قراءة مختلفة في الحراك الشعبي العربي:

مناقشة في مفاهيم المرحلة[1]

(الحلقة الأولى)

مسعد عربيد

مقدمة

كثيرة هي الدوافع لمعالجة قضايا هذه المرحلة الساخنة والمثيرة للجدل. ولكن أحد الدوافع المباشرة كانت معاينتي التي تولدت من التجرية السورية على مدى العام المنصرم، وكيف تكونت الإختلافات في الرأي والموقف حول ما يجري في سوريا. ولا أقصد هنا الإختلافات في تفاصيل الحدث السوري، بقدر تحليل ما يُسمى ب”الأزمة السورية” والحراك الشعبي فيها وسبر خبايا ما يحاك ضد ذلك الجزء الغالي من الوطن العربي.

ليست سوريا موضوع هذه المحاضرة، إلا انه لم يكن من العسير إلتقاط مفارقة مؤلمة مفادها ان الإختلافات والتمايزات في الموقف من سوريا، على تلوناتها وتعدد منابعها، وبما تعكسه من فروقٍ سحيقة في الموقف، تعبر عن ثغرات عميقة في الوعي القومي العربي ومقدار رسوخه من جهة، أو تزعزعه وتخلخله من جهة اخرى.

أما في حالة المغترب العربي في أميركا، فبوسعنا أن نزيد على ذلك طبقاتٍ سميكة من تشوه الوعي، وإنقلاب الكثيرين منّا على الذات والوجدان، والإنسحاب من الهوية والإنتماء الوطني، بل إنحياز بعضنا الى تأييد وتبرير التدخل الأجنبي في سوريا وما يعنيه من دمار، في حين نرى في المقابل أن فئات عريضة من الشعب الأميركي وقواه السياسية قد أدركت مخاطر هذا التدخل ووقفت ضده. ولا غرابة أن أكثرهم من اليسار ولكن ليس كل أنواع اليسار.

* * *

لا يستطيع المرء، في قراءة المشهد الراهن، إلا ان يرتد الى لحظات مفصلية من حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم ليلحظ المفارقة الهائلة بين الحقبتين. وما أقصده هو إلتماس الملامح والسمات العامة لكل من هاتين المرحلتين دون الغوص في الجزئيات والتفاصيل.

كنا في ستينيات القرن الماضي نتكىء في تحديد الموقف السياسي على نهج تحليليٍ محدد ذي ركائز واضحة: كنا نحدد طبيعة المرحلة وسماتها الرئيسية، طبيعة التناقضات والصراعات المحتدمة فيها، والقوى المكونة لمعسكر الاعداء والأصدقاء. وكنا قد تعلمنا من ماو تسى تونغ كيف نفهم التناقضات ونميز بين الرئيسية فيها والأخرى الثانوية، وبالتالي نحدد المعارك الرئيسية والثانوية بما يفضي بنا الى التمييز بين المهام الملحة والمؤجلة، أي تلك العاجلة والأخرى المرجأة الى مدى قصير أو بعيد.

أما الآن، وفي مستهل العقد الثاني من الألفية الجديدة؛ أي بعد سقوط مرحلة كاملة من تاريخ نهوضنا القومي والتقدمي وإنهيار القطبية الإشتراكية المتصدية للرأسمالية، وإحكام القطبية الرأسمالية الواحدة الخناق حول رقابنا، فقد أصبحنا نصف هذا النهج وتلك اللغة بالمتخشبة والصنمية والستالينية.

كانت هذه المقدمة ضرورية قبل الولوج الى موضوع ندوتنا في هذه الأمسية. فبعد عام على الحراك العربي، آن الأوان لكي نطرح السؤال التالي : اذا كانت قرائتنا في الستينيات صنمية، فماذا عن قرائتنا في المرحلة الراهنة؟

* * *

إسمحوا لي في البداية أن أوجز الفكرة المركزية لنقاشنا في محورين أساسين:

 1) ان غياب الوعي القومي العربي ـ الوعي بالهوية الوطنية والقومية والإنتماء الوطني والقومي بل والأممي ـ والثغرات الكبيرة التي أصابته من حيث تغييبه وتشويهه وتخريبه، شكل الجذر الأساسي للمأزق الذي نعيشه اليوم وهو في تقديري يُعتبر مدخل لقوى الثورة المضادة لإمتطاء الإنتفاضات العربية وسرقتها والتلاعب بها في خدمة مصالحها. وليس في هذا تنكر للعوامل المتعددة، الداخلية منها والخارجية، بقدر ما هو التركيز على معالجة المأزق الذاتي الذي نعيشه.

