عادل سمارة
ملاحظة:
أعدت هذه الورقة للتعليق على كتاب السيد كريم مروة: قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين. لكن ظروف موجهي الدعوة حالت دون ذلك.
سأحصر نقاشي في هذا المقال في الفصلين الذين أرسلهما لي السيد مروة، ولن أتناول مواقف الكاتب من قضايا الشيوعية والصراع السياسي في الوطن العربي وخاصة ما يتعلق بسوريا.
* * *
الكتابة فعل، وقد يكون اثرها اشد تعمقاً وامتداداً من الحدث المادي نفسه، فهي فكر، قيمة ذهنية ناتجة عن شغل الفرد في قراءة التاريخ وموظفة للآتين مستقبلاً لأنهم، بما هم بشر، سيعملون بالضرورة ويُنتجون. الكتابة قيمة استعمالية، وهي قيمة مؤبدة كالطاقة لا تنتهي وإن تحولت أو حُوِّلت، بينما القيم التبادلية (السلع) حتى المعمرة منها تعيش بالمقارنة للحظات فقط. تنتقل الكتابة مفكر وثقافة من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر، لا عمرا افتراضياً لها، ومن هنا ديمومة اثرها بالاتجاهين.
وإن كنت لم أتمكن من الحصول على كتاب الأستاذ كريم مروة، بعدُ: “قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين”، لكن ما وصلني منه، وهو القليل، يفتح على التاريخ، وإن قرر الكاتب أنه ليس مؤرخاً: جميعنا مؤرخون، بمعنى ما. وربما كانت افضل الكتابات هي التي تتعلق بالتاريخ وخاصة المتعالقة والمشتبكة معه،لأنها تحمل روح التاريخ اي الديالكتيك.
لعل اختيار الكاتب للتاريخ وبعض شخوصه هو بحد ذاته اشتباكاً، فالشخوص المختارة حالات اشتباك في زمانها ولا تزال تثير ذلك. والكاتب إذ يتناولها، ونحن إذ نقرأه ونكتب عنه وعنهم، له ولهم، ضده وضدهم، فهو يقوم بفعل الاشتباك، وهذه مساهمة لا شك.
في رفضنا ل “سلام راس المال” في الأرض المحتلة 1948 و 1967، تعلمنا أن الحياة مقاومة. وهذا الكتاب يفتح المعنى بأوسع ليقول، إن الحياة كتاريخ هي مقاومة اي صراع الطبقات في العالم. وإن كنت لم أقرأ كيف قرأ الكاتب الثوريين الذين أدرجهم، إلا أنني أعتقد بأن كل واحد منهم هو تعبير عن طبقة ما في مرحلة ما، حتى لو لم ينسب نفسه لطبقة وحتى في لحظات التحرر الوطني/القومي المنقطع، نسبياً أو افتراضياً، عن الاجتماعي.
في البابين المتوفرين من الكتاب لديَّ بعض القول في القضايا التالية:
ينتقد الكاتب أنظمة الاستبداد بقوله : “… وغطت بديماغوجيتها الخرقاء هزائمها أمام العدو الإسرائيلي تحت شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”. وحولت الجيوش إلى أدوات قمع لحماية أنظمتها. ومارست بحق الفلسطينيين في وطنهم وفي مخيمات القهر والإذلال أبشع أشكال العسف”.
