في رحيل المناضل ناجي علّوش: كلمة الرفيق إحسان سالم “أبو عرب” في حفل تأبين الراحل ناجي علوش
ناجي علوش الرجل والقضية، كان رجلاً في قضية وقضية وشعباً في رجل.
في هذه الأيام الحالكة كم سيفتقد المناضلون والمقاومون العرب في كل مكان قامة ناجي علوش العالية التي لم تتلوث تحت أي ظرف، بل وظلت تصرخ في وجه كل المتآمرين والسماسرة وتذكرهم بمعاناة شعبهم التي عاشها بكل تفاصيلها، كم سيفتقدوا هذه الهامة المحفورة في كل أزمنة الاشتباك القومي العربي مع القوى المعادية التي ما انفكت يوماً عن التآمر على قضايا أمتنا وما زالت، لا سيما ونحنُ في غمرة صراع دام لا تلوح له نهاية مع هذه القوى ومع الاحتلال والاستيطان وقوى التسلُط والهزيمة…
في هذه الأيام الحالكة ونحنُ نجترح الهزيمة، هزيمة الداخل مع أُنفسنا ومع من حاول ويحاول تبرير هذه الهزيمة تحت شعارات وسقوف هابطة، كم سيفتقد شعبنا ناجي علوش المناضل البقي والقومي واليساري والثوري، حيثُ يطل علينا رحيل هذا الرجل الذي صفع الجميع بنظافته وسلامة خطه الذي ظل مستقيماً ولم يتلون، بعد أن عجزت غواية المال وغواية المناصب التي رفضها جميعها وأعرض عنها من أن تنال منه، فهو بحق المناضل والكاتب الثوري وصاحب الموقف الذي لم ينكسر، وهو الفارس الذي حمل السلاح وحمل القلم، وحمل الأم وأحلام شعبه، ومعاناته التي عاشها بكل تفاصيلها والتي تصرخ دوماً بوجه كل المتآمرين والسماسرة الذين ما انفكوا يتاجرون بهذه الغرابات…
عرفناه مناضلاً وقائداً قومياً في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، في بداياته، أما لماذا انتسب لهذا الحزب، فلأنه كان يرى في فلسطين جزءاً صغيراً من وطنه العربي الكبير ولأنه كان ينتمي للمناضلين القوميين العرب الذين التقطوا المرحلة وبنو عليها مسيرة النضال الفلسطيني ببعده القومي.
عرفناه مناضلاً قومياً عربياً حتى العظم حينما وقف ورفع صوتهُ عالياً ضد بدايات ولوج الحركة الفلسطينية في مسارات التسوية بدءاً من برنامج النقاط العشر وما تلا ذلك من اتفاقات أوسلو المشؤومة والاعتراف المُذل بالكيان الغاصب وكيف دوّت صرخاته بأن ذلك هو بداية تصفية القضية الفلسطينية.
عرفناه وفي كل الساحات والميادين مُتشبثاً بالثورة والكفاح المُسلح فالمقاومة كانت من أبرز معالمه وسماته، فهو من ظل على إيمانه بأن دويلة الصهاينة ينبغي أن تزول من الوجود، وأن يد اندثار هذا الكيان الغاصب وتدميره هو حتمية تاريخية لا بُدّ منها وأنهُ يتوجب على كل فلسطيني وعربي أن يعمل من أجل إنجاز هذا الهدف العظيم ولو بعد عشرات السنيين.
هذا هو الرفيق والشهيد ناجي علوش.
أخيراً أقول لك أيها الشهيد
لقد غبت وأنت من تمنى أن يشيح القدر عنهُ ولو قليلاً، حتى تعيش لحظة الانتصار القومي المُدوي في دمشق العرب على حُثالة المجرمين والقتلة، على خونة العرب وصهاينة النفط العربي، على مُرتزقة هذا الزمان وما أكثرهم الذين انحنوا كي تمشي على ظهورهم الفتنة الوهابية، الفتنة السُنيّة، فتنة الدين المآمرك والمُتصهين، ولكننا نعاهدُك بأن تكون حاضراً بين شعبك غداة الانتصار الكبير فوق جبل قاسيون..
فألفُ تحية لك ولروحك ولمسيرتك الظافرة.
إحسان سالم أبو عرب
رام الله الأراضي المحتلة
3182012