 2) ليس صحيحاً أن سبب تصاعد تيارات الدين السياسي (الإسلام السياسي) ومختلف التيارات الدينية والسلفية يكمن في تعاظم “قوة” هذه التيارات والحركات، (اي قوتها التنظيمية والسياسية والشعبية)، ومقدار الدعم والتمويل الخارجي (العربي ـ الخليجي، الإقليمي والغربي) فحسب، بل ان صعود هذه التيارات هو الحصاد الفكري والسياسي لتراجع وغياب المشروع النهضوي القومي وإنهيار الوعي والتجويع الفكري وإذلال العقل العربي وإهانة الكرامة الوطنية والقومية.

هذا هو باختصار شديد ما سأحاول أيصاله اليكم وآمل ان اوفق في هذا المسعى.

* * *

صحيح أن الأوضاع والقضايا التي نواجهها قد تعددت وتعقدت، إلا أننا لا نغامر إذا قلنا أن هذه كلها تعود في الجوهر، بشكل أو بآخر، بهذا المستوى أو ذاك، الى غياب الوعي أو ضحالته كسبب جذري واساسي لفشلنا كحركات وأحزاب وقوى سياسية واجتماعية وثقافية وعحزنا عن ان نطوّر الوعي الكفيل بإنجاز مشروع النهوض العربي: تحقيق النهضة لشعوبنا ومجتمعاتنا وهو ما واظبنا على تسميته خلال العقود الأخيرة بالمشروع النهضوي القومي العربي.

وفي هذا الصدد، لا بد أن نشير الى ملاحظتين هامتين في الخطاب السياسي العربي خلال فترة ما قبل وأثناء الإنتفاضات العربية الراهنة:

◙ الخلط بين الوعي النظري/الفكري وبين الإيديولوجيا بما هي الوعي الخاطىء والزائف. ويعود هذا الخلل، والذي أضحى تقليداُ خطيراً، الى الحقبة الناصرية حين أسس له عبد الناصر عبر رفضه للأحزاب، مما أدى به إلى دفع ثمن ذلك من تجربة الناصرية في الوطن العربي بمجمله.

◙ المفاخرة في بداية الانتفاضات العربية بأن الحراك ليس حزبياً ولا ايديولوجياً الأمر الذي سهل وعجل في سرقة هذا الحراك بسهولة كبيرة .

من هنا، فان البحث في أسباب المأزق الذي يحيق بنا وسبل الخروج منه وتصورات الحلول والبدائل، لا بد ان ينطلق من الأسئلة التالية :

ـ ماذا حلّ بالوعي الوطني والقومي العربي وكيف وصل الى هذه الحالة من التردي؟

ـ لماذا فشلنا في تطوير وعي شعبي قادر على الإضطلاع بمهام المرحلة، بل تركنا الساحة لتملأها حركات الدين السياسي من أخوان وسلفيين وتكفيريين ووهابيين؟

ـ كيف يمكننا أن ننمي ونطور هذا الوعي ليكون على مستوى مهام ومسؤوليات المرحلة بحيث يصونها من السقوط والهزيمة؟

* * *

سمات المشهد الراهن

هناك العديد من المظاهر في المشهد العربي اليوم والتي ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بمسألة الوعي الشعبي وتكوينه وتغييبه. وقبل الدخول في موضوعنا، فسوف أستعرض بعض عناوين هذه المرحلة وسماتها.

