الذي سببت لكمة بوجهه ضجة في ( اسرائيل )
وتسببت في ايقاف ضابط كبير عن العمل
” اذا ذهبت الى الميدان مدججا بالسلاح ووجدت خصمك دون سلاح فعليك التوقف عن الحرب والعودة من حيث أتيت ” … حكيم صيني
لا اعتقد ان العقيدة العسكرية الاسرائيلية، أو حكماء بني صهيون لا يدركون هذه الحكمة، لكنهم يتناسونها تاكيدا على العنصرية والفاشية التي يغذون بها جنودهم وجماهيرهم. ولطالما جنرالاتهم تتبجح بان جيشهم هو جيش اخلاقي، فأين هي الاخلاق التي يتحلون بها وهم يستخدمون أفانين السادية والتعذيب والارهاب والعنف ضد الفلسطيني والاخر المدني، فتارة يلتقطون بسادية صورهم الشخصية قرب جثث شهداء بعد وضع سجائر في أفواههم، وتارة ترى احد المجندات تتفاخر بصورها المأخوذة إذاء معتقل مكبل اليدين ومغمم العينين، وتارة يقتل ويصفى اسرى المواجهات …وهذا غيض من فيض الممارسات اللاأخلاقية، بل البربرية التي جعلت الضمير العالمي التحرك والخروج عن صمته كالشاعر كجونتا جراس الالماني الذي خرج عن صمته بقصيدته الرائعة ( ما ينبغي أن يقال ) وفتح بشجاعة ما بعدها شجاعة، ثغرة في المحرمات الاسرائيلية التي تقام الدنيا وتنصب الميازين اذا ما قترب أحدا منها، وفي هذا الخصوص نتذكر نفاق الدول الغربية التي تتعاون مع دولة الكيان الصهيوني بمنع رعاياها من زيارة فلسطين، وتتلذذ على صور الفلسطيني عندما يقيد ويذبح، وتحتج على سوريا فيما اذا دافعت عن سيادتها وأرضها وبلادها …
وفي خضم الصراع، بين قوى الشر والاحتلال، وبين قوى السلام والانسانية، تكون فلسطين حلبة الصراع، وفي هذه المرة رصدت كاميرا تلفزيون محلي متواضعة أحد الاعتداءات والارهاب والعنف الذي يقوم به جنود الاحتلال الاسرائلي، لكن هذه المرة لم يك الاعتداء من نصيب الفلسطيني مباشرة، لكنه كان من نصيب أحد أصدقائهم المتضامنين مع قضيتهم العادلة. فكان الاعتداء على المتضامن الدانيمركي الذي ترك عمله ليتضامن مع فلسطين، قضية وأرضا وشعبا. ومن خلال حديثي معه أدهشني عمق الادراك، والوعي الذي يتحلى به رغم يفاعة سنه، وتواضع خبرته. تذكرت قول الشاعر:
ومن وعى التاريخ في عقله أضاف اعمارا الى عمره
مرحبا .. أهلا بك في فلسطين المحتلة
اجابني باللغة العربية: أهلا بك.
·من أنت ؟
أندرياس جنسين Andreas Jensen، عمري 20، ومن مدينة أوروس Aarhos،في الدنيمارك، أعمل في الانشاءات، وتركت عملي وأتيت الى فلسطين للتضامن ودعم الشعب الفلسطيني، ولأمارس حقي الطبيعي الانساني ولأعلي الصوت من لا شرعية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولأثقف الشعب الدينماركي عن عنف الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
·ماذا حدث لك في منطقة الغور؟
لقد كنا قرابة 100 متطوع من المتضامنين وخاصة ISM حركة التضامن الدولي متوجهين للاحتفال المركزي في قرية الجفتلك، وذلك تضامنا مع المناطق المهمشة في منطقة الاغوار( أسماها وادي الاردن )، وكان علينا أن نسيرعلى الدراجات، تجمعنا في منطقة عين العوجا. سرنا معا للطريق التي توصلنا الى ضيعة فصايل، وكان مقررا السير من طريق 90، وهي طريق التفافي للمستوطنين الاسرائيليين فقط، ولا يسمح للفلسطينيين استخدامه، وهو طريق مقتطع من الاراضي الفلسطينية الزراعية لاستخدام المستوطنيين فقط. عند اول الشارع 90 تواجد قرابة 15 جندي مدججين في السلاح، أوقفونا، وطلبوا منا الرجوع، تسمرنا في مكاننا لنتداول الامر، وأخذنا نغني بعض الاغاني الفلسطينية والعربية والعالمية مثل:
1234 occupation no more
5678 Israel is fascist state
وقررنا الزحف بطيئا بمسيرة سلمية وليست عنفية للاجتياز، ولذلك كنا بعيدين حوالي 15م.عنهم، لكن للاسف أخذ قائد الجنود يصرخ علينا، وحمل سلاحه عكسيا، وقام بضرب زميلتنا الهولندية ميرا بعقب بندقيته، فطرحها أرضا، ذهبت لأستطلع الامر، وعلى حين غفلة، ضربني أيضا بعقب بندقيته كما صورتها كاميرا التلفزيون، وكانت الضربة قوية على شفتي السفلى في أسفل وجهي، عند الدقن، فطرحني ارضاً.
فجأة وجدت زميلين، ألكس وآخر فلسطيني، يساعداني للوصول الى الاسعاف، ونقلت واثنين آخرين الى مستشفى أريحا.
