■ “ربيع عربي سوري؟…أم ربيع غربي أمريكي ؟”

ليث مسعود.

“ربيع عربي سوري؟…أم ربيع غربي أمريكي ؟” ليث مسعود تحت إشراف: الدكتور مفيد قسّوم المقدمة : عند الحديث عن “الثورة السورية”، نتحدث عن مسرحية الربيع العربي، ربيع تم تقييده وتحديد مساره على مقاسات الدول الليبرالية عامة، وحسب ما هو ظاهر حتى الآن تتولى قيادته أمريكا ودول أوروبا على حسب مصالحها.. رأس المال “جبان يبحث عن المال والأمان”. سنحصر في هذا البحث موضوع سوريا، وأنوه هنا الى أنني ضد كل نظام دكتاتوري مستبد، ومع كل ثورة (حرة أهدافها الحرية والديموقراطية الصحيحة ) لا الثورات التي تتحول إلى ثورة تمهد دخول الإستعمار والدمار إلى بلادها، إن دكتاتور أفضل من إستعمار ودمار. “الثورة السورية” والتدخل الخارجي “الخطة المبيته”: في الحديث عن الخطة المبيته نتحدث عن خطة للعالم العربي بأسره وضعت من قبل منظمة الصهيونية العالمية عام 1982م، وأكتفي باقتباس ما يتعلق بسوريا : “ينبغي أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة على أساس عرقي أو ديني أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد.والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين. فالبناء العرقي لسوريا يجعلها عرضة للتفكك، مما يؤدي إلى قيام دولة شيعية على طول الساحل، ودولة سُنِّية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، بالإضافة إلى كيان درزي قد ينشأ في الجولان الخاضعة لنا، وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة، ولن يكون ذلك على أي حال إلا إذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالي الأردن. ويمكن لمثل هذه الدولة، على المدى البعيد، أن تكون ضمانةً للسلام والأمن في المنطقة. وتحقيق هذا الهدف في متناول يدنا.”(1) من المخطط السابق يتبين لنا أن خيار انتقال سلمي غير مطروح، والإثبات الأكبر هو أن روسيا صرَّحت : ” لن نعارض تنحي الأسد عن الحكم ولكن بشرط أن تكون عملية انتقاليه كما حدث في اليمن دون ضغوط خارجية على المعارضة أو النظام ودون وضع شروط مسبقة للحوار”(2)…لكن لم يتلقى أدنى اهتمام وتم لفه بغطاء أن روسيا تبعث بالسلاح لسوريا وأنها تعزز النزعات في سوريا وتدفعها إلى حرب أهلية. كما ننتقل إلى ما ورد على لسان دبلوماسي غربي رفض التصريح بإسمه “إن الرئيس الأميركي باراك اوباما طلب من الإستخبارات المركزية الأميركية العمل على إنهاء نظام الأسد قبل نهاية العام الجاري”.(3) أي قبل انتهاء فترة حكمه. وأخيرا وليس آخرا في السادس من حزيران من العام الحالي، وفي اجتماع على مستوى رفيع من النخب الغربية والعربية في مدينة اسطنبول التركية، حيث كان يضم الإجتماع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ووزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو، ووزراء خارجية آخرون ومبعوثون على مستوى عالٍ من 15 دولة إضافة الى الإتحاد الأوروبي ،حيث كانت كلينتون تحدد الأسس والمعايير التي يجب أن يتم من خلالها نقل السلطة مع تأملها بأن روسيا قد تساند في مثل هذه الخطوة رغم تأييدها لنظام