التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

د. منذر سليمان

 

مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

واشنطن، 13 نيسان (ابريل) 2012

المقدمة:

        عشية انعقاد جولة المفاوضات النووية مع ايران، كثفت مراكز الابحاث الاميركية جهودها لتناول المسألة، من جوانب عدة، لاسيما مع تراجع لغة قرع طبول الحرب، اما بشن هجوم اميركي مباشر على ايران او بالايعاز الى “اسرائيل” القيام بالمهمة، كما يطالب الصقور والمحافظين على السواء. انصبت الجهود على ما يمكن ان تسفر عنه جولة المفاوضات والافاق التي تنتظرها عند نجاحها، كما لوحظ ان الخطاب السياسي ابتعد عن الاشارة الى “حتمية فشل المفاوضات،” كما هو الحال في تناول مهمة المبعوث الدولي لسورية، كوفي أنان.

اللافت في الامر هو تناول مسالة العقوبات الاقتصادية على ايران وتداعياتها على الاقتصاديات الاوروبية، لا سيما في اليونان، وبوادر انهيارات اقتصاديات اوروبية اخرى مما يتناقض مع السياسة الاميركية المعلنة نحو ايران.

        صعود روسيا مجددا وبقوة على المسرح الدولي اعاد للاذهان مناخات الحرب الباردة لا سيما في بعد سباق التسلح، الى جانب تناول مستقبل العلاقات الروسية الاميركية “بعد اعتلاء بوتين منصب الرئاسة للمرة الثالثة.”

ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

        انبرى معهد كارنيغي Carnefie Endowment تناول مسألة “لغز السياسة الاميركية” نحو ايران، منبها الى ضرورة التوصل لصيغة اتفاق حول البرنامج النووي على الرغم من “تعنت القيادة الايرانية لاعتقادها ان الولايات المتحدة عازمة على تغيير النظام.” وحمل المعهد ايران مسؤولية تفاقم الاوضاع ودفعها نحو نقطة الصدام، مناشدا الادارة الاميركية المضي في سعيها “لابطاء وتيرة تطور البرنامج النووي الايراني واحتواء نفوذها السياسي الاقليمي بغية .. تغيير النظام تحت وطأة التناقضات الداخلية والازمة الاقتصادية.”

        المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي JINSA مضى في تصعيد تحذيره للحكومة الاميركية بعدم تجاهل ما اسماه “خطر الارهاب” الايراني والزعم بقدرته على شن هجمات داخل الولايات المتحدة تتناول مواطنيها ومؤسساتها على السواء، لا سيما “ان تعرضت ايران لهجوم من قبل اميركا او اسرائيل” على منشآتها النووية.

        معهد ابحاث السياسة الخارجية Foreign Policy Research Institute المحافظ اعرب عن اعتقاده بان ايران تمضي على قدم وساق للحصول على اسلحة نووية دون الالتفات الى التهديدات الغربية، محذرا الادارة التصرف بحذر وفق المعلومات الاستخبارية الغربية التي “تدل على تصعيد ايران لجهودها في تخصيب اليورانيوم” وعدم “التضحية بخيار اسرائيل المستقل” لشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية يقال ان “اسرائيل تنظر الى فسحة زمنية تمتد من 7 الى 12 شهرا” لتنفيذ هجومها، والا ستضيع الفرصة المتاحة راهنا. ومضى بالقول  ان ايران اثبتت قدرتها على الاستمرار ككيان مستقل عبر التاريخ لاسباب ثلاثة: “الموقع الجغرافي، والثروات الطبيعية، والتعامل الديبلوماسي.” اما في القرن الراهن، فان ايران “عازمة ليس على النجاة فحسب، بل لبروزها كقوة اقليمية” يحسب لها حساب، وتسعى ايضا لاستنساخ تطبيق سياسة الولايات المتحدة حول كوريا الشمالية، حسب قوله. وزعم المعهد ان الهدف الايراني الاقصى “لا يتمحور حول البرنامج النووي بحد ذاته، اذ يشكل مجرد وسيلة لتحويل الانظار عما يجري حقيقة – اي احداث تحول في ميزان القوى الراهن في الشرق الاوسط.”

        معهد بروكينغز Brookings Institute بالمقابل سعى لممالأة الادارة الاميركية، اذ نبه الى نجاعة سياسة الرئيس اوباما نحو ايران، لا سيما في مستوى العقوبات الغير مسبوقة التي “يرجع فيها الفضل الى ادارة الرئيس اوباما .. التي قررت استثمار نفوذها في المستوى الديبلوماسي” لتحقيق الاهداف المرجوة. واستدرك بالقول انه على الرغم من مضي زمن قصير على العقوبات ، والذي لم يترجم لتنفيذ القيادة الايرانية “سياسة اكثر اعتدالا بعد،” الا ان المعالجة طويلة النفس تستدعي قيام واشنطن وحلفائها البحث في “سبل تحويل المشهد السياسي الايراني” للتقارب مع متطلبات المجتمع الدولي عبر اعتماد خيار “الترحيل والردع” معا، اي “تأجيل البحث بتطورات المشهد النووي الايراني لاعطاء الاولوية للعقوبات الاقتصادية واجراءات اخرى، وفي الوقت عينه ردع قدرتها على زعزعة الاستقرار في المنطقة …”

        معهد واشنطن Washington Institute الصهيوني الولاء والتوجه اعرب عن شكوكه في مصداقية ايران المضي قدما الى المفاوضات النووية وبانها قد تلجأ لذلك لتيقنها من عدم التوصل الى انجاز يذكر. واثار المعهد مسألة “انتهاكات حقوق الانسان” التي يعول عليها الاوروبيون لحث ايران تقديم مزيد من التنازلات والتي لا تبشر بقرب التوصل لاتفاق بهذا الشأن. واوضح ان الانجاز الايراني الاساسي يكمن في “الاقرار السياسي (للغرب) بقبول البرنامج النووي … حتى ولو جاء على حساب موافقة (ايران) على فرض بعض القيود على مساره.” والمح الى ان التوصل الى اتفاق من شأنه ان يؤدي الى “وقف اعمال التخريب وحملة الاغتيالات” للعلماء الايرانيين.

        المجلس الاميركي للعلاقات الخارجية American Foreign policy Council حذر من انهيار الاوضاع الاقتصادية في اليونان التي اعتبرها “الحلقة الاضعف في سلسلة الاتحاد الاوروبي،” لا سيما وانها “تسير بعكس اتجاه الدول الاوروبية التي تسعى لتقليص اعتمادها على الامدادات النفطية الايرانية،” خاصة وان اليونان تعتبر من اكبر زبائن النفط الايراني في اوروبا الغربية. وعليه، طالب المجلس الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التحرك سويا لانقاذ اليونان من ازمتها الاقتصادية، والا فان “اعتمادها على الامدادات النفطية الايرانية من شانه ان يقوض الجهود الغربية للضغط على ايران” في مسالة فرض القيود على برنامجها النووي.

يمكن مطالعة النص الكامل للتقرير في موقع المركز بالعربية والإنكليزية: www.thinktanksmonitor.com

ويتضمن النص الكامل للتحليل والذي يتناول:

1 – المرشح سانتورم يعلن انسحابه، ماذا ينتظر مندوبيه؟

2 – خرافة التفوق التقني لجنود واسلحة “اسرائيل” في الميدان القتالي

:::::

المصدر: مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

مدير المركز: د. منذر سليمان

موقع المركز بالعربية والإنكليزية: www.thinktanksmonitor.com

العنوان الالكتروني: thinktankmonitor@gmail.com