شعر وموقف: مرثاة إلى المتنبي المعاصر…

شعر وموقف: مرثاة إلى المتنبي المعاصر… الى المعلم الصابر ناجي علوش، بيسان ابو خالد.

حينما بدأوا الهرطقات
كان ناجي يواصل رحلته فارسا
يترصد منعطفات الطرق
ويكشف منحنيات الضلال
وكنا ظلالاً نواكب قامته ونصل
ومن بعد كان يراجع فينا اتجاهاتنا في الخرئط
****
رحل الذي كانت اصابعه على زند البلاد
قال اجعلي وهج الرصاص ينير دربك
كلما سقط الشهيد
وقال لي صبر المعلم في اتون حصاره *١
صبر المعلم في التأني والخطى…..

صبر المعلم في الحصار
مذ فتشوه على الحدود*٢
وبعثروا كتبا على ارض القيامة في ظهيرة نعشه
إنا سنمشي في جنازته المريرة
كيما نواري في الثرى جسد المحارب
ثم نمشي نحو حلمك في المدى
ولسوف نذكر في الحضارات الاخيرة
كيف كنت تفتش التاريخ عن لغة دفينة
كيف تقرا رُقم من ماتوا
بلا صوت ليحملهم الى الكتب الجديدة*٣
ولسوف نذكر كل كافور هجوت
وكيف شردك البلاط عن الحقيقة في بدايات البنادق
كيف صرت بلا بلاد
طاردوك فصرت ضيفا في الاساطير العريقة..
ولسوف نذكر موت ليلاك الجميلة4*
ولسوف يخمر في النبيذ الان نخبك
قد نعود الى البلاد
ولا شآم تستطيع الان دحرجة الصخور على الوهاد
مذ مات ناجي بغتة سيزيف مات
ولسوف نذكر غاية
في اخر العبث الضرير
فلا تؤاخذنا
اذا كنا على عجل المهاجر
قد تناقلنا اللهاث
ولا تبالي بانحراف الامس
عن جدوى السراط
فانت بوصلة الجهات
::::
١. اشارة الى اخر رسالة تلقيتها من الاستاذ الكبير ناجي علوش الذي تاثر بلقب المعلم الصابر على مجموعتي الشعرية المهداة له.
٢. اشارة الى التفتيش الذي تعرض له على الحدود السورية الاردنية ظهيرة يوم انتهى به الى ازمة صحية لاكثر من عقد.
٣. لقد كان الاستاذ ناجي ضليعا في قراءة عدة لغات ميتة.
٤. اشارة الى الموت المبكر والفاجع لزوجتة الغالية سميرة عسل.