الاسد. والجدير بالذكر هنا وحسب صحف عبرية، نشرت مقالا عن المشاكل التي تواجه الثورة وداعميها من الغرب، وهي أن الثوار غير موحدين فهم مفترقون من الناحية الطائفية أو الدينية أو من ناحية التبعية القبلية، لذلك تعمل أميركا وتوجه الإعلام إلى عدم ذكر فصائل أو فروع بل التحدث بإسم “الجيش السوري الحر”. ” من هنا فان المفتاح لـ ‘محطم التعادل’ الممكن يكمن في قرار الغرب التدخل في صالح المعارضة بشكل عام في ظل اختيار واعٍ للمعسكر الصحيح. غياب التدخل الذي يجد تعبيره في إعتراف سياسي، في مساعدة للجيش الحر أو في ضمان رواق إنساني، سيساعد الأسد على استغلال الإنقسام لغرض تأكيد الإدعاء بأن الأحداث في سوريا تحركها أساسا محافل الإرهاب وليس المعارضة الشرعية”(4). وفي تأكيد لما سبق ولأهمية توحيد صفوف المعارضة بالنسبة للغرب نعود لما ورد في إجتماع السادس من حزيران : “وفي بيان مكتوب قالت تركيا -الدولة المضيفة للإجتماع- إن الأعضاء وافقوا على تشكيل “مجموعة تنسيق” لتقديم الدعم للمعارضة السورية. ووافقت كل دولة على إرسال مبعوث الى اسطنبول في 15 و16 يونيو حزيران لحضور الإجتماع التنسيقي لجميع جماعات المعارضة السورية”(5). أكتفي هنا بالحديث عن خطة مبيته وخطه حاضرة وتدخل خارجي فاضح في سوريا. سلسلة مجازر لتذكرة الإستعمار : بالعودة الى حروب أمريكا بدواعي الإنسانية، نجد أنها تدخلت بعدة مجازر كبيره ضد المدنيين وأكتفي بمثال ما حصل عام 1962 في مايسمى “The North wood operation “، التي كانت ضد كوبا، حيث استخدمت أمريكا سلسلة من التفجيرات والمجازر لحشد الرأي العام ضد كوبا ولأخذ تصريح وتأييد عالمي بالتدخل العسكري ضد كوبا التي كان يحكمها “فيديل كاسترو”(6). والسيناريو ذاته يتكرر الآن في سوريا وأخص بالذكر أكبر مجزرة وأكثرها وحشية حيث لقيت استياء دوليا وعالميا واتهم النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة ضد شعبه وانتشرت الصور والأخبار بسرعة هائلة على جميع مواقع الإنترنت، وعلى شاشات التلفزة. لكن لن نقف عند الإعلام الموجه بل لنعد الى الأبحاث والتحقيقات والتفكير المنطقي بما يحدث…حيث سأستعين بعدة أبحاث لأشخاص مستقلين (7). سؤال يطرح قبل البدء بأية شهادات أو تحقيقات…خرجت الأمم المتحدة وحقوق الإنسان تندد بما حصل بمجزرة الحولة واتهمت مباشرة الحكومة السورية والنظام بارتكاب هذه المجازر، وبالعودة الى وضع عقلاني لا يجوز إتهام أحد دون أن تثبت إدانته ! فلم تنتظر منظمة حقوق الإنسان أو الأمم المتحدة ظهور نتائج التحقيق الذي يفترض أن يحقق بالمجزرة ويأتي بالأدلة للإدانة. مجزرة الحولة من منفذ هذه المجزرة ؟ ومن هو المسؤول عن وقوعها ؟ تنفيذ المجزرة جاء على يد ما يطلق عليه إسم “الجيش السوري الحر” أو الـ FSA”” الذي يتكون من مرتزقة تم تدريبها على يد تركيا، والسعودية، وقطر. يتم توجيهها عن طريق قوات جيش خاصة (كوماندوز) لبعض الدول الغربية “أوروبية، أمريكية”…أما مجزرة الحولة وحسب تقرير صحفي روسي تابع المجزرة وأحداثها بأن التمويل جاء مباشرة من “سعد الحريري” الذي يقود “تيار المستقبل “، ويعتبر سعد الحريري على حد تعبير الصحفي أكبر منسق لحركات ومليشيات الإرهاب عالميا. كيف وصل الجيش السوري الحر إلى القرية ؟ وماهو تعدادهم ؟ “بدأ الهجوم على القرية من المنطقة الشمالية الشرقية حيث كان عدد المرتزقة وقطاع الطرق يصل إلى 700شخص. منهم 250 شخص من لواء الفاروق بقيادة “عبد الرزاق تلاس إنطلقوا من “مدينة الرستن” والتي أصبحت مهجورة من معظم سكانها منذ فترة. وأما بقية المرتزقه فانطلقوا من “قرية عقربة” بقيادة الإرهابي “يحيى اليوسف” ،ومن قرية “فلحا” برفقة عصابات محلية ،ومن الحولة ذاتها”. أما الطريق التي سلكتها هذه العصابات تقع بين الحولة والرستن والتي تمر بمناطق بدوية خارجة عن سيطرة أو رقابة جيش النظام السوري، مما فاجأ السلطات السورية. إن ضحايا هذه المجزرة هم من العائلات الموالية للنظام السوري وليست من العائلات المعارضة للنظام، كما أنهم قتلو بالطعن أو الذبح أو بالرصاص المباشر وعن قرب في الرأس….ثم استدعيت قوات الـ UN والتي تقتضي مهمتها بالرقابة على الأوضاع في سوريا حيث قدمت إليهم جثث الضحايا على أنهم ضحايا للقصف المستمر من قبل النظام السوري، لكن أجساد الضحايا تثبت عكس ذلك تماما!. الـUN تصر على موقف الإرهابيين بأن هؤلاء الضحايا قضوا إثر قصف النظام للمنطقة ويؤكدون سماعهم القصف المدفعي ليلا!، لكن من الناحية المنطقية إن الـ UN يقيمون في فندق السفير في مدينة حمص والقصف المدفعي المزعوم كان مسلطا على الحولة…والمسافة بينهما 50 كيلومتر!. أي مدفعية هذه التي تسمع عن بعد 50كم !؟. أكتفي بشهادة واحدة لجندي سوري جرح في اليوم التالي للهجوم على الحولة : “في اليوم التالي جاء إلينا مراقبوا الـUN على نقطة التفتيش، وما إن وصل المراقبون ، حتى انهال علينا الرصاص من مسلحين، جرح منا ثلاثة، وبينما كنت ملقى على الأرض بسبب جراحي كانت إمرأة تصرخ مستنجدة قوات المراقبة إنقاذهم من المليشيات لكنهم تجاهلوا مناشداتها، ورغم رؤيتهم لنا جرحى اكتفوا فقط بالنظر إلينا دون مد يد العون….لم تعد البلدة آهلة بالسكان بعد الآن، فقط مرتزقة “. في النهاية أعتقد أن المسؤول الأول والأخير هي الدول التي مولت هذه المليشيات والتي تعرفنا إليها حتى الآن : المملكة السعودية، فرنسا، المملكة المتحدة “بريطانيا”، قطر، أمريكا، تركيا، إسرائيل. التضليل والتدخل الإعلامي : “عندما يخضع التلفزيون لقوانين السوق، فهل ننتظر إلاّ السفاهة والتفاهة والسطحية ؟ وعند التعرض للقضايا المهمة، هل ننتظر إلاّ التزييف والتزوير والإنتهازية ؟ “(8). هنالك أنواع للحروب وأهمها الحرب الإعلامية وهو مانواجهه حالياً، نحن أي الشعوب بأسرها الإعلام الغربي أو العربي، كلاهما يسير وفق الطريق الموضوعة له وذلك حفاظاً على مصالحه، فكلها شركات إعلام تخضع لقانون السوق أي تبحث عن ربحها لا عن مصلحة الشعوب، شأنها شأن الدول الإستعمارية، مستعدة للقتل والذبح مقابل ان تفتح الأسواق طلبا للمزيد من الأرباح. تعمل شبكات الإعلام على الترويج لما يقوم به الغرب، وماتقوم به أمريكا من إستعمار وقتل بطريقة تجميلية إلى درجة أنها تصور المستعمر بالبطل المحرر!، فتبث لنا بصور أطفال يموتون ونساء تصرخ… لتستثير مشاعر وعواطف المشاهد، لدرجة أن المشاهد قد يتقبل صورة دبابة أميريكية تدخل بلداً عربية لتحتلها تحت إسم التحرير والإنسانية!، وهذا فعلياً ما حدث في العراق…ويستمر المسلسل ذاته في ليبيا وسوريا. منذ متى كان الإعلام يعتمد على أي إتصال من أي شخص مجهول في توثيق معلوماته ؟ ويوضع الخبر على أنه حسب شهود…وحديثا أصبح إعتماد شهود عيان مراسلين للقناة، مجرد شخص يدعي أنه شهد على حدث يصبح مراسلا معتمداً ويؤخذ بكلامه ؟!. تصلنا الأخبار بأن النظام يمنع الصحافة وحرية الصحافة…إلاّ أن تقرير مجزرة الحولة كان من عدة أطراف من الصحفيين ! غير أن هنالك عدة صحفيين تعرضوا لمحاولات قتل من قبل قوات الجيش السوري الحر…وأكتفي بالصحفي البريطاني ” ” Alex Thomson الذي صرَّح بأنه تعرض لمحاولة القتل هو وفريق تصوير القناة الرابعة “” Channel 4 News من قبل مجموعة متمردين في الثامن من الشهر الجاري ونشر مقالة تحت عنوان “Set up to be shot in Syria’s no man’s land? “. لطالما حاولت أمريكا إقناع روسيا بالعدول عن إستخدام الفيتو ضدها في مجلس الأمن، لكن روسيا لاتزال محافظة على موقفها أن لا تدخل عسكري في سوريا، وعلى إثر ذلك بدأت أمريكا تضرب روسيا بتصريحاتها أمام الإعلام وأمام الجمهور، بأن روسيا هي من يدعم ويعزز الحرب الأهلية في سوريا ويظهر ذلك جليا في التصريحات التالية : “كلينتون : “يقول الروس لنا دائما إنهم يريدون فعل كل ما بوسعهم لتجنب نشوب حرب أهلية لأنهم يعتقدون أن العنف سيكون كارثيا.. إنهم يشبهونه، دائما بما يكافئ حربا أهلية لبنانية كبيرة للغاية وهم يزعمون أنهم يوفرون تأثيراً داعماً للإستقرار. أعتقد أنهم في الحقيقة يدعمون النظام في وقت ينبغي أن نعمل فيه بشأن عملية إنتقال سياسي” حسب وكالة الصحافة الفرنسية”. (9) “رويترز – سفيرة الولايات المتحده في الأمم المتحده: تصرح سوزان رايس بأن الشحنة المزعومة التي وصلت الى سوريا حديثا من روسيا تستحق الإدانه، وهي ليست إنتهاك للقانون الدولي من ناحية فنية كما أنها مبعث قلق بالغ.” الأول من حزيران، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تنتظر قدوم الرئيس الروسي بعد توليه مهام منصبه، وتجدر الإشارة هنا إلى ما صرح به بيتر فرانك، خبير الشؤون الروسية لدى منظمة الفعو الدولية : ” وقال فرانك: “نتائج الإثني عشر عاماً التي تحمل فيها الرئيس الروسي المسؤولية في مناصب مختلفة، مثيرة للقلق (فيما يتعلق بحقوق الإنسان).”(10) بعد هذا التصريح بأيام نجد أن قنوات التلفزة قامت بنشر أخبار المعارضة الروسية ضد بوتين حيث اتهمته بإنتهاك حقوق الإنسان وإعتقال من يخططون للمظاهرات التي ستتم خلال يومين وسيشارك فيها ما لا يقل عن 10 آلاف متظاهر. أهداف وأطماع الغرب في سوريا: بعد ما سبق يفترض أن موضوع التدخل لأجل الإنسانية قد مسح من تفكيرنا واستبدل بالمصالح والأهداف التي تسعى هذه الدول لتحقيقها، سنبدأ بسرد أهمية سوريا للدول المدافعة عنها وأهميتها بالنسبة للدول الغربية التي تقف ضدها. بالنسبة للدول المدافعة: -عند الحديث عن سوريا فنحن نتحدث عن حلقة الوصل بين لبنان “حزب الله” وبين ايران حيث تعمل إيران على مد حزب الله بالسلاح من خلال سوريا، كما وتعمل على تدريب المقاومة على يد الحرس الثوري في سوريا…كما يسميها الغرب “الأفعى، وتتمثل بالرأس ايران والجسد سوريا، والطرف الاخير اي الذيل حزب الله”. – “سوريا الطريق الى البحار الدافئة “. ذلك ما يعبر عن روسيا، حيث أن روسيا ليس لديها أي مدخل في المنطقة العربية “الشرق الأوسط” سوى من خلال سوريا ومن ثم قاعدتها البحرية في “ميناء طرطوس ” ولا ننسى التجارة المتبادلة في مابين الدولتين خاصة تجارة السلاح. -سوريا مدخل الصين أيضا الى الوطن العربي و”الشرق الأوسط”. -سوريا تعتبر أحد أهم حلفاء إيران وزوال النظام السوري “بتدميره يهدد وجود إيران ” والتي هي حليف كبير في الشرق الأوسط بالنسبة للصين. -وأخيراً لا ننسى صراع الهيمنة على العالم، سقوط “افعلى المقاومة” يضرب الصين التي تهز عرش الهيمنة الامريكية على العالم. بالنسبة للدول الغربية : -إن سوريا ،إيران، لبنان”حزب الله “. عبارة عن دول مقاومة وممانعة لتمدد سيطرة الإمبرطورية الأمريكية وهيمنة الرأسمالية. -في حال ضرب سوريا، حزب الله، سيعود الإستقرار لإسرائيل، وينتهي مسلسل رعبها المستمر. -على صعيد إيران، إن إمتلاك دولة من العالم الثالث العلم النووي ونهوضها إقتصاديا وتكنولوجيا يشكل تهديدا لأمريكا في الشرق الأوسط ككل وفي الخليج تحديداً، كما أنها تهدد بنزع رهبة إسرائيل على الشرق الأوسط أو بوضوح أكثر ستتمكن من الوقوف بوجه “شرطي الشرق الأوسط”. -إيران تعتبر بعد الإستيلاء على ليبيا، آخر بئر نفط في المنطقة لا تفرض أمريكا سيطرتها عليه، وهذا يشكل إضعاف للهيمنة الأمريكية على العالم. تحليل النقاط السابقة: تعتبر إيران وسوريا ولبنان متمثلا بحزب الله الدول التي تقف أمام الزحف الرأسمالي الى المنطقة لتصل الى أهم حلفائها “إسرائيل” التي باتت محوراً مهما لجميع الدول الرأسمالية فأمريكا قائدة الرأسمالية العالمية ترفض أي مقاومة لمشاريعها أو لتمدد رأسماليتها “مشروع العولمة”. إذن بالنظر عن كثب وتحليل ما يجري سوريا حلقة الوصل بين دول عديدة تتمثل بشبكة مصالح متقاطعة، حاولت أمريكا ضرب هذه الشبكة من خلال مهاجمة حزب الله عام 2006 بإستخدامها الذراع الأيمن لها في المنطقة “إسرائيل” لكنها فشلتن ومن ثم حاولت إثارة الفتنة داخل لبنان سواء فتنة طائفية أو بمحاولة لإتهام حزب الله بأنه من إغتيال رئيس الوزراء الأسبق “رفيق الحريري”. اليوم تحاول أمريكا أن تضرب نقطة رئيسية في هذه الشبكة باعتبارها ضربة تستحق المجازفة، فاستغلت موضوع الثورات العربية ودربت مليشيات على يد بعض حلفائها واستغلت التركيبة الطائفية لسوريا فأشعلت نار الفتنة، وأدخلت مليشياتها لتضرب النظام وجيشه ثم تعمل على جلب تذكرة لقصف سوريا جويا والتدخل فيها عسكريا من خلال سلسة المجازر المتتالية ولا تزال تحاول أن تصعد الى الدرجة الثانية وهي التدخل العسكري لكن جدار التعاون الروسي الصيني يقف أمام تقدمها. في ضرب سوريا عسكريا أي تدمير الجيش السوري وإزالة النظام ووضع نخبة من نخب أمريكا وتابعيها يعتبر ضربة كبيرة لشبكة المصالح حيث أن حزب الله سيدخل في حرب مع إسرائيل أو أمريكا بشكل أكثر صراحة، وهذه المرة دون أن يجد الدعم الإيراني السوري، وإيران ستفقد أحد أهم حلفائها في الوطن العربي والشرق الأوسط بشكل عامن مما يضعف ثباتها الإقتصادي وزيادة الحصار عليهان وبمحاولة زيادة الضغط على إيران وأخذ تذكرة لضربها عسكريا بحجة برنامجها النووي، ومحاولتها إمتلاك هذا العلم، لكن الهدف الأكبر هو “دولة الصين ” التي تعتبر أكبر مستورد للنفط الإيراني حيث أن الصين تحصل على النفط الإيراني بسعر جيد وليس السعر فقط هو مايدفع الصين للتعامل مع إيران وترك الخليج العربي أو أمريكا، بل السبب الرئيس في هذا هو رفضها لسياسة الهيمنة الأمريكية على العالم ورفضها الإنسياق تحت القوانين والأوامر الغربية. أي بمعنى آخر هي محاولة لضرب صعود الصين الإقتصادي الذي أصبح من الممكن أن يتفوق على إقتصاد أمريكا خلال سنوات في ظل التراجع المستمر للإقتصاد الأمريكي، وزيادة معدل البطالة فيها، فإذا سيطرت أمريكا على النفط الإيراني ستتحكم بأسعار النفط ومن المرجح أن ترفعها لتضرب التقدم الإقتصادي للصين. وهذا ليس إلاّ إعادة لسيناريو ماحدث في حرب مصر مع إسرائيل “حرب أكتوبر 1973” حيث كانت مخططة ومتفق عليها وتم فع سعر برميل النفط من 1 دولار الى 11دولار تحت غطاء المقاطعة العربية للغرب بسبب الحرب على مصر علماً أن أمريكا كانت المدبر وكانت تملك مخزون 9 سنوات من النفط! وهذا الإرتفاع كان ضربة للعملاقين الإقتصاديين الياباني والألماني الذان كانا يهددان أمريكا إقتصاديا. لا أعتقد بأن الصين ستتخلى عن سوريا أو عن إيران، كما أن الصين بدأت تثبت أقدام روسيا مقابل الضغوط الدولية التي تفرض عليها، روسيا حليف كبير للصين من ناحية الترسانة العسكرية ومن ناحية النفوذ في مجلس الأمن “الفيتو”. “أعلنت منظمة شنغهاي أن “أي محاولة لتسوية المسألة الإيرانية بالقوة لن تكون مقبولة وستؤدي الى عواقب لا يمكن توقعها ستهدد الإستقرار والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره”. وتضم منظمة شنغهاي للتعاون الصين وروسيا وأربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان فيما تشارك إيران بصفة مراقب مع أربع دول أخرى بينها أفغانستان المنضمة حديثا الى المنظمة، وقد حضر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخراً الى بكين. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أي “عقوبات جديدة” تفرض على إيران ستأتي “بنتائج عكسية تماما”.”(11) مـاذا نفــعـل؟ لا أجد لليأس مكاناً نحن كشعوب عربية عامة وكفلسطينيين خاصة نقبع تحت إحتلال أو إستعمار وضغط خارجي وضغط داخلي لا نستطيع أن نغير في مايحدث من مؤامرات على مستوى عالٍ ؟ بل نستطيع ! -علينا أولاً معرفة أي وسائل إعلام نتابع، وكيف نحلل مايحدث حولنا لو كان إعلامنا مضلل ومزيف فعلينا نحن كشف الحقيقة المستترة. -كما علينا نشر الثقافة العامة الإبتعاد عن شاشات التلفزة ومصادر الإنترنت غير الموثوقة واتباع قراءة الكتب بشكل أكبر، فعند قراءتك لكتاب صدر في الثمانينيات فإنه يثري معرفتك بأحداث تلك الفترة وكأنك عاصرتها..