 1) فقدان البوصلة وسقوط مفاهيم الصراع: إن الصراع الدائر في بلادنا يحتدم بين مشروعين متناحرين لا مكان لحل توافقي بينهما وهما: (1) مشروعنا النهضوي العربي والذي يتمثل في إنهاء حالة التجزئة وتحقيق وحدة الشعوب العربية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الشعوب، و(2) المشروع المعادي، الراسمالي الامبريالي الغربي. ومن تجليات فقدان هذه البوصلة:

ـ تغييب القضايا القومية وعلى رأسها قضية فلسطين المركزية وتحرير الاراضي العربية المحتلة.

ـ تحويل التناقض الرئيسي الى ثانوي والعكس (انظر العلاقة وتناقض مصالحنا مع إيران كمثال).

ـ إنحسار القومية العربية وتعزيز التجزئة والقُطرية والطائفية والمذهبية.

ـ تعميق التخلف وإستعصاء التنمية وسقوطنا تحت الهيمنة الغربية.

ـ إسقاط المكونات الرئيسية لمعسكر الأعداء والذي حددناه في ستينيات القرن الماضي والذي تمثل بالمثلث غير المقدس، الإستعمار والرجعية العربية والكيان الصهيوني، مما ادى الى:

أـ طمس الراسمالية الغربية كعدو رئيسي.

ب ـ تغييب الأنظمة العربية العميلة كطرف أساسي في معسكر الأعداء مما اوصلنا الى ما نحن عليه من سطوة هذه الأنظمة التي أخذت تصول وتجول في ارجاء الوطن.

ت ـ تغييب التناقض مع العدو الصهيوني وتطبيع العلاقه معه: سياسياً وإقتصادياً وإعلامياً وثقافياً.

2) الثورة المضادة: لقد ملأ الحراك الشعبي العربي الدنيا منذ ديسمبر 2010، وهو حراك شعبي بامتياز بكل ما أتى به من شعارات واهداف وبطولات. ولكن هذا الحراك ينطوي أيضاً على الكثير من الهواجس والمخاوف: الخشية من إمتطاء الثورة لحسابات إنتهازية ومعادية لمصالح الشعب وحرفها عن مسيرتها، والقلق من قوى الثورة المضادة المتربصة دوماً والمتمثلة بمعسكر كبير من الاعداء الداخليين والخارجيين.

3) الفكر هو الحلقة الرئيسية الناقصة: لم تأتي هذه الإنتفاضات على ارضية فكرية وتنويرية شكلت المخاض الطبيعي للحركة التغييرية كما شهد التاريخ في ثورات الشعوب الكبرى في العصر الحديث: ثورات التنوير الأوروبي (تحرير العقل من سلطة رجل الدين وإستبداد الحاكم) والثورات الاشتراكية، أي انها لم ترتكز على منطلقات فكرية أو عقَيدية. ويتجلى هذا في: غياب الدور الريادي للفكر والثقافة وتراجع دور المثقف. ففي حين يتوجب على المثقف ان يترك مسافة نقدية بينه وبين الشارع، ولقد رأينا كيف تنجر النخبة المثقفة وراء الشارع وشعاراته عكس ما هو مطلوب ومتوقع منها باستثمار طاقة الشارع وتنظيمه وقيادته.

4) الضعف الذاتي وإستدعاء الآخر:

ـ تعويض العجز الذاتي (الداخلي) باستدعاء الأجنبي (الخارجي)، بالرغم من ان التجربة مع الغربي الأجنبي وعواقبها معروفة لكل عربي تاريخياً وإدراكياً.

ـ إستدعاء حتى العدو من أجل تحقيق ما يسمونه تغييراً حتى على حساب إحتلال البلاد وتدميرها.

ـ أما مع الإصدقاء والحلفاء(روسيا والصين وإيران وبريكس..)، فاننا نشهد الأمر ذاته: الإتكالية والإعتماد على الآخر.

5) تفشي الثقافة القٌطرية وغياب التوعية القومية: انظروا الى “خطاب” المواطن العربي وهنا أيضاَ في المغترب: هذا القُطر ضد ذاك، هذا الحزب ضد ذاك، هذه الطائفة ضد تلك. في حين شحت الثقافة القومية العربية (على سبيل المثال حملة التوعية الوطنية والقومية التي قام بها الإعلام السوري خلال إحيائه ذكرى الجلاء لهذا العام، والتوعية بالنضال ضد الاستعمار الفرنسي والكشف عن صفحات البطولة والكفاح لتحرير الوطن).

6) الاعلام بين دوره… ودوره الجديد

 

ـ انكشاف الدور الجديد في الحرب الاعلامية في خدمة انظمة السعودية وقطر ومشايخ الخليج.

ـ إختلاق الأخبار وصناعتها في الاستوديوهات وفبركتها وتضخيمها.

ـ التآمر المكشوف على البلدان العربية.

ـ خلق جو إنفتاحي تطبيعي مع اسرائيل خصوصا في اوساط الشباب (قرأت أن 95% من مشاهدي إحدى الفضائيات يوافقون على التدخل القسري ضد الدول العربية وأن 10% يرحبون باقامة علاقة دبلوماسية مع الكيان الصهيوني).

ـ إستدخال الحراك الارهابي والثقافة السلفية الظلامية واخبارهما الى عمق الاعلام العربي “الجديد” وفضائياته ليتحولان الى جزء من المشاهد اليومية العادية والطبيعية بالنسبة للمشاهد .

ـ قيام ثلة من الاعلاميين والصحفيين والكُتاب والمثقفين العرب وبعض مؤسساتهم بخدمة المشروع الأميركي ـ الاسرائيلي في بلادنا .

7) الأوهام وخلط بين المفاهيم

 ـ الخلط بين الوطن والنظام؟

ـ الخلط بين الرئيس والنظام.

ـ تماهي الوطن والشعب في صورة الرئيس أو الحاكم.

ـ إختزال النظام في الرئيس كممثل له وتغييب النظام كبنية اجتماعية اقتصادية سياسية امنية عسكرية.

8) الإنفصام غير الطبيعي بين الوجدان الوطني والقومي وحب الوطن والغيره عليه من جهة، وبين الموقف السياسي والتحليل السياسي مهما كان، وخصوصا لدى المغترب العربي، من جهة اخرى. (على سبيل المثال نجد أن كثيرين ممن يقفون ضد سوريا ويطالبون بالتدخل الخارجي بأي ثمن، لا تعنيهم النتائج الكارثية لهذا التدخل… وإلا فما معنى ما قاله لي مغترب فلسطيني بالحرف الواحد: “ما عندي مشكلة في التدخل في سوريا، المهم يروح بشّار”.)

هل يكفي التفسير الذي يقول ان الكثيرين ممن يطالبون بالتدخل في سوريا ينطلقون من دوافع وأحقاد شخصية أو بسبب السجن او الإعتقال؟ هل تكفي هذه لتدمير الوطن؟

9) الخلط بين المؤامرة وأزمة النظام العربي: وقد إتخذ هذا الخلط مستويين:

أ) الأول: ان كثيرين إختزلوا الحراك الشعبي (وخصوصاً في الحالة السورية بما اسموه أزمة)، اختزلوه بمجرد وجود «مؤامرة» خارجية وأيادي خارجية.

لا خلاف في أن المؤامرة موجود بل هي مؤامرة كونية وشرسه وتنوي المضي الى النهاية لتحرق الإخضر واليابس وتدمر البلد، ولكن هناك ايضاً مطالب شعبية حقيقية وأصيلة ومشروعة لا يجوز التعامي عنها تحت غطاء المؤامرة.

وتنبع أهمية الوضوح في هذا الشأن والإقرار بوجود المؤامرة، من جهة، وشرعية المطالب الشعبية، من جهة أخرى، في الكشف عن حقيقة أن التغيير ضرورة تاريخية نابعة من حاجات الواقع الموضوعي وأن حركة الشعب والتاريخ لن تتوقف إلى أن تحقق أهدافها في التغيير الجذري الشامل، وبهذا المعنى فان هذا الفهم يشكل الضمانة لإستمرار الدفاع عن الوطن وحمايته من التدخل الإستعماري الخارجي وفي الآن ذاته إستمرار النضال من اجل الإصلاح والديمقراطية على اساس الحوار السياسي الوطني.