يبدو لي أن الكاتب قصد الأنظمة ذات التوجهات القومية، وهي استبدادية نعم. ولكنه لم يُشر إلى الأنظمة الماقبل-إنسانية، ما قبل مدنية وما قبل حضارية . كما انه لم يُشر إلى دور انظمة الما-قبل هذه في الثورة المضادة اليوم! صحيح أن أنظمة الأحزاب القومية اشتبكت مع قيادات قوى فلسطينية، ولكن الفلسطيني اللاجىء في سوريا والعراق البعثيتين عوملوا بأفضل مما عومل به فلسطينيو اي قطر عربي آخر. أما بشأن القمع السياسي فذلك كان عليهم كما هو على العراقيين والسوريين أنفسهم. لم يكن الفلسطينيون، وتحديداً قيادة م.ت.ف، هناك براء في كل اللعبة السياسية! وصحيح أن هذه الأنظمة هُزمت في الحرب مع الكيان الصهيوني الإشكنازي، وأعتقد أن الكاتب يُدرك تماماً، أن الصراع في فلسطين لم يكن ابداً مع الكيان وحده. وليسمح لي أن استدعي تاريخه كاشتراكي لأقول: اليس المركز الراسمالي العالمي هو خالق وراعي الكيان حتى غدٍ! ما اقصده تحديداً هو أن نقرا التاريخ فكرياً وليس إيديولوجياً وسياسياً وحسب كي لا نغمط أحداً حقه. هل يُسجل رصيداً للأنظمة اللاقومية بأنها لم تُهزم لأنها لم تشارك في محاولات الدفاع ومن ثم تحرير فلسطين؟ اليست عربية؟ اليس عليها واجباً؟؟ وهل كانت حروباً من جانب هذه الأنظمة أم عدوانات من الكيان نفسه سواء بوجوده أو ما بعد وجوده. ما من عربي، كنظام أو طبقة أو حزب أو فرد بدأ حرباً ضد الكيان، بل جميعنا كنا ولا زلنا ندافع أمام هذا الكيان. اللهم إلا إذا كان هناك اعتراف من أحدنا، ولا أعتقد ان الكاتب هكذا، بأن هناك “وطن –من فلسطين” للعدو وبعضنا اعتدى عليه وهُزم هذا البعض كمعتدٍ! وإذا كان يُسجَّل على الأنظمة الديكتاتورية قومية الاتجاه، وهي على اية حال لا تمثل القومية العربية بل هي مدارس في السياسات القومية أو اجتهادات، فإنه يسجل لها بالمقابل عدم الاعراف بهذا الكيان. بينما اعترفت بالكيان كثرة من الأحزاب الشيوعية الستالينية، والكثير من الأنظمة القُطرية الأُسرية/الملكية، وأنظمة الكمبرادور حديثاً. ومعنى الاعتراف بالكيان ليس إلا اقتلاع الشعب الفلسطيني من خانة بني البشر.
ومن جهة ثانية، فإن الموقف من القضية الفلسطينية ليس مجرد مسألة إنسانية، ولا تعاطف جِوارٍ إنساني. بل هو موقف من المسألة العروبية وتحديداً على مستوى الشعب العربي وليس الأنظمة. ولذا، فإن عدم الاعتراف بالكيان هو موقف عروبي، بينما الاعتراف هو موقف قُطري بما يحمل هذا الموقف من انحصارية كيانية تنتهي في النهاية، بل هي الآن، حالة تبعية للمركز الإمبريالي وتلعب دور أداة للعدوان على قُطريات عربية أخرى وتساهم في اندماج هذا الكيان في الوطن العربي اندماجاً مهيمناً!.
إعتذاريات اليسار
أعتقد، وآمل أنني لا أتجنى، أن الكاتب وقع في حالتين من الإعتذار ولا أعتقد أنه كان مضطراً لذلك :
- إعتذار الجيل الذي ينتمي وأنتمي إليه، لأننا لم نحقق الانتصار المنشود. ولكن، لماذا ننكر أننا حققنا انتصار المحاولة.
- واعتذار اليسار أمام القوى الأخرى وخاصة قوى الدين السياسي.
لفتت نظري الفقرة التالية للأستاذ مروة:
“…إلا أن التحذير من هذا النوع من الحركات السلفية لا يصل إلى الحدود التي تجعلنا نرى فيها خطراً على الثورة، كما يشير إلى ذلك بعض الثوار. بل أن على شباب الثورة أن يكونوا حذرين إزاء ما يروج له أركان الأنظمة المنهارة وأركان الأنظمة المرشحة للإنهيار من أن هذه الحركات التي تعطى صفة الإرهاب ستشكل البديل من أنظمتهم في حال نجاح الثورات في إسقاط تلك الأنظمة”.
اقترح أن لا نخلط بين قوى الدين السياسي وبين الإسلام المقاوِم من جهة، وأن لا نغمض العين عن أن قوى المقاومة الإسلامية كذلك تحمل في باطنها جنين ثورة مضادة وموقف ضد القومية العربية يرتكز على عالمية اسلامية افتراضية بل وهمية، ناهيك عن خللين اخطر، بل مخيفين:
- إن برنامجها الاقتصادي هو راسمالي، في مجتمعات غير مصنعة وجزء منها ريعي، بينما تسير البشرية إلى الاشتراكية وليس النقاش هنا متى وكيف.
- وإن برنامجها الاجتماعي مضاد للمرأة بجلاء، اي نصف الشعب يعتقل النصف الآخر، فلا يجد كلاهما وقتاً للثورة ولا للتنمية لفرط انشغالهما ببعضهما.
لا يعني هذا أن من حق أحد منع احد من المشاركة في الحراك العربي الجاري. أسميته[1] “إرهاصات للثورة” وليس ثورة بعد. إن الحذر ضروري من خطاب الأنظمة الديكتاتورية، ولكن الحذر ضروري أكثر من “ديمقراطية” أنظمة “المال النفطي المفخخ” لأنه يزعم بأنه حاضنة “الثورات”! فلا يجوز لخبير مثل الكاتب أن يغفل هذا الجانب الهام بل الخطر جداً. إننا في الأرض المحتلة نحيي وندعم نضال حركة حماس، ولكننا نرتعب من اقوال السيد اسماعيل هنية على الفضائيات: “إن أعدائنا هم امريكا والعلمانية”! وارجو يا عزيزي أن تنتبه أن العداء للعلمانية قد يُساوم الذكور أحياناً، لكنه يحوي لها-لهنَّ الويل الصافي.!
نحن، كأناس نزعم أننا مثقفون نقديون مشتبكون، اي ممن حاولوا النضال بإخلاص، لسنا مضطررين للاعتذار لأحد، إلا للشعب، لقد حاولنا، لم نخن، ولم نضطهد غيرنا، ولذا، علينا ان نبقى مثقفين مشتبكين.
ويواصل الكاتب بالقول:
“…السبب الأول هو أن الثورات قد أصبحت، بفعل ما حققته وتحققه، أقوى من أن تستوعبها أية تنظيمات مهما كبرت وأن تحرفها عن مسارها. السبب الثاني هو أنني أرى أن تغييرات مهمة بدأت تحصل في التنظيمات الإسلامية المشار إليها في الإتجاه الذي يقودها”
قد أختلف مع الكاتب في مسألةٍ ترددت منذ بداية الحراك ولا تزال: وهي إطراء خُلو هذا الحراك من دور الأحزاب أو ضعف دورها. ويوماً بعد يوم يبين للعيان أن هذا كعب أخيل. فليس في غياب الأحزاب فخراً بل مدعاة حزن قلق، وهو الغياب الناتج عن دور الأنظمة في تجويف الوعي لأجل تجريف الثروة. أما ونحن نتحدث عن أمور جارية قد يتغير اتجاهها في كل لحظة وهذا محذور على الكتابة أخذه بالاعتبار، فإن المرء ليخشى أن هناك فئات، اي اصغر من تنظيمات تقوم بامتطاء “الثورات”. لا بل إن الأمر أخطر. إسمح لي أن أزعم أن الثورة المضادة موجودة في الوطن العربي قبل “الثورة-الإرهاصات”، وبأن الاشتباك الآن بينهما، وبأن قوى الدين السياسي هي في معسكر الثورة المضادة، سواء من حيث الحريات والموقف من المرأة والموقف من الراسمالية، ومن المسألة العروبية اي الوحدة العربية باي شكل كان. وحتى الموقف من الكيان الصهيوني الإشكنازي. أما “التنظيمات الإسلامية” التي تتعرض لتغييرات، فهذا أمر إيجابي، وهو ممكن ولكن ليس التنظيم بأكمله. لكن الحذر منه أمر أكثر إيجابية إطرائه إلى أن ينجلي عن ما يُفرح الشعب. هناك تغيرات خطرة في الوطن العربي. فبعد دور الناصرية (كانقلاب تحول إلى ثورة ذات بعد قومي لا قُطري) في دعم الثورة الجزائرية والثورة في اليمنّيْن، وها قد وصلنا مرحلة دعم “الثورات السلفية” من الناتو ومن حكام كيانات تعيش على الريع وتُحمى من المركز الراسمالي في طبعته المعولمة. إنه تحالف. وهنا ابحث ثانية عن وضع المرأة !
يقول الأستاذ مروة:
“…ورغم أنني متمسك بموقفي المبدئي رفضاً للتدخل الخارجي في شؤون بلداننا، إلا أنني أرى أن القرار في قبول أو رفض التدخل لدعم ثورة هنا وثورة هناك من أية جهة أتى إنما يعود لقيادات تلك الثورات وليس لأحد سواها”.
يذكرني هذا بما تصرح به الأنظمة العربية التي اعترفت بالكيان الصهيوني الإشكنازي حيث تُكرر كل لحظة :”نقبل بما يقبل به الفلسطينيون”. أعتقد أن هذا نأي بالنفس في غير موضعه وعلى أرضية قُطرية إن صح فهمي لمقصد الكاتب. لقد رأينا نتائج استدعاء الأجنبي من قبل القيادات المذهبية وخاصة قوى الدين السياسي في العراق، وفي ليبيا. ثم من قال أن هذه القيادات هي قيادات ممثلة لأكثرية الشعب هنا او هناك؟ ومن هو هذا الخارجي؟ وهنا اسمح لنفسي أن اواصل قرائتي من مدخل التحليل المادي التاريخي والاقتصاد السياسي. فالأجنبي هنا هو مركز النظام العالمي، هو الثورة المضادة التي نهبت محيط هذا النظام وتقاتل بالنواجذ لاستمرار ذلك سعيا وراء التراكم اللامحدود. ما هو حال المرأة في افغانستان والعراق وليبيا بعد أن استدعت القيادات هناك التدخل الأجنبي! يقول كثيرون، لم يكن بالإمكان التخلص من النظامين العراقي والليبي إلا بالتدخل الأجنبي. ألا ينطوي هذا على عجز في فهم التاريخ واحتقار للشعبين هناك؟ لماذا حصل في تونس ومصر؟
أعتقد أن الكاتب قد تحمس كثيراً في الفقرة التالية:
وما أن سلكت طريقها وكونت جمهورها حتى بدأ الوعي الحقيقي يحتل مكان العفوية لدى أقسام واسعة من جمهورها. والعفوية في قراءتي لها في هذه الثورات إنما تتمثل في أن الهبّة الشعبية، التي كان الشباب والعمال والمهمشون والفقراء والكثير من المثقفين يشكلون قوتها الأساسية، كانت في جوهرها رد فعل غريزي على قهر دام عقوداً في ظل استبداد استخدم سادته كل ما في ترسانة الإستبداد من عمل لتدمير حياة البشر وتحويلهم إلى أدوات فاقدة للوعي والإرادة ومستسلمة لواقعها المرير”.
