نورالدين عواد ــ هافانا
في عالم اليوم الذي تنخر اللبرالية الجديدة في عظامه حتى النخاع، ويتغول فيه راس المال المالي المدعوم بالمجمع الصناعي العسكري، ويوغلان معا في اراضي ودماء وارواح شعوب وامم لا ذنب لها الا انها قالت لهما “لا” في يوم ما، او احتضنت اراضيها كنزا طبيعيا (نفط، غاز، يورانيوم، الماس، ماء…الخ) او اشتقت او تحاول اجتراح طريق تطور وتنمية مغاير للنموذج الغربي اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا، تلوح إشارات هنا وهناك، تبعث الامل في افق كفاح البشرية المتطلعة الى التحرر والانعتاق من كابوس الامبريالية الصهيونية وعبودية راس المال.
هنا، في هذه الجزيرة المتمردة دوما، والمحاصرة من كل حدب وصوب منذ اكثر من نصف قرن من الزمان و آت، وفي ظل خصاصة لا يعلم كنهها الا من يكابدونها ويؤثرون على انفسهم، نجد هذه البارقة في ظلمات عصر تسيّد وانحطاط الامبريالية وأذنابها وربيباتها، بالمعنى التاريخي.
مع انتهاء العام الدراسي 2011 ـ 2012 (في 18 تموز) يتخرج من الجامعات الكوبية اكثر من 11 ألف طبيب بشري منهم 5315 كوبيا و5694 شابا من 59 بلدا. وتعد هذه الدفعة هي الاكبر في تاريخ الامة الكوبية وتعبير بليغ عن التضامن الاممي الكوبي مع شعوب العالم، إذ ان المنح الجامعية مجانية .
وينتمي العدد الاكبر من الخريجين الى بوليفيا (2400 ونيّف)؛ نيكاراغوا (429)؛ البيرو (453)؛ الاكوادور (308)؛ غواتيمالا (170) وكولومبيا (175).
اما العدد الاجمالي للخريجين من العلوم الطبية في هذا العام الدراسي، فانه يصل الى 32 171 مهنيا في مجال الصحة (كوبيون ومن بلدان أخرى) يتوزعون على تخصصات الطب البشري، وطب الاسنان، وطب النفس، والتمريض، وتكنولوجيات الصحة التي تشمل لوحدها 21 تخصصا فرعيا.
كما يشارك اساتذة كوبيون في بناء وتكوين اكثر من 29 الف طالب في تخصصات الطب البشري والتمريض وتكنولوجيا الصحة في ثمانية بلدان وهي: فنزويلا، بوليفيا، أنغولا، تنزانيا،غينيا بيساو، غينيا الاستوائية،غامبيا وتيمور الشرقية.
ويزيد عدد الاساتذة الكوبيين المعنيين بهذه المهمات على 43 الف استاذ من ذوي الكفاءات العالية، الذين يحملون لواء القيم السامية مثل الانسانية والتضامن والادب المهني والاممية.
تجدر الاشارة الى ان ان كوبا قد خرجت منذ انتصار الثورة عام 1959، حوالي 109 الف طبيب!
مصدر البيانات: صحيفة غرانما الكوبية الصادرة يوم 11 تموز 2012.
http://www.granma.cubaweb.cu/2012/07/11/nacional/artic11.html