عادل سمارة
مضى الدهر بولي عهد السعودية والذي حين تعيينه ساد الوجل بأنه محترف قمع. فما معنى الحداد عليه. لا تشفي في الموتى، ولكن لا حزن على كل ميت. يذكرني هذا بموت الملك فيصل عام 1976 أو 1975، كنت أعمل في جريدة الفجر وكتبت مقالة عنوانها : عاش الملك مات الملك، وعددت ما قام به ضد أهلنا في السعودية والأمة العربية عامة. حينها رفض السيد حنا سنيورة صاحب الجريدة نشر المقالة، والجريدة كانت تمول من قيادة منظمة التحرير. ودار جدل عنيف قررت حينها نشر مقالتي كإعلان براتبي الشهري البائس. ونشر المقال دون دفع الفلوس. وعام 1976 رحل ماوتسي تونغ، وأطلقت الصين حينها قمراً يبث جملة واحدة تقول: الشرق أحمر، لقد غابت الشمس. فرفض الراحل بشير برغوثي نشر مقالتي عن ماو والماوية لأن بشيراً كان من الاتجاه السوفييتي. وبعد صراع ثلاثة ايام تمكنت من نشر المقال. أورد هذا وأعلم أن كثيرين سيقولوا هذا الرجل يذكر الأشخاص. وأنا اصر على ذلك. السيد سنيورة حي يرزق. إن ذكر السماء في السياسة والعمل الوطني هو توثيق أقوى من أكاديمي. فلا بد من توفير الحقائق للناس. واعتقد أن كل من يتضايق من نشر السماء، حتى اسم غيره، يفعل ذلك لأنه متورطاً في امر ما أو كتواطئاً في موقف ما. لم أر في حياتي أتفه من الكتابات العمومية مثلا: هناك فئات تمارس التطبيع، وهناك أكاديميون فرانكفونيون، وهناك ممنوحون ساوموا وتواطئوا للقيام بأبحاث اشترطها الممولون. هذه التعميمات لا تعني شيئاً، لأن نتاج هذه المواقف اشخاصاً يتلحفون بالثورية والوطنية والتقدمية بينما هم مثقفون في خدمة الآخر. خطورة خدم الآخر كامنة في أنهم قد يصلون موقع قرار، ينفذون فيها سياسات العدو ويخطبون في الناس كما لو كانوا شرفاء. فما الأصدق كشفهم أم التمترس وراء أكذوبة حساسية ونعومة وأبناء البرجوازية الصغيرة؟ كشف المتواطشين ليس تهديداً بالقتل، وإنما تنويراً للناس. فمن كان مع الناس يجب أن يصدقهم القول. ألم يقل الرسول: “الرائد لا يكذِب أهليه”!