تفجيرات ثقافية

عادل سمارة

هذا العنوان مقصود به تناول قضايا ساخنة يثشبه التعامل معها الإمساك بمتفجرات ترتعش قبل انفجارها بثوان. وهي قضايا يشعر الكثيرون/ات بخطورتها ووجوب الابتعاد عنها، ولكن، هذا النأي لا يحول دون ملاحقتها لنا!

لا يُتم بعد مصر “مرسي”

خطاب مرسي أكد أنه رئيس صغير لبلد ما زال يفقد وزنه النوعي ويتعرض لاستخدام  من قبل قوى الدين السياسي والإمبريالية والكيان الصهيوني الإشكنازي. ولذا، ليس من الحكمة أن نواصل البكاء على مصر وان نقيد انفسنا إلى أن تفيق. أقصد أن علينا الوقوف مع سوريا كي تتصدر المرحلة، فليس في الشعور باليُتم قوة.

أعتقد ان علينا تنسيق جبهة تصدي لهذا المد اللبرالي الوهابي بنقد الوهابية نقدا متواصلاً.

 أرجو أن اذكر ملاحظة نقدية هنا:  وهي اننا نحن المنتمين إلى العروبة والمقاومة والإسلام الإيماني الشعبي، وحتى إلى الإشتراكية، وهذا ربما يخالفني فيه كثيرون/ات، لا بأس، علينا ان نقف جبهة موحدة مع الدولة في سوريا وان ندعم القيادة والجيش.

ما اقصده أننا قصَّرنا في العقود الخمس الأخيرة بصمتنا عن الوهابية وتدفق المال النفطي في شرايين المجتمعات عبر ما تسمى الأعمال الخيرية ونشر كتب صفراء، هذا الصمت كان استخذاءً وها نحن ندفع ثمنه.

لقد بدا هذا منذ هزيمة حزيران حينما رُفع شعار التضامن العربي، والذي كان جوهره التطامن تجاه الأنظمة التي اوجدها المركز الراسمالي الغربي. وها نحن ندفع الثمن.

كما تواطئنا تجاه القوى الماركسية التابعة سواء للسوفييت او التروتسكية والتي تعترف بالكيان الصهيوني الإشكنازي إلى أن اصبح الاعتراف بالكيان امرا عاديا بل موقفا تقدميا!

واصبح عضو الكنيست  من الفلسطينيين مناضلاً والمتعايش مع المستوطنين والكيبوتسات كالمناضل في الجنوب!!

هذا التراث التطامني هو الذي ولد تشريعا ومشروعية لموقفين خيانيين:

الأول: قيام ماركسيين باسم الحرية والتناقض الطبقي بزعم ان ما يدور في سوريا هو نضال طبقي ضد القيادة السورية مع انه اكثر من واضح أنه عدوان غربي  ووهابي شامل؟ اي نضال طبقي قام به تكفيريون اتوا من اربعة ارجاء الأرض؟ لا علاقة بين الفقر وبين الصراع الطبقي ما لم يكن هناك مشروعا واعيا ونضالاً يحترم الدم. إن المنظرين بهذا الخصوص هم من المفتونين بالتروتسكية وبافكار هربرت ماركوة الذي استبدل الطبقة العاملة بالبروليتاريا الرثة.

والثاني: وهو الزعم بان “الصراع الطبقي” في سوريا لا يعيبه ان تكون قيادته من حكام الخليج التابعين للإمبريالية بل أن تكون قيادته غربية راسمالية. إن هؤلاء نسخة عن تروتسكيين “كبار” تحولوا إلى المحافظين الجدد كجزء من حرب الولايات المتحدة لتصبح إمبراطورية العالم، اي محاولة تحقيق الأممية عبر وحشية وبربرية راس المال.