ب) والثاني، هو الخلط بين الخطة والمؤامرة وما أقصده أن الخطة أوسع وما المؤامرة سوى مشهد واحد منها، أو لحظة قد تطول وقد تقصر في الخطة الأكبر. وأن الخطة الأكبر تكمن في تحقيق الهدف الرئيسي للإمبريالية وهو الحصول على أعلى قدر ممكن من الأرباح والتراكم الرأسمالي وبأية وسيلة.

 

10) علاقة الوطني بالقومي والأممي: لا يمكن فهم ما يدور في بلادنا (مصر وفلسطين وسوريا مثالاً) دون فهم أزمة الراسمالية العالمية وبحثها المحموم عن مخرج لأزمتها، وهو مخرج يتمثل في مشروع نهب لموارد وثروات الشعوب. من هنا فان مستقبل الوطن العربي مرتبط بمستقبل العالم، ومن هنا ايضاً يكون صمود شعوبنا هو خلاص للبشرية.

11) القفز عن التمايزات بين التجارب العربية المختلفة: من السذاجة والجهل بالتاريخ الاعتقاد بان كل الانظمة متساوية وانها ستسقط بنفس الطريقة، بالتالي فان التعامل معها يكون بنفس الطريقة. (انظر تميز الاوضاع في تونس ومصر… البحرين والسعودية…. اليمن.)

12) تميز الحالة السورية: لنأخذ الصمود السوري كمثال، ليس على المستوى العربي القومي فحسب، بل لنتأمل دلالاته على المستوى الأممي:

ــ يقف الصمود السوري في وجه الحرب المسعورة ضد هذا البلد متميزاً واعداً بدور تاريخي مفصلي لسوريا تكون فيه المرشح لبلورة منظومة اقليمية ودولية جديدة.

 ــ لا يجوز التقليل من هذا الدور في تحليل الوضع الراهن وإستشراف المستقبل: مستقبل سوريا والوطن العربي والمنطقة حولها بشكل عام، ومستقبل العالم الذي لم يعد الغرب الراسمالي قادراً على التحكم بقراره.

ألا نلاحظ تشابهاً بين اليوم ومنتصف خمسينيات القرن الماضي لحظة قيام فكرة عدم الإنحياز وباندونج وانطلاقة حركات التحرر العالمية في العالم الثالث! في تلك الآونة كانت مصر الفتيل والبؤرة، واليوم نرى ملامح تشير الى إحتمال أن تحتل سوريا هذه المكانة وتصبح مرشحة للعب الدور الذي لعبته مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

قد يكون هذا التحليل على قدر كبير من التفاؤل وهو كذلك ولكنه ليس مغالياً بل يستند الى واقع موضوعي تنطق به الكثير من الوقائع على الأرض. ومَنْ قال ان التاريخ سيتوقف، أو كما يدّعون انه توقف عند الغرب؟ بل مَنْ قال اننا اقل إستحقاقية من شعوب الارض لنقوم بهذا الدور التاريخي؟ ألم نكن منذ فجر التاريخ بؤرته المركزية؟

 

13) دور المال والنفط: لم ترى تجارب الشعوب وعبر سنوات النضال من أجل التغيير الإجتماعي، أن إرتهن هذا النضال بالمال والتمويل أو بالنفط او بالاجنبي واستدعاء تدخله كما هو حاصل الآن، ولا شراء الاعلام ورشوة المثقفين والكتاب وشراء السلاح والارهابيين وحتى شراء الدول ومواقفها.

14) تعاظم دور القوى الإقليمية في رسم مصيرنا ومستقبلنا (تركيا وايران..).

 


[1]  طرحت الأفكار الرئيسية في هذه الدراسة في محاضرة لنقابة الصحفيين العرب الأميركيين عُقدت في 3 أيّار (مايو) 2012 في مدينة لوس انجلس ـ الولايات المتحدة.