رســالة مفتـوحـة إلـى مارتـن لوثر كينغ وجان جاك روسـو

ح . م

قد يستغرب البعض هذا العنوان لمقال سياسي بامتياز … ولكن مع انخفاض المستوى الأخلاقي والفكري والسياسي لأعداء سوريا المقاومة وانهيار المبادئ السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترتكز عليها دول الغرب التي هي بالأصل زائفة واستفحال الكذب والنفاق والغباء في زمن الرويبضات زمن قلت فيه الرجولة والرجال ليحل زمان الوهم زمان أنصاف الرجال وأشباه أشباه الرجال زمن الطبول والبوالين المنتفخة والجثث المتورمة ونظراً لاختلال المادة الدهنية وليس الدماغية للتعذر في رؤوس العربان وانفصام الجامعة عن العربية قررت أن أكتب وأصرخ بأعلى صوتي لعل وعسى يسمعني فيلسوف الحرية “جان جاك روسو” أو ملهم ثورة الإصلاح الأمريكية “مارتن لوثر كينغ” لأخبرهما بما يفعله أبناء تمثال الحرية في أوربا وأمريكا هؤلاء الذين يزعمون ليل نهار بأنهم “رسل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم الحرّ ” … نعم يا جان.. نعم يا مارتن هذا ما فعله ويفعله أحفادكما بي لأني فضلت أن اّكل الجمر والرماد على أن أخون وطني ومبادئي، ألست أنت يا مارتن من دفعت حياتك ثمن مبادئك والمطالبة بحق شعبك …هل تعلم يا روسو بأن أوربا التي أنت ملهم ثوراتها تعاقبني وتعاقب شعبي بلقمة عيشنا …هل تعلم أن أحفادك يعاقبونني بالدواء الذي يشفي مرضي .. هل تعلم أن أحفادك يمدون عصابات الإجرام بالمال والسلاح من أجل تصفية شعبي .. وهل تعلم أيضاً أنهم حرموني من تذكرة الطائرة لأتلقى العلاج وهل تعلم بأنهم يدعمون أعتى الديكتاتوريات التي عرفها التاريخ والتي حاربت أشباهها أنت يوماً من الأيام .. نعم يامارتن أنا أسف أن سببت لك الإنزعاج ولكن هذه هي الحقيقة وأقسم على ذلك وبإمكانك أن تسأل طفلي الذي قطعوا عنه حليب الأطفال … مارتن عزيزي ويؤسفني أكثر أن أخبرك بأن من يفعل بي ذلك هو مواطنك “باراك أوباما” الأسود الذي لطالما ناضلت لأجله وجعلتني أنا المواطن العربي السوري أتعاطف معه .. مارتن هل تتذكر تلك الأيام التي حرمك بها الإنسان الأبيض في أمريكا من ركوب الباصات والدخول إلى مطاعم البيض ؟؟ بالتأكيد تذكرت أليس كذلك ؟ هل تعلم يا مارتن بأن حفيدك الأسود “أوباما” هو من يدير هذه الحملة المسعورة ضدي … هل تعلم يا مارتن بأنه لم يبق إنسان في بلدي سوريا إلا وقد شملته العقوبات من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير ولسبب واحد فقط هو أنني قلت “لا” عندما طلبوا مني أن أقول “نعم” ألست أنت من قال للظلم “لا”؟ وأنت يا جاك … هل تعلم أنني علمت أبنائي أفكارك في الحرية والاستقلال واستلهمت منك الكثير لأنك لست ملكاً لأوربا وحدها فأنت ملكاً لجميع البشر …ألست أنت وأفكارك من ألهم الفرنسيين ليقوموا بثورتهم ضد الظلم وألست أنت من ألهم “ديغول” يوماً بأن تدع فرنسا الشعوب وشأنها و أن تحكم نفسها بنفسها؟؟؟ إذاً هل ترضى بأن يفعل أحفادك بي ما حرمته أنت, فكيف إذاً ترضى لغيرك ما لا ترضاه لنفسك؟؟!! . بعد كل ذلك أقول لكما :لا وألف لا لن يتزعزع موقفي قيد أنملة عن الحق والصواب .. وأخبرا أحفادكما بأن يهددوا ويعاقبوا بكل ما أوتوا من قوة لأننا سنقاوم ونصرخ ونقاتل وسنتمسك بوطننا بطريقة وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً بطريقة قلّ نظيرها إن لم تنعدم .. وأخبرا كل من تعرفوه ويمت إليكما بصلة بأننا سنتمسك ولو بخيوط العنكبوت ولكن لم ولن نستسلم , ولن نسامح ولن نصفح أو نصافح يداً أطاحت بأعناق شعبي , وفوق كل شيء نحن السوريين نختلف عن باقي شعوب الأرض حيث أنهم جميعاً يمتلكون وطناً يعيشون فيه أما نحن السوريين لنا وطن نعيش فيه ويعيش فينا. حتى الطفل الصغير من شعبي صار يعلم علم اليقين بأن أحفادكما لم يدخروا جهداً ولم يتركوا وسيلة للعقاب إلا وفعلوها فهل هناك أقبح من أن يعاقب شخصاً لمجرد دفاعه عن وطنه بكلمة حق على شبكات التواصل الاجتماعي التي لم تكن مألوفة لكما؟ ليقول لسان حال الطفل السوري: “والله ما بقي أحد في سوريا إلا عاقبوه من بشر وحجر باستثناء بقرة معلمو لـ أكرم بو مالحة يا هل ترى متى دورها بالعقوبة فهي تنتظر….

::::

المصدر:

http://www.shukumaku.com/Content.php?id=47356