محاضرة د. صالح عبد الجواد
عن
تجربة الاستيطان الفرنجي “الصليبي” مقارنة بالصهيوني
سوريا في قلب المسالة القومية آنذاك واليوم
قدم يوم السبت 12 ايار الجاري د. صالح عبد الجواد استاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت محاضرة تناولت محورين رئيسيين:
الأول: قراءة لما استفادته الحركة الاستيطانية الصهيونية في فلسطين المحتلة من تجربة الغزوات الاستيطانية “الصليبية-الفرنجة” في فلسطين والمشرق العربي.
والثاني: دور المسألة القومية العربية وخاصة وحدة مصر وسوريا في هزيمة المشروع “الصليبي” وإسقاطات ذلك على اللحظة حيث الهجمة على سوريا بهدف تقويض المشروع القومي العربي وليست هذه الهجمة انتصاراً للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وبيَّن المحاضر أن مضي ثمانية قرون على الاستيطان الأوروبي هذا تؤكد وجود ما يوجب المقارنة بين الاستيطانين. واشار إلى أن الصهاينة قرأوا التجربة “الصليبية” جيدا حيث استفادوا من خطأ “الصليبيين” في ترك النقب فارغا من وجودهم العسكري مما سهل تواصل مصر وسوريا وتركهم للأغوار دون تحصين باستثناء إقامة قلعة واحدة مما سهل وصول صلاح الدين إلى القدس وقاد إلى هزيمتهم. ورأى ان اهتمام الكيان بضم النقب 1948 وتركيز الاستيطان في الأغوار علاقة بهذا الدرس.
كما اشار إلى مشكلة “الصليبيين” الديمغرافية حيث بدأوا اولا بذبح العرب ، ليدركوا لاحقا أنهم بحاجة لقوة عمل زراعي فاقاموا علاقات بالمجتمع العربي، وهو الأمر الذي بدا الصهاينة فيه ب العمل العبري، ولاحقا شغلوا الفلسطينيين لكنهم يهتمون جدا بالاستغناء عن العمل العربي باستجلاب مستوطنين جدداً بناء على توجههم اللاإندماجي إضافة إلى الاستجلاب لأكبر عدد ممكن من يهود العالم.
واشار د. صالح إلى أن النصر الذي حققه صلاح الدين الأيوبي لم يكن ممكناً لولا التاسيس الذي قام به عماد الدين زنكي.
(وقد نضيف من المنتدى أن الرسول الكريم وجد اسس الدولة القرشية جاهزة على يد قصي بن كُلاب، كما أن نمو الصين الشعبية اليوم قد اسسه ماوتسي تونغ. ففي التاريخ كثرة من الجنود المجهولين).
وتناول المتحدث سياسات الصهاينة في عقد تحالفات مع الأمم القديمة المحيطة بالوطن العربي (تركيا إيران إثيوبيا) في مواجهة الأمة العربية، كما تناول تكتيكات بن غوريون في إقامة علاقات خاصة مع إثنيات وطوائف لمواجهة القومية العربية. وعقد مقارنة بين اهتمام “الصليبيين” بالجانب الاستخباري ولكن عدم تمكنهم في تطوير ذلك في عدوانهم مقابل الاهتمام الصهيوني بنفس الجانب ايضاً.
وتعرض المتحدث إلى الأزمة السورية مبيناً أن دور سوريا كان مركزيا في فترة العدوان “الصليبي” واليوم وبان الهجمة الواسعة على سوريا هي لخدمة الكيان الصهيوني وبأن العرب الذين يقفون ضد سوريا هم حقيقة مقاتلين لصالح الصهيونية. وركز على خطورة التحريض الإقليمي والقُطري ضد سوريا معتبراً أن سوريا تمثل اليوم الحصن المتبقي للقومية العربية بغض النظر عن القمع الذي اتصف به النظام وأكد أن القمع في سوريا لم يكن اشد منه في بقية القطريات العربية التي تتحالف اليوم ضد سوريا، وختم بأن صمود سوريا هو الملاذ للقومية العربية وأن النظام هناك سوف يأخذ منحى إيجابياً بعد هذه التجربة.
وقد شارك الحضور في نقاش موسع لمختلف المحاور الرئيسية للمحاضرة.
ملاحظة: يتحدث يوم السبت المقبل 19 ايار 2012 الساعة السادسة مساء عضو مجلس امناء المنتدى د. خليل نخلة عن زيارته لقطاع غزة في بداية هذا الشهر.