وكما لاحظنا إن أغلب الأحداث الدائرة جذورها في الماضي، أو حدث مايشبهها تماماً!. -العمل على إنشاء مراكز بحث علمي و بحث فكري سياسي يتجمع فيها المفكرون والمثقفون العرب لبحث الأوضاع الراهنه ومستقبل البلاد والى أي خطوة سنسير وكيف سنتقدم وماهي سياسات التنمية التي يجب وضعها…إلخ. -إعادة تفعيل المقاطعة العربية التي بدأت عام 1948م-وإنتهت 1990 لكن هذه المره مقاطعة ضد الشركات الأمريكية، أتحدث عن مقاطعة شعبية ليست بالضرورة من الحكومات العميلة لأمريكا والغرب…مقاطعة تشمل المطاعم الضخمة التي تأتي بعوائد هائلة لأمريكا مقاطعة لمنتجاتهم عامة بأي شكل كانت….والبدائل متوفرة سواء منتجات دول أخرى أم متجات محلية والعمل على تقوية الإنتاج المحلي. -كما لاننسى بأنه يتوجب علينا معرفة العدو الصحيح…أنترك مصدر الفتنة والذي وضع كوظيفة أساسية للحفاظ على الفتنة والقتل والفرقة العربية ونهاجم الدول الإسلامية التي تحتوي نسبة من “الشيعة “..على أنهم كفرة من ناحية أهل السنة…وهم كذلك يرون أهل السنة كفرة…إذن ما الحل الذي نبحث عنه ؟ نبقى في إقتتال وتتربع إسرائيل على العرش في الشرق الأوسط…كفانا جهلاً!. قائمة المراجع: (1) مجلة كيفونيم ،العدد14،فبراير 1982. كتاب حفارو القبور-روجيه جارودي. (2) موقع صحيفة القدس التاسع من حزيران 2012-روسيا تؤكد انها ستقف ضد استخدام القوة ضد النظام السوري ولن تعارض رحيل الاسد اذا قرر السوريون ذلك. (3) موقع صحيفة القدس الاول من حزيران 2012- مصدر ديبلوماسي غربي: اوباما امر “سي آي اي” بالعمل للاطاحة بالاسد قبل نهاية 2012. (4) موقع صحيفة القدس العربي السابع من حزيران 2012- المعارضة السورية مع اقتراب ساعة الحسم-نقلا عن صحف عبرية. (5) موقع صحيفة القدس العربي السابع من حزيران 2012 – كلينتون تحدد معالم مسار لسوريا بعد مرحلة الأسد. (6) From Global Research website: May 30، 2012 – SYRIA: Killing Innocent Civilians as part of a US Covert Op. Mobilizing Public Support for a R2P War against Syria- by Prof. Michel Chossudovsky (7) Global Research- June 1، 2012 –THE HOULA MASSACRE: Opposition Terrorists “Killed Families Loyal to the Government”-Detailed Investigation-by Marat Musin. June 11، 2012- “Humanitarian War Criminals” in High Office: Was the Houla Massacre Ordered by the Western Military Alliance?- by Prof. Michel Chossudovsky. (8) كتاب حفارو القبور –روجيه جارودي (9) موقع صحيفة القدس الاول من حزيران2012 – الجدل السياسي يتصاعد في الغرب حول الخيارات الممكنة في سوريا وواشنطن ترى أن التحرك ممكن خارج دائرة مجلس الأمن. (10) موقع جريدة القدس – الاول من حزيران 2012- العفو الدولية تطالب بوقف توريد السلاح الروسي إلى سورية. (11) موقع صحيفة القدس العربي –السابع من حزيران 2012 – منظمة شنغهاي للتعاون تعارض تدخلا في سوريا واستخدام القوة في إيران.