سورية في ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث الأميركية، د. منذر سليمان

مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

واشنطن، 3 اغسطس 2012

المقدمة:

حسمت سورية موقعها في صدارة اهتمامات مراكز الابحاث لدوافع اميركية داخلية، لا سيما وان عددا من ركائز صنع القرار يلومون الادارة الاميركية لعدم تزعمها الجهود الدولية في الحرب على سورية؛ وبعضهم ثار فزعا لتغلغل تنظيم القاعدة والجهاديين السلفيين الى هناك لما يمتلكه مخزون الذاكرة من تحميل القاعدة اعمال قتل المدنيين والابرياء. لوحظ ايضا انحسار دعوات المطالبة بالتدخل العسكري الاميركي المباشر، بالتزامن مع بذل الادارة الاميركية جهودا عالية لحشد الرأي العام وراء سياستها الراهنة التي تنطوي على “انشاء ملاذات آمنة” على الحدود السورية المشتركة مع كل من تركيا والاردن، وزيارة وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا للاردن مؤخرا التي جددت الاهتمام بهذا الأمر.

الجدل السابق حول الخلاف الباكستاني الاميركي بشأن السماح للامدادات العسكرية المرور بالاراضي الباكستانية تحول الى قلق “تسليم باكستان للسعودية” مسؤولية تنظيم القاعدة الذي اعلن عن نواياه بانشاء امارة اسلامية في سورية، والبوح بمعلومات تفيد ان السعودية اطلقت سراح العديد من المحتجزين في سجونها شريطة توجههم للقتال في سورية.

تسليط الاضواء على الجالية الاسلامية في بلغاريا ووضعها تحت المراقبة كان احد مواضيع الاهتمام، على خلفية الاعتداء على ناقلة باص للسياح “الاسرائيليين” هناك. واستدركت مراكز الابحاث بالقول ان السلطات البلغارية لم تجزم بوجود علاقة من اي نوع للجالية الاسلامية بعملية الاعتداء.

اقدام الاسلاميين في مالي على هدم وتدمير رموز دينية وتاريخية اثار حنق مراكز الابحاث، التي اعادت الاضواء للعلاقة القائمة بين اولئك وبين طالبان “اللذين هما نتاج للفكر الوهابي .. برعاية سعودية.” كما لم تنج الدوائر الغربية من الانتقاد بهذا الشأن لعلاقاتها الوثيقة مع الاسرة الحاكمة في السعودية، اذ ان “الوهابية ترعرعت وانتشرت في بقاع الارض بفضل رغبة الغرب الجامحة .. للنفط الذي استولى المحاربون السعوديون على منابعه بقوة السلاح من القبائل والعشائر العربية الاخرى.”

ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

سورية:

         مؤسسة راند البحثية RAND Corporation لفتت الانظار مجددا الى العقبات التي تعترض قيام الولايات المتحدة بالتدخل العسكري المباشر في سورية، اذ “على الرغم من الضغوط (على الادارة) للقيام بذلك، فان بروز خيار عسكري ينطوي عليه تاثير ايجابي هام على مجرى الاحداث لم ينضج بعد. الخيارات الاخرى المرتكزة الى عمليات تقوم بها فرق صغيرة من وحدات القوات الخاصة قد تحول دون انتشار الاسلحة الكيميائية .. لكن نتائجها ستكون محدودة حين اضطرارها للتعامل مع الفوضى الناجمة التي من المرجح بزوغها” بعد رحيل النظام السوري.

         معهد هدسون Hudson Institute تناول ما اسماه القلق الاميركي لوضع المسيحيين في سورية، لا سيما “في ظل تواتر معلومات محلية تفيد بأن النظام يسعى الى الضغط على الزعامات المسيحية في المنطقة المحيطة بدمشق لحملها على حمل السلاح ضد المعارضة … (المعلومات المتوفرة) رصدت ايضا مخاوف اقدام عناصر المجموعات الارهابية الذين تسربوا الى الاراضي السورية بارتكاب اعمال عنف ضد المسيحيين كما جرى لاقرانهم في العراق على امتداد السنوات التسع السابقة.”

         معهد المشروع الاميركي American Enterprise Institute عرض مخرجا على الادارة الاميركية لتزعم الجهود الدولية بعد الاخفاقات التي واجهتها في مجلس الامن الدولي، منها “تسليح المتمردين باسلحة حديثة ومتطورة .. تقديم العون لفصائل المعارضة المتناحرة لانجاز خطة انتقالية .. دعم انشاء ملاذات آمنة .. ضمان مصير اسلحة الدمار الشامل السورية.”

