وجهة نظر

صادق قضماني

الجولان المحتل

  إن التوتر على الحدود الشماليه هو بالونات اختبار عسكريه وبالتالي توظيفها اعلاميا لعلها تعيد هيبة الحكومة التركية وحلفائها في المنطقه بعد اسابيع من النشاط الدبلوماسي السوري الذي فرض ذاته وأكد على تماسك الدوله السوريه وحزمها في القضاء على الارهاب والعصابات المرتزقة من جهة وإنجاح مشروع المصالحه الوطنيه من خلال الحوار تحت سقف الوطن وبدون شروط من جهة اخرى .

فالدول الراعيه للإرهاب “مجموعة اصدقاء سوريا ” وحلفاؤهم في المنطقه يبحثون عن تحجيم وافشال مبادرات الحوار لاعادة ألازمه لمربع الاقتتال والدمار حتى ينسفوا مبادرات الحوار جميعها، لكنهم يتفاجؤون مره تلو المرة من قدرات سوريه على المواجهه والتصدي ان كانت دبلوماسيه او عسكريه.

 لقد صعقهم الموقف الحديدي لكل من ايران وروسيا والجهوزيه التامة لخوض اي نوع من المواجهه حماية لسوريه ولمصالحهم ايضا

ان التوتر المفتعل على الحدود التركية هو  نتيجة جهة تعمل على توتير الحدود لجر تركيا وسوريا لحرب حتى ولو كانت خاطفه لتعيق اي تطور في البحث عن سبل دبلوماسيه لحل ألازمه السوريه فنحن سمعنا مؤخرا ان تركيا طردت رياض الاسعد من اراضيها وهذا ما يثير التساؤل اكثر عن من لديه مصلحه في توتير الحدود الشماليه .

وفي تحليل آخر أرى أنَّ هاذا التوتر ما هو إلا بالون اختبار من تركيا وحلفاؤها لكشف جهوزية الجيش السوري بعد كل هذه الفترة من قتال العصابات والمرتزقة  في كامل المناطق  ومحاوله منهم لرصد ردود الفعل لدى روسيا وإيران بالتحديد على اي مواجهه مفترضه مستقبلا

وهنا اتوقع ان الردود السوريه الايرانيه الروسية دبلوماسيا وعسكريا كانت على قدر الحدث ووجهت رسالة واضحة للحكومة التركية وحلف الناتو ووضعتهم امام عواقب اي عمل عسكري في المنطقه .

اعتقد ان الدليل على وصول الرسالة الثلاثيه لتركيا وليس فقط للحكومة بل للشعب التركي هو خروج عشرات الالاف في مظاهرات تدين هذا التحرك والتوتر العسكري المفتعل اذ ادركوا من خلال الموقف الثلاثي “السوري الايراني الروسي” ان حكومة انقره تجر بلادهم لحرب سيكون الشعب التركي اول الخاسرين فيها.

المعركة ضد سوريا مستمرة وسنشهد في الفترة المقبله تخبطات في الموقف الدولي وتناقضات بين مواقف الحلفاء اعلاميا ولكن ما هو متفق عليه هو تفريغ اي انتصار سوري على الارض عسكريا او دبلوماسيا وجره ليخرج وكأنه تنفيذ لاتفاقيات سريه بين الدول الكبرى لإظهار سوريا وكأنها فقط ساحة لعب لهذه القوى العظمى وستعمل هذه الدول المعاديه على نشر تحليلات سياسيه عن اهتمام اسرائيل ببقاء النظام في سوريا وأنها تدعمه لأنه يحمي حدودها وأمنها وهذا لتجريد سوريا وجيشها العقائدي وموقف قيادتها الوطنيه والقومية من النصر المرتقب ,فنحن نعلم جميعنا ان النصر السوري وإعادة الاستقرار على ارضية بقاء حلف المقاومه سيعيد ترتيب اوراق المنطقه من جديد وسيوجه الشارع العربي مره اخرى لقضيته الاساسيه القضية الفلسطينيه وباقي الاراضي العربية المحتله على قاعدة المقاومه وما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .

  سوريا وبعد فشل محاولة تقسيمها وجرها لفتنه داخليه تتعرض لاغتيال سياسي ووطني من خلال زرع بذور الشك في عقولنا وتشويه المواقف الوطنيه والقوميه لقيادتنا السياسيه والعسكريه وتشويه صورة المقاومه ومصداقيتها في وجدان الشباب العربي .

   لنتكاتف يدا بيد ونوحد قلمنا دفاعا عن سوريا شعبا وجيشا وقيادة وعلى راسها السيد الرئيس بشار الاسد وننبذ كل هذه الاصوات والاشاعات التي تهدف لزعزعة كياننا الانساني وموروثنا الفكري ونهجنا المقاوم ولتبقى ثقتنا ان دولة كسوريه يعاديها هذا العالم الاستعماري الصهيوني دوله وطنيه قