نضال حمد
ردا على رسالة السيد سمير قمصية حول مؤتمر التطبيع مع الصهاينة والذي شارك فيه بأوسلو
السيد سمير قمصية أحد رموز لقاء أوسلو التطبيعي بين 15 صحافيا صهيونيا و12 صحفيا فلسطينيا،جرى اللقاء التطبيعي في أوسلو برعاية رسمية وغير رسمية نرويجية. الرجل مازال يعيش على تاريخ انتسابه لفتح منذ نهاية الستينات من القرن الفائت ولا يريد ان يحيا الآن مع الحاضر الجديد. نفهم ذلك لأن الحاضر غير مشرف لمن يعيشونه على هدى العملية السلمية والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وعلى حساب آلام الشعب والأسرى والمقاومين من أبناء وبنات شعبنا. السيد قمصية سمير تجرأ على التطاول في رسالته على أبناء شعبه الذين يقفون له ولأمثاله من المطبعين في المرصاد. وأدعى في رسالته بطولات هوليودية زائفة تدينه أكثر مما تحميه.
وعملا بمقولة الهجوم خير وسيلة للدفاع شن هذا الشخص المطبع هجوما على كاتب هذه المقالة في مطلع رسالته، وقد جاء فيها: ( رد على السيد نضال حمد – مدير موقع الصفصاف والكاتب ” الفلسطيني ” كما يعرف نفسه باللغة العربية على بطاقته مع شطب الفلسطيني باللغة الانجليزية؟؟؟.).
يريد قمصية الذي آلمه اكتشافي لمشاركته مع إخوته وأخواته في مؤتمر تطبيعي بأوسلو مع الصهاينة، بينما الأسرى يضربون عن الطعام حتى الموت، ويخوضون معركة الأمة ردا على عجزة فلسطين من أمثاله من السياسيين والإعلاميين والمثقفين والصحافيين ومن يدعون أنهم من الرعيل الأول. فهؤلاء الأوائل صاروا الأوائل في الانهيار والانهزام والتطبيع على عينك يا تاجر وبلا خجل أو ضمير أو محاسب. شيء مضحك فعلاً أن قمصية اختار هذه الكلمات المبتذلة بداية لرسالته و كرد على اللكمات الكثيرة التي تعرض لها هو و أشباهه من المطبعين العقائديين كما سمتهم في مقالة نشرت مؤخرا إحدى الإعلاميات الفلسطينيات النشيطات من الضفة الغربية المحتلة. يريد قمصية ان يشكك في فلسطينيتي عبر استخدامه لما ورد على بطاقتي الشخصية. متناسيا ومتجاهلا عن قصد أن الانتماء لفلسطين ليس بالبطاقة أو الهوية بقدر ما هو بالموقف والضريبة التي يدفعها الإنسان الملتزم نتيجة مواقفه ووقفات العز التي وقفها ومازال يقفها الى جانب شعبه ومن أجل قضيته. ويستخدم قمصية علامات السؤال الثلاث كمحاولة رخيصة منه لستر عورته وتمييع القضية الأساس وحرفها عن مسارها. فالنقاش هنا ليس عن نضال حمد بل عن قمصية وال12 فلسطيني- فلسطينية الذين كانوا برفقته في لقاءات التطبيع مع قتلة شعبنا ومحتلي أرضنا من الصهاينة.
يتابع سمير قمصية الذي يتقمص دور البطل الوطني ويعيش على ماضٍ لن يحمه ولا يحميه من الحساب والمحاسبة فيقول في رسالته التي يلزمها إطار كي نحفظها به كتحفة من تحف مدرسة التطبيع والخراب في الساحة الفلسطينية و- أو “كنهفة” من “نهفات” زمن الانحطاط والعار الذي يمشي عاريا. يقول المتقمص دور البطل الفلسطيني أنه أهدى مدير عام وزارة الخارجية النرويجية حقيبة من بيت لحم. يا سلام على البطولة والعطاء.. ثم يضيف مخاطبني: ( عندما قدمت نفسك لي كعميد للجالية الفلسطينية في أوسلو، قدرتك واحترمتك،إنما بعد الاطلاع على مقالك الخاص ” بمؤتمر أوسلو الدولي ” فإنه يؤسفني القول ان الجالية الفلسطينية هناك لن تكون بخير ما دمت أنت عميدها!).
للأسف يكذب السيد قمصية حين يدعي أنني قدمت له نفسي كعميد للجالية مع أنني رئيس الجالية في النرويج وليس في أوسلو كما جاء في رسالته.فأنا سبق وذكرت في مقالتين سابقتين أنني قلت لكل أعضاء الوفد أنني هنا ابحث عنهم وعن المؤتمر التطبيعي بصفتي الصحافية والوطنية. وبعد تبادل الحديث أجبت على أسئلتهم وأضفت أنني رئيس الجالية في النرويج. يعود ويكذب السيد قمصية في نفس الجملة حين يقول ان المؤتمر دولي. لا يا سيد قمصية المؤتمر لم يكن فقط دوليا فالقسم الخاص بكم-ن 12 صحافي وصحافية من فلسطين ( 11 ضفة وواحدة من غزة) و17 صهاينة من الذكور والإناث، كان مؤتمرا تطبيعيا، وجرى في أماكن مغلقة وهادئة، بعيد عن الصحافة والإعلام والجمهور. وهذا الكلام مؤكد قولا وفعلا وكتابة وشفاهية من قبل النرويجيين الذين رعوا اللقاءات في أوسلو وأنت تعرفهم وأنا أصبحت أعرفهم. وفي حال اضطررنا لذلك أو أحببتم انتم سوف ننشر ذلك كصور منقولة عن صفحات رعاة مؤتمركم التطبيعي. أما الجالية فهي بخير بالرغم من محاولات أشباهكم من المطبعين تدميرها وتخريبها كي يستطيعوا القيام بما قمتم به أنتم.والجالية تمارس دورها كمؤسسة فلسطينية – نرويجية قانونية ملتزمة بثوابت شعب فلسطين.
تصفنا بمناضلي الكمبيوترات في المنازل والمقاهي، مع أنك شربت قهوة أبناء الجالية الفلسطينية في مقهى فلسطيني ولم تستطع الدفاع عن تطبيعك ولا تبرير موقفك حين انهمرت عليكم الأسئلة، عن التطبيع طبعا، وتهربت كمن كانوا برفقتك من الرد، مما اضطر زميلك رامي مهداوي الطلب علنا من الذين سهروا معكم عدم ذكر أسماءكم لأحد لأنه توجد حملة ضد تطبيعكم في الضفة الغربية. على كل حال أبناء الجالية لا يحتاجوا شهادة حسن سلوك وطنية منكم بل العكس هو الصحيح، فأنتم من تم القبض عليه بالجرم المشهود. وأبناء الجالية ليسوا مناضلي كمبيوتر ومقاهي، انهم يعملون لأجل فلسطين وضد الصهاينة من قلب أوسلو، ويقفون للمطبعين من أمثالكم بالمرصاد ولولاهم لما عرف شعب فلسطين أسماء المطبعين الذين حجوا برفقتكم ومع الصهاينة الى ديار أوسلو المقدسة.
تذكر في رسالتك انك كنت مع الإعلان الواضح والصريح عن مشاركتكم في المؤتمر التطبيعي وهذا صحيح وانا سمعته منك في أوسلو، لكن هذا الكلام أنت قلته لي فقط وليس لبقية رفاقك ورفيقاتك. وطلبت منك ان تعلن ذلك و تبرر موقفك التطبيعي في أوسلو في رسالة لاحقة. لكنك تجاهلتها تماما (كما القسم الأكبر من زملائك) وبقيت صامتا صمت الحملان حتى قمت أنا بنشر مقالتي الأولى والتي طلبت فيها منكم ان تبرروا موقفكم أو أن تعتذروا من الشعب الفلسطيني. ولم تفعلوا ذلك فقمت أنا بنشر مقالتي الثانية وفيها أسماءكم. لذا لا تدعي انك أفضل من غيرك أو أكثر شجاعة منهم فأنت مثلهم لم تمتلك الجرأة للدفاع عن نفسك وعن موقفك. الآن والأمور صارت واضحة بإمكانك أنت ورفاق دربك من المطبعين فتح حزب التطبيع الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة. وتحت تهديد الدول المانحة أظن أنكم سوف تحصلون على ترخيص عمل.
ترفق في رسالتك شهادات ثلاث من بلدية بيت لحم وتقول أيضا انه: ” ليس هناك في الكرة الأرضية من يزاود على حذائك..”. ولا ادري إن كان حذائك تغبر في يوم من الأيام بغبار تربة مخيم أو معسكر أو قاعدة أو موقع فدائي. أما حذائي أنا شخصيا فقد تغبر بدخان قذيفة الميركفاه الصهيونية التي أصابتني وأنا اقوم مع رفاقي الفدائيين، الشهداء والأحياء بإخراج الصهاينة من مكتب الشهيد القائد أبو عمار في الفاكهاني.. هذا حصل ثاني أيام مجزرة صبرا وشاتيلا. هناك تركته ممزقا مع ساقي يوم 17-9-1982. يمكن يومها كنت أنت وأمثالك تلهون وتتمتعون بشمس تونس وعلى شواطئها الساحرة. أما الآن فأنت انتهيت مطبعا وأنا مازلت فدائيا فلسطينيا لا يعرف التعب.
كنت أتمنى من سمير قمصية أن يظهر هذه البطولات فور عودته الى فلسطين وكذلك أن يرد على رسالتي التي طلبت فيها منه ومن رفاقه في لقاء أوسلو أن يجيبوا لماذا يشاركون في لقاء تطبيعي أكدوا كلهم أنهم مقتنعون به وبما يفعلون؟
لماذا رفضتم ذكر اسماءكم ورجوتموني أن لا أفعل ذلك.. ولدي رسائل تثبت صحة كلامي؟!.
كنت طلبت منكم عدة مرات هنا في اوسلو وبعد سفركم الاعلان عن مشاركتكم في هذا المؤتمر الذي تم التعتيم عليه تماما في النرويج، طبعا لأنه تطبيع بتطبيع… او أن تعتذروا من الشعب الفلسطيني وإلا انا سوف انشر الأسماء. طبعا انتظرتكم عشرة أيام وبلا نتيجة.. فالذي حصل أنكم جبنتم كما النقابة التي تحولت في رسالتك بقدرة قادر الى مدافع عنها بعدما كنتم كلكم سلختم جلدها في أوسلو أمامي وأمام مضيفكم النرويجي، الذي بدوره لم يخف امتعاضه وانزعاجه من موقف النقابة وبيانات قادتها الأولية النارية، التي سرعان ما أطفأتها مصلحة الإطفاء الاوسلوية الدولية.
أخيرا وبمناسبة الحديث عن الأحذية ومنها حذاؤك والأحذية التي هددت النقابة باستقبالكم بها فور عودتكم الى فلسطين المحتلة وطبعا كله كان كلام بكلام.. لأن كل شيء لأجل الدول المانحة يهون.. بهذه المناسبة استحضر بضع كلمات عن الأحذية والحياة كنت كتبتها قبل سنوات وهي تنفع الآن:
لكل حذاء فردة
ولكل إنسان حذاء
ولكل اسكافي مجموعة أحذية يعيد إليها الحياة
لكن من يعيد الحياة للميتين الأحياء؟؟؟..
:::::
* مدير موقع الصفصاف المقاوم
www.safsaf.org
الرابط: http://www.safsaf.org/word/2012/mai/9000.htm
* كل شيء عن لقاء أوسلو في الموقع على الرابط أعلاه وقريبا سوف ننشر أشياء جديدة