حلوى الناتو: هدايا لللبراليين والماركسيين المتغربنين العرب،

 بادية ربيع

عزيزتي/ي القراء، يبدو أننا لسنا مطالبين فقط بمعرفة وضعنا بل كذلك وبنفس الدرجة بمعرفة الاخرين جيداً بين ايديكن/م  جزء ضئيل من مقالة تزيد عن 32 صفحة كتبها الاقتصادي الماركسي  بوريس كاجرالتسكي ، من روسيا، عن “الربيع العربي”.[1]

ومتحمسة لثوار الناتو في ليبيا وتقارنهم بالبلاشفة! وفي  خضم حماسته هذه لم يتنبه هذا “الماركسي” إلى انه يقارن عدد الضربات الناتوية بين العراق ويوغسلافيا وليبيا وكأنه يقارن كفاءات متبارين بكرة القدم! والصحيح ان الماركسية كذلك طوائف كما هي قوى الدين السياسي.

لنقتطف الرجل مما اقتطفه هو نفسه:

“كتب ماكس بوت في وول ستريت جيرنال في تموز 2011  انه في 78 يوماً من العمليات العسكرية في كوسوفو استخدمت القوات الغربية 1100 طائرة، قامت ب 38,004 غارة . في ليبيا، ورغم اقترابها من مسرح العمل للقواعد الجوية الغربية، شاركت فقط 250 طائرة ، ونفذت 11,107 مهمة قتالية.

Writing in the Wall Street Journal in July 2011 Max Boot calculated that over 78 days of military operations in Kosovo the Western air forces, using 1100 aircraft, had flown 38,004 sorties. In Libya, despite the closeness of the theatre of action to major Western air bases, only 250 aircraft were sent into action, carrying out 11,107 combat missions.  ) See The Wall Street Journal, 19 July 2011)

وهنا يتحدث بوريس نفسه فيقول: لعل الأكثر مفاجئة هو مناظرة العمليات التي قام بها  الأميركيون وحلفائهم ضد العراق. فعملية عاصفة الصحراء التي ارعبت العقيد القذافي  1991، استمرت 43 يوما واشتملت على 109,876 غارة قتالية وبمعدل يقارب 2500 يومياً. وفي فترة السلام بين الحربين  العراقيتين  قام الأميركيون ب 41,850 طلعة جوية حربية على البلدن وخلال الحرب العراقية الثانية استخدمت 565 طائرة لمواصلة تحقيق أهداف  الولايات المتحدة هناك.

 Even more striking was the contrast with the military operations which the Americans and their allies had earlier conducted against Iraq. Operation Desert Storm, which in 1991 had so frightened Colonel Gaddafi, lasted 43 days in all and was accompanied by 109,876 combat sorties, an average of more than two and a half thousand per day. In the period of “peace” between the two Iraq wars the Americans carried out a total of 41,850 military flights over that country, and during the second Iraq war an average of 565 aircraft were being used to pursue US aims there.

بهذه البساطة يقوم ماركسي واقتصادي معروف فالتعامل مع تدمير بلدان باكملها، وبهذه الأعصاب المحايدة وكأنه يقارن ارقاماً حسابية تتحدث عن إنتاج الخضار بين مزرعة وأخرى! لم يصف ايا من هذه الغارات  بأنها عدوانية ، فه يسميها الحرب او الحربين العراقيتين وكان العراق هو الذي شن تلك الحروب حيث افرغها من كونها حروب الغرب الراسمالي والتابعين العرب ضد العراق! بل تبدو من كتابته بانها عدوانات مبررة او كما لوكانت هدايا من الغرب  الراسمالي إلى اللبراليين العرب بل إلى أنظمة  النفط.

في مقالته الطويلة جدا، لم يتحدث هذا “الماركسي” قطعاً عن اغتصاب النساء لا في ليبيا ولا في العراق، بل اعتنى بمقتطفات من صحافيين يبررون استدعاء الناتو لضرب ليبيا! وعلى العكس من تشودفيسكي وبيبي إسكوبار فإن بوريس وصف فترة القذافي بأنها لم تطور في ليبيا شيئاً!

لعل درس المرحلة إلى أن تنجلي يتضح في أن رفضنا للفردية والديكتاتورية وتاييد بل والمشاركة في تغييرهما يجب ان لا يضعنا اسرى نموذجين من الاستعمار العنصري:

  • تاييد بل واستدعاء الاستعمار الغربي وغيره ليحقق التغيير نيابة عنا، فأي محسن كريم هو!!
  • والنموذج الثاني وهو موجود إلى جانب الاستعمار دوماً، وهو التبعية لليسار الغربي تبعية عمياء، ناهيك عن التبعية للخطاب المركزاني الغربي عامة.

لا شك أن هذا الكاتب يتأسى على عدم تمكُّن الناتو من تدمير سوريا1