التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

د. منذر سليمان

 

مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

واشنطن، 04/20/2012

 

المقدمة:

 

        للاسبوع الثاني على التوالي كانت ايران محور اهتمام مراكز الابحاث الاميركية استعدادا لما قد تسفر عنه جولة المفاوضات النووية في اسطنبول، اذ اتسمت جهودها للتغطية بالتفاؤل الحذر، بينما مضى بعضها ذو التوجهات اليمينية والمؤيدة “لاسرائيل” الى التقليل من اهمية انعقادها والزعم ان ايران هي الطرف الوحيد المستفيد منها. محور النقاش والتحليلات كان البحث بالخيارات السياسية الممكن اتباعها من قبل الولايات المتحدة.

        فيما يخص سورية، سادت اجواء شبه اجماع بين المراكز المختلفة لاصدار حكمها بالفشل على مهمة المبعوث الدولي، كوفي أنان، نظرا لاستمرار اعمال العنف وتعثر التقدم على المستوى السياسي.

        قلة من المراكز ركزت جهودها على متابعة تطورات الاحداث المتسارعة في مصر، مناشدة الحكومة الاميركية استخدام ما تبقى لها من نفوذ في مصر لحماية مصالحها الاقليمية.

 

ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

ايران: 

تصدر معهد كارنيغي Carnegie Endowment تعاطي مسألة المفاوضات النووية لمجموعة 5+1 حول الملف الايراني، معربا عن اعتقاده انها تشكل “ارضية لتفاؤل حذر.. لا سيما وان التوجهات الايرانية غدت اكثر مرونة من ذي قبل” وتبشر ببداية ايجابية.

اما مركز السياسة الامنية Center for Security Policy كان اكثر تشاؤما وسلبية من نظيره السابق، مستندا الى ما تردده الاوساط المؤيدة “لاسرائيل” من مزاعم. وقال المركز ان الجانب الايراني “وضع ادارة (الرئيس) اوباما وباقي ما يسمى “المجتمع الدولي” في وضعية… التفاوض لاجل غير مسمى.” ووجه انتقادا مباشرا للرئيس اوباما لاعتقاده ان السياسة المتبعة “تنطوي على ثلاث نتائج عملية: تشجيع اعدائنا، وتقويض اصدقائنا والحط من قيمة بلدنا… (الذي اصبح يعرف ) “مبدأ اوباما”،” على حد زعمه.

معهد واشنطن Washington Institute (المؤيد “لاسرائيل”) تناول المسألة من زاوية “حقوق الانسان” في ايران، مشيرا الى تجاهل المحللين السياسيين انتهاكات ايران في “اعتقالها للصحافيين، وتنفيذ الاعدام بمئات الافراد سنويا، واضطهاد الاقليات الدينية، او تحديات اخرى ذات صلة بحقوق الانسان.” وحذر المعهد الحكومة الاميركية الاستمرار بالصمت حول انتهاكات حقوق الانسان “لتفادي تأثيراتها السلبية على مسار المفاوضات.. اذ ان من شأن ايران تتحلى بالديموقراطية وتحترم حقوق الانسان سيخدم مصالح الطرفين الاميركي والايراني” على السواء.

المجلس الاميركي للسياسة الخارجية American Foreign Policy Council لفت الانتباه الى “الدور الايجابي الذي تلعبه روسيا” في الجوانب المتعددة للملف النووي الايراني لا سيما اغلاق الحسابات المصرفية العائدة للسفارة الايرانية في موسكو، الشهر الماضي، اذ ان استمرار تعامل مؤسساتها وشركاتها ورجالاتها مع ايران سيضعها في “عين عاصفة نظام العقوبات.”

معهد وودرو ويلسون Woodrow Wilson Center، الممول من الكونغرس، كان اكثر اعتدالا في رؤيته للمفاوضات النووية، اذ وصفها بانها “تشكل نقطة تحول في عصر تشتد فيه التوترات مع ايران..” وحذر ان “نواة العمل تكمن في دفع ايران تسليم المكونات الاستراتيجية لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات” المفروضة عليها. وختم اعتدال نظرته بالقول انه يأمل ان تؤدي المفاوضات الى “وقف التصعيد (بين الجانبين) بدل النزاع” الجاري.

مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS تناول بعمق الخيارات المطروحة للتعامل مع ايران، موضحا وجهة نظرة في دراسة اصدرها بهذا الشأن، امتدت على 140 صفحة. من اهم الاستراتيجيات المقترح اتباعها كانت “الحوار والديبلوماسية، فرض عقوبات اقتصادية ومالية، الردع والدفاع الفعال، غارة عسكرية.” ونوه المركز الى عدم مفاضلته احداها على الاخرى، لكنه يحبذ استخدام مزيج منها في نفس الوقت. انقر هنا لقراءة التقرير بصيغة بي دي اف.

 

مصر:

المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي JINSA طالب الحكومة الاميركية البدء بتطبيق اشتراط المساعدات العسكرية الاميركية لمصر مع تدرج التقدم بتطبيق الديموقراطية. كما اعرب عن اعتقاده ان “الاقتصاد المصري على شفا الانهيار… عند اخفاق مصر اللحاق بمسار التقدم، فان منسوب التراجع الحالي لن يستمر فقط، بل سيسير بسرعة اكبر. مصر في حال الانهيار ستكون غير مستقرة وخطر من شأن عواقبه ان تشكل اخطارا كبرى على مصالح الولايات المتحدة.”

سورية:

اعرب معهد بروكينغز Brookings Institute عن اعتقاده بان “وقف اطلاق النار لم تتم مراعاته… بعد جهود مضنية بذلها كوفي أنان.. مما يؤشر على فشل استراتيجية الديبلوماسية” المتبعة. واستنادا الى قناعة المركز بتعثر مهمة المبعوث الدولي فقد طالب “اتخاذ الخطوات الضرورية.. في سياق انتهاج استراتيجية الديبلوماسية” على الرغم من نواقصها. وحذر الولايات المتحدة بانه “ليس بوسعها وقف عسكرة الانتفاضة السورية او اعادة عجلتها الى الوراء، كما لا ينبغي عليها النظر بذلك.” ومضى بالقول في دراسة مفصلة انه بوسع “الولايات المتحدة ادارة (ظاهرة) العسكرة.. والعمل مع الحكومات المجاورة للتحكم بنشاطات العناصر المسلحة.. بغية تشديد الضغط الفعال على النظام.”

مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات Foundation for the Defense of Democracies لم تخف نيتها بتصعيد العمل العسكري ضد سورية؛ وشنت حملة انتقدت فيها فشل السياسة الاميركية التي كان ينبغي ان تستند الى “المبادرة في العمل وتصعيد التواصل المباشر مع جيش سورية الحر والقوات التابعة والانضمام الى الدول العربية في جهودها لتوفير نظام دعم متكامل له، من ضمنه مساعدات لتوفير القدرة في الدفاع عن النفس… كما ينبغي على الولايات المتحدة ان تعمل مع شركاء آخرين يشاطرونها رؤيتها لانشاء مناطق آمنة للمدنيين داخل الاراضي السورية… ويجب عليها النظر باستخدام غارات انتقامية ضد اهداف عسكرية سورية محددة بغية توفير الحماية للمناطق الآمنة.”

 

التحليل:

        1 –  واشنطن الحائرة والمحبطة من الاختبار السوري

        2 – مستقبل البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية

 

يمكن مطالعة التحليل والنص الكامل للتقرير في موقع المركز بالعربية والإنكليزية: www.thinktanksmonitor.com

:::::

المصدر: مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

مدير المركز: د. منذر سليمان

موقع المركز بالعربية والإنكليزية: www.thinktanksmonitor.com

العنوان الالكتروني: thinktankmonitor@gmail.com