         حذرت مؤسسة الدراسات السياسية Institute for Policy Studies مجددا من مغبة التدخل العسكري في سورية اذ ان “قرارات التدخل الفعلية لن تأخذ بالحسبان مصير المدنيين السوريين او المجتمع المدني او مصير الوطن السوري .. الحرب السورية الدائرة تندلع في منطقة لا تزال تغلي من تداعيات الحرب الاميركية في العراق والارث الطائفي الذي خلفته وراءها.”

         معهد واشنطن Washington Institute بدوره سلط الاضواء على الاكراد السوريين محذرا من استغلال الاوضاع على طرفي الحدود السورية لتحقيق مآربهم الانفصالية، ومزديا النصح لواشنطن “بضرورة توضيح الامور لزعامات المعارضة بانه يتعين عليها استقطاب الاقليات السورية .. وليس قيامها بمحاولة فرض رؤية معينة لمستقبل سورية .. كما ينبغي عليها تشجيع اكراد سورية والعراق لدعم اقطاب المعارضة السورية بكل السبل الممكنة .. وتقديم مساعدات اميركية اضافية لها كحافز حيوي” لانجاز ذلك.

         معهد كارنيغي Carnegie Endowment برر حالة الفوضى الناجمة عن التدخل العسكري الاميركي بانها وعلى الرغم من “وجود 200,000 جندي في العراق لم تستطع الولايات المتحدة ايقاف وتيرة العنف بعد سقوط” النظام العراقي ويتعين عليها “استمرار تركيز الانظار على العوامل التالية: حرمان المجموعات الخارجية من استثمار حالة الفراغ (السياسي)؛ منع وصول الاسلحة للمتطرفين؛ توفير المعونة الانسانية للمحتاجين؛ دعم الجهود لتوحيد قوى المعارضة.”

::::::::

يمكن مطالعة النص الكامل للتقرير في موقع المركز بالعربية والإنكليزية: www.thinktanksmonitor.com

المصدر: مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

مدير المركز: د. منذر سليمان

موقع المركز بالعربية والإنكليزية: www.thinktanksmonitor.com

العنوان الالكتروني: thinktankmonitor@gmail.com


[1]  أنظر Adel Samara, Development by Popular Protection vs Developmeny by State:Beyond Delikning. Palestine Research and Publishing Foundation, Glendale California, 2005

[2]  وما أشبه اليوم بالبارحة، فبقدر ما كانت الثورلاة المضادة كامنة/سائدة قبل الانتفاضة، كانت كذلك في الوطن العربي كامنة/سائدة للثورة/الحرك/ الاحتجاج الحالي، غُدرت الولى وغُدرت الثانية!

[3]  المنظمة استثمرتها في محاولة دولة (كتبت انا 1988 ان الانتفاضة لن تلد دولة في كتابي الحماية الشعبية،منشورات دار كنعان دمشق 1988 ) والاحتلال استثمرها بمدريد وأوسلو.

[4]  انظر نشرة كنعان النشرة الألكترونية، السنة الثانية عشر، العددان 2807 و 2808

 [5] تقول الأنكتاد:

The Palestinian economy does not have the ability to generate self-sustained growth: UNCTAD has calculated that since the second intifada, one third of the productive capacity of Palestinians has been lost.

 

[6]  كثيراً ما أكتب عن خطايا اليسار مما يستفز كثرة منهم. قالت لي ذات يوم صديقة قديمة: إن كثيراً من الشيوعيين يرون أنك أكثر شخص أضرَّ بالشيوعية. جميل، شيوعية كهذه يُشعرك نقدك لها بالكبرياء.

[7]  يعيد هذا إلى الذهن مشروع الولايات المتحدة منذ عام 1994 حول إشراك راس المال الخاس في السلطة في البلدان العربية والمسمى مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي يضم الكيان الصهيوني كذلك، وهو المشروع الذي كانت له مؤتمرات أخرى لاحقة وأدى إلى انفلات دول عربية من مقاطعة الكيان.

[8]  لا زال 4 كوبيين يقبعون في السجون الامريكية بينما خامسهم اكمل مدة سجنه الفعلي  ولكن القضاء الامريكي فرض عليه عقوبة اضافية بالسجن المنزلي لمدة 3 اعوام اخرى يمنع خلالها من مغادرة الاراضي الامريكية الا باذن من القاضي.