بالمفهوم التاريخي، فإن الكاتب على حق في أن وعياً ما لقوى “الثورة” لا بد ان يحصل. ولكن بمقياس ما هو حاصل على الأرض، وعلى اساس الفترة الزمنية الراهنة، فإن الكاتب يعول بحماسة على مخاض سريع. والمخاض السريع قد يُعطي إجهاضاً. كما أن خليط الشباب والعمال والمهمشين، ليس فريقاً واحداً. فالعمال هم من راهن عليهم ماركس مفكر المادية والتاريخ، والمهمشون هم البديل الذي اعتمده ماركوزة مفكر أل “ثنك تانك الرسمية الأميركية”. أما الشباب فيقعون بين هذا وذاك بل إن بعضهم، لا سيما في الحالة المصرية هم “أولاد هيلاري” الذين تدربوا على “ثورات برتقالية” في اوكرانيا وبلغاريا، ثورات افتراضية. وما زلت أزعم أن تحالف هؤلاء جميعاً، تحالفاً ثورياً واعياً، ليس ممكناً دون الحركة الثورية التي يخلقونها هم، ويراقبونها هم. وهذا يتطلب بعض الوقت. ربما أثبت التاريخ، أن وعي الطبقة العاملة الذاتي كما راهن عليه لوكاتش لم يصمد أمام ضرورة الحزب الذي عوَّل عليه غرامشي. إن تراث حل الأحزاب، الذي خلَّفه ناصر، وتراث حل الحزب لنفسه الذي خلفه الحزب الشيوعي المصري، حدثان يجب أن لا نقلل من خطورتهما. أما المثقفون، كبديل للعفوية، فهذا ينطبق على قطاع منهم، ومنه المثقف النقدي المشتبك. بينما يقابله مثقفون في خدمة الآخر، مثقفون متخارجون لبرالياً، ومثقفون فلسطينيون ينادون بالقومية العربية ويعترفون بالكيان كأعضاء الكنيست أو يعيشون في الكيبوتسات والمستوطنات الصهيونية باسم التعايش. إن رفضنا للاستبداد ومعاناتنا منه يجب أن لا تعفينا من قراءة خريطة الحراك قراءة دقيقة ولئيمة بدل القراءة الحالمة الجميلة.
إن وضع هذا الكتاب هو مشاركة في ما يدور في الوطن العربي، فنحن جميعاً شركاء في ما يحصل، ولأننا شركاء، ولأننا ساهمنا بما عملنا، على تواضعه، في التأسيس لما يحصل، فإن علينا الدفاع عن ما قمنا به. وما أقصده هنا تحديداً، من حقنا رفض هذا القطع السوريالي من الحراك الحالي مع ما قبله، مع التاريخ، اي المبالغة في دور الشباب الذي بلا رؤية، والمبالغة بل إطراء غياب الأحزاب وعدم التعلم من ما مضى. فلا جديد لم ينبنِ قط على نضالات وعذابات الأجيال السابقة.
ومما أود التاشير إليه في هذا السياق هو الحذر من الاعتذار عن ما حاوله جيلنا والسابقين عليه. ولنأخذ عبرة حقبة العولمة. فحينما أناخت بكلكلها على العالم، أُخذ الكثيرون منا بهولها، وزاغت الأبصار، فتتالت اعتذاريات هؤلاء عن مختلف الروايات الكبرى، الشيوعية والاشتراكية والقومية ..الخ. وها هي العولمة نفسها تفاجئنا في ذبولها السريع كما فاجئتنا بحضورها العنيف.
لا بد ان نتذكر حقائق تعلمناها من التاريخ، ولا بد من ربطها بالإرهاصات في الوطن العربي. فمهما تكرر الحديث على الشاشات لا يمكن ان يحل محل الكتاب، ومهما استفحلت النخبة لا يمكن أن تحل محل الطبقة، ومهما كانت بلاغة الإعلامي لا يمكن ان يحل محل المفكر، ومهما علا شأن المثقف، لا يمكن ان يحل محل الحزب.
بقي أن أُثمِّن هذا الجهد، وإن لم أطَّلع عليه كاملاً، وأُنهي بالقول: لا بد أن نختلف كي نتطوَّر.
[1] اقصد كتابي القادم: “الثورة المضادة، و إرهاصات أم ثورة”…