إحسان سالم
رام الله ـــ الأراضي المحتلة
المناضل والمفكر القومي الراحل ناجي علوش
سيفتقدُ المناضلون والمقاومون وكل ُ الذين لم تحرفهم غواية المال والمناصب والمنابر
الخاوية، سيفتقدون قامة ناجي العالية التي لم تتلوث تحت أي ظرف، بل وظلت دوماً
مُنتصبةً تصرخُ في وجه المتآمرين والسماسرة، وتُذكرهم بمعاناة شعبهم التي عاشها بكل
تفاصيلها.
كان شديد الإيمان بعروبة فلسطين وعروبة النضال الفلسطيني، وكان مؤمناً دوماً بأنّ
فلسطين لا تُستعاد بغير المقاومة الحقيقية…
وحينما لاحت للبعض ممن عاصروه وعاصرهم، ممن أعياهم الكفاح، وتعبوا من مواصلة
ما بدؤوا به وما وعدوا شعبهم به، حينما لاحت لهؤلاء خيالات دولة موعودة ولو على
الأوراق الكالحة، كان ناجي من أوائل من دعا شعبنا إلى أن يكون بعيداً عنهم مثلما ابتعدوا
هم عن الشهداء، وحينما وقّع هؤلاء على صكوك الاستسلام كان ناجي من أوائل المناضلين
الذين وقفوا بكل قوة في وجه هذه المؤامرة، وظل يُكرر دائماً مقولته بأن مراسم استقبالهم
بالوطن هي مراسم حداد وحزن بالنسبة لمن بقي قابضاً وثابتاً على موقفه وانتمائه لفلسطين.
لقد تمكن الكثير الكثير من أبناء شعبك أيُها الرفيق الراحل من سماع صوتك الذي ظل يُنير
الطريق، وتعلّق به من أراد مواصلة الكفاح ومن تعبّدت بدمائه جبال وسهول فلسطين فأنت
من عاش ورحل مع الوطن.
في هذه الأيام بالذات كم يفتقدك شعبك، وكم هو بحاجة إليك وإلى أمثالك في زمن الاشتباك
هذا، اشتباك مع الغاصب، واشتباك مع من وضع يده في يد الغاصب.
لقد غبتَ وأنت من تمنى أن يشيح القدر وجههُ عنه ولو قليلاً، حتى تعيش لحظة الانتصار
القومي المُدوي في دمشق العرب على حُثالة المجرمين والقتلة، على خونة العرب وصهاينة
النفط العربي، على مُرتزقة هذا الزمان وما أكثرهم الذين انحنوا لكي تمشي على ظهورهم
“التي لا تصرفها عن وجوههم” الفتنةُ الوهابية، ولكننا نعدُك بأن تكون حاضراً معنا غداة
الاحتفال الكبير فوق جبل قاسيون..
:::::
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.