·هل غبت عن وعيك؟
لا
·كيف تصف شعورك وقت تلقيت اللكمة بالبندقية؟
بضحكة بريئة، أضاف المتحدث اندرياس: للحقيقة انني اواجه العنف الاسرائيلي في فلسطين كوني زرت الكثير من المناطق ذات الاحتكاك من خلال اقامتي، وهذا العنف لا يذكر وأقل أثرا من العنف الذي يواجهه الفلسطيني في هدم بيته وتشريد أهله، فجرحي جد بسيط، لكن الفلسطيني جرحه أعمق من كل الجروح كونه مهدداً بحياته وبقائه، وجرحه لا يندمل الا بانهاء الاحتلال. وأضاف : أعتقد أن ما يقوم به الاحتلال منذ العام 1967 في ( غور الاردن ) هو نوع من التطهير العرقي بكل ما في الكلمة من معنى، كما يريدون الفلسطينيين الرحيل من المنطقة، وأنا وحركة التضامن مع نضالهم ووجودهم.
لماذا الجنود منعوكم من زيارة غور الاردن، ماذا يريدون باعتقادك؟
باختصار، اسرائيل تريد السيطرة على غور الاردن. وهذا يعني منع التواصل بين الاردن وفلسطين أولا، وثانيا لغنى المنطقة بالاراضي الزراعية التي هي عصب الاقتصاد الفلسطيني والدولة الفلسطينية، بحيث لا يستقل الفلسطيني اقتصاديا ويبقى معتمدا على المحتل، والاستيلاء على الارض يعني قطع رزق الفلسطيني ودعوته للرحيل. لكن السبب المهم هو اقامة فلسطين في غيتو ومنطقة معزولة وغير متواصلة مع جيرانها.
·الضابط الذي ضربك هو الكولنيل شالوم ايزنر، وهو ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي، ماهي رسالتك له؟
أقول له مهما كانت رتبتك ليس لك الحق في العمل ضد المظاهرات السلمية، وعليك وغيرك في جيش الاحتلال ترك الخدمة العسكرية، وأذكرك بان الاحتلال لا يدوم ويجب أن يعطى الحق الى أصحابه، فأنتم تلجأون لسياسة العنف لأن دولتكم خائفة، ومعزولة، والناس يجب أن تعرف حقيقة الاحتلال.
اسرائيل تمنع المتضامنين للقدوم لزيارة فلسطين، ورئيس حكومتها نتنياهو يطالب المتضامنين بالذهاب لسوريا، مارايك؟
اقول بطلبه المتضامنين الذهاب الى سوريا لا يعطيه الحق في احتلال ومصادرة أراضي الغير بالقوة، فقمع النظام السوري، وأنا ضد القمع والديكتاتورية، ليس مبررا للاحتلال، ولن نغمض عيوننا عن ما يجري في فلسطين، فطلب السيد نتنياهو هذا هو ضد منطق الديمقراطية، فأقول لك ياسيد نتنياهو أن دولتك ليست ديمقراطية، ولا يوجد سبب لمنع نشطاء دطقة وهذا دليل على العزلة والقلق والخوف من الناس لمعرفة حقيقة الاحتلال.
·اليوم 17 نيسان ذكرى الاسير الفلسطيني، هل شاركت، وماذا تقول؟؟
نعم شاركت، ومسيرة اليوم مهمة للاسرى الذين حرموا من أطفالهم وعائلاتهم وخاصة أصحاب الأحكام العالية، وعلينا أن نناضل معهم ونشرح قضيتهم في كل مكان وفي كل الاحوال لأن نضالهم صعب وطويل ومكثف، وعلينا مهمة الشرح للعالم أن الاسرائيليين غير قانونيين، ويستخدمون قوانين الطوارئ التي تعرف بالاعتقال الاداري الذي هو ضد القانون الدولي. وأتمنى أن يتحرر كل السجناء.
·ما رايك بالفلسطينيين وفلسطين ؟
الفلسطينيون شعب رائع ومضياف وشجاع.
أما فلسطين قديمة، وجميلة، وتشعر فيها بعبق التاريخ، فتلاحظ هنا التاريخ الكنعاني، وهناك الروماني، والاسلامي، مما يعني للزائر أن الفلسطيني في هذه الأرض منذ زمن قديم ، أي مع بداية استقرار الانسان وبناء حضارته. ولا أخفيك أنني أحببت الناس في قرى برقة وبيتا وكفر قدوم وبورين وكفر قليل.
·وأنت تقيم اليوم في نابلس، ماذا تعني لك؟
نابلس مدينة مدهشة وحيوية وموقعها اسر لأنها بين جبلين، وما يهمني أنه لديهم الكنافة والفلافل ، فأنا أعبدهم
·هل تعتبر الطعام جزء من ثقافة أي بلد؟
طبعا، مالطعام مهم جدا لأنه جزء من الثقافة القديمة لنابلس حيث ورث الاباء لابناءهم هذه الاكلات
·هل تعتبر نفسك اليوم نجماً عالمياً وأنك ملاحق من الاعلاميين من كل حدب وصوب؟
ليس كذلك، لكني مع الفلسطينيين حتى يحققوا حلمهم، ويأخذوا نصيبهم من العدالة، والحرية، والكرامة على أرضهم.
انتهى اللقاء بمصافحتي بحرارة وشكرني على الوقت والاهتمام. وآمنت أكثر بمقولة اليونان القدماء
” الأرض وطني والانسانية ديني “
اجرى اللقاء ابو زيد حموضة منسق الاعلام في المنتدى التنويري
فلسطين نابلس
17/ نبسان 2012 يوم الاسير الفلسطيني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.