والتوابع العرب بتنوعاتهم السياسية والثقافية والاقتصادية الطبقية البرجوازية…الخ. إذن ثمان ساعات لا شيء.

نصف ساعة فقط مع الملك السعودي إنصب اهتمام الملك على سؤال: ” كيف تدير راسك في هالعمر مع النساء”!

ليس الحرمان الجنسي هو الذي وراء السؤال، فللملك فيالق من الجواري بالمال والاغتصاب. ليس هناك سوى رفض الملك لضرورة العمر وطبيعة الحياة بمعنى أن لكل شيء عمره الافتراضي. هنا يتوقف دماغ الملك عن التعامل مع واقع بيولوجي لا فرصة لتجاوزه فيرفض الاقتناع بأن للجنس عمره الافتراضي رغم العقاقير.

ولكن، لنقل إن الملك إنسان ويطمع في الأبدية في كل شيء. وهذا من حقه حين يكون فرداً بمفرده، أو رائداً لبيوت الرق الجنسي. نتذكر هنا رواية باولو كويللي “أحد عشرة دقيقة” والتي كرستها بطلة الرواية لنقطتين:

·        الوقت القصير جداً في العملية الجنسية في محاولة منها لإعلاء الحب على ممارسة الجنس

·        والقلق الدائم عند الذكر خوفاً من لحظة توقف الانتصاب.

أما حين يكون الرجل /الفرد حاكماً لشعب من قرابة 20 مليوناً، و “خادماً للحرمين” ومتدخلاً في كل الشعب العربي وحتى الأمم الإسلامية وغير الإسلامية فلا يجوز له الانشغال كثيرا في الجنس لا سيما حين يصل العجز، حين يموت الجنس لا يمكن إحياؤه[1]!

لم يحصل أي تدخل اميركي في أي بلد إلا وكانت السعودية مطية لذلك التدخل، من سيرلنكا في السبعينات وفي العدوان الأخير قبل ثلاث سنوات،  إلى افغانستان في الثمانينات، إلى ليبيا في العام الماضي إلى البحرين إلى سوريا الآن.

ومع ذلك ينشغل الملك في طاقة خصيتيه وقدرة الانتصاب. فهل يُعقل هذا؟

ماذا يمكن أن ينطبع في ذهنية أمم الأرض عن العرب حين يقرأون هذا؟

يقول كاتب كتاب The Hit man وهو كتاب متركز على الوسائل العديدة التي تقوم الولايات المتحدة باستخدامها لاختراق اقتصادات العالم، يقول هذا الرجل الخطر أن أحد الأمراء السعوديين كان معارضا لصفقة تعقدها الولايات المتحدة مع السعودية. لم يُجد الإقناع والنفاق…الخ. ويضيف اتفقنا مع سيدة سويدية تعمل مضيفة طيران، جميلة وحمراء الشعر وسخرناها كي تقيم معه علاقات جنسية…الخ مع الوقت التصق الأمير بها ووافق على الصفقة بل وطلب من زوجها الذي سمح لها بالعلاقة المذكورة بأن يتخلى له عنها.

كان عبد الرحمن الداخل من بقايا أمراء بني أمية في الشام، حيث هرب من هناك إلى الأندلس بعد انقلاب العباسيين على الأمويين وهناك اقام الدولة الأموية في الأندلس. لو كان الرجل من طراز هذا الملك، هل كان سيجرؤ حتى على الهروب؟ واليوم يحاول الملك تدمير دمشق التي اقامت الإمبراطورية العربية الإسلامية في الشرق والغرب. طبعاً هناك مفكرون كبار من اليسار واليمين والدين السياسي يحاولون تسميتها الإمبراطورية الإسلامية العربية لإنكار كون العرب مؤسسيها في كره للقومية العربية.

لا بأس، ولكن، هناك في السعودية 30 ألف أمير؟ يا للجحيم، كيف يكتفي هؤلاء من النساء فإذا كان الملك العجوز بكل هذا القلق على طاقته الجنسية؟

ما موقف هؤلاء من المرأة إذا كان الماك هكذا! كيف يعاملونها في الحياة العادية وخاصة في الفراش!

اليس صحيحاً إذن أنه حينما تفكك الاتحاد السوفييتي انتعشت تجارة “فراشات الليل” من هناك ومن دول شرق أوروبا وخاصة إلى الخليج حيث كانت دُبي بوابة محارق النساء!

من يستطيع أن يحصي عدد هاتيك النسوة التي جرى اغتصابهن هناك!

هل يُجيز لنا هذا القول أن الملك موَّل عملاء الأنجزة في الاتحاد الروسي لإفشال فلاديمير بوتين في الانتخابات؟ لِمَ لا؟ ولكن قد تكون المفارقة أن ذلك لسببين:

·        انتقاماً من بني أمية الذين أعلوا مجد دمشق ومن بني الأسد

·        وانتقاما من بوتين لأنه قاد روسيا إلى الكرامة فعاد 12 مليون روسي هاجروا بعد تخريب الاتحاد السوفييتي من قبل جورباتشوف وروسيا على يد يلتسين. ولا شك أن كثيرا من هاتيك المغتصبات في ديار الإسلام الوهابي قد عدن إلى بلادهن.

ما نصل غليه هو أن المملكة السعودية لا يديرها هذا الرجل واسرته بل تديرها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيون، فليس لدى هؤلاء شغلاً سوى ممارسة الجنس ومحاولات تأبيد الطاقة الجنسية.

 


[1]   العجوز العربية قبل قرون طويلة كانت أكثر موضوعية من الملك، كما يروي أحد االشعراء إنها حينما عجزت جنسيا:

فقامت واشترت شاة وتيساً… لتشهد لذة المتناكحينا