إحسان سالم، رام الله ــ الأراضي المحتلة
ليلاً من الوفاء، وقليلاً من التواضع، وقليلاً من تزوير التاريخ، “ففرعون سورية” أيها القوم هو من أشهر سيوفكم ودافع عنكم واحتضنكم حينما غدرت سيوف العرب بكم، وما زالت الطعنات تتوالى حتى تعلنوا صراحة وبدون مواربة اعترافكم بالغاصب المُحتل .
هذا “الفرعون” الذي تقول لدنيا الوطن عنه هو من أعطاكم العزة والمنعة، وهو من سلحكم ومكنكم من الصمود لسنوات، وهو من منحكم الغطاء والقيمة حينما توالت عليكم الضربات .
هذا ” الفرعون” هو من فتح أرض سورية لكم وهو من عادى الدنيا من أجلكم، ولو أنه قبل أ ن يبيعكم مثلما بعتم، لكان اليوم هو القيادة الحكيمة ولما تعرض وتعرضت سورية لهذه المؤامرة المثلومة المنجوسة التي أصبحت حاضنتكم عنواناً لها .
منحكم كل شيء حينما كنتم في خندق المقاومة، ولم يأخذ أي شيء بل قدم كل شيء، كنتم سادة الزمان في وطن تتآمر عليه اليوم كل خطوط الفتنة السُنية الوهابية التي باعت الأوطان لعدو الأمة وغاصب خيراتها، وحينما لاحت لكم الفرصة انخرطم وبعتم وغرزتم خناجركم المجوسية في جسم علي …..
لعلك تذكر حينما كانت فرائص العرب ترتعد غداة احتلال العراق وتدفق جيوش الغرب، حينما أوفدت عاصمة الشر وزيرها باول، وكان أول مطلب له مُسامحة هذا “الفرعون” الذي تصفه عن كل شيء مقابل تخليه عنكم، ولو فعل ذلك كما أسلفت لأخذ صك البراءة ولعقدت له القيادة، ولأصبح في منأى من المؤامرات ولو إلى حين، ولكن السماء والأرض قد شهدت صرخته في وجه هذا المنتصر والواثق والمُتكبر فلم لا فجيوشه تقف على حدود هذا الفرعون الذي تصفه حينما قال له نحن شعب أبي مقاوم والأبي لا يطعن ولا يبيع، ولكنكم يا أسفاه بعتم وبأرخص الأثمان، بعتم القاعدة القومية الصلبة التي وفرت لكم شريان حياتكم، وها أنتم في حضن دوحه العمالة، وكل شيء له ثمن كما تعلم ….
أين كان هذا النظام “الفرعوني الديكتاتوري” حينما تخلى عنكم الجميع وتآمر عليكم الجميع؟؟ وأين كنتم حين كانت حناجر قياداتكم تكاد تتمزق من شدة المديح في دمشق واليرموك لهذا “الفرعوني الديكتاتوري” أنذاك ….
قليلاً من الوفاء أيها السادة … فما دمتم قد ذهبتم بعيداً في دفع أثمان احتضان عواصم العملاء لكم، وما دمتم تظنون أن اعتراف أمريكا بكم قد أصبح وشيكاً، فبإمكانكم مُصارحة شعبكم بأنكم قد تعبتم من النضال والاعتقال، وأنه آن الأوان لكي تحصدوا الجوائز” فجائزة نوبل جاهزة لكل مُتساقط وبائع” ولكن ليس على حساب سورية فلا تزينوا تراجعكم وتخليكم بمزايدات فارغة ….
لا تفرح كثيراً بالديمقراطية الزائفة الآتية من أمريكا فهي لن تسود بسورية، وستبقى سورية هي المستقبل والتاريخ الذي سيلفظ كل من خان سورية وقائد سورية لأن صمود سورية سوف يشكل كارثة لمن راهن ويراهن على سقوط آخر قلاع العرب حتى يتلظى بنار الاستسلام ويفرك يديه في وضوء الانحناء والعمالة، فما يُعتبر صحوة اليوم ما هو إلا انحدار وظلام سوف يُخيم على بلاد العرب لسنوات وسنوات، وحينها ستحتاج الجماهير المُغفلة والمخدوعة إلى صحوة حقيقية تقتلع كل ما هو آت من رحم السُنيّة الوهابية …..
:::::
الثالث من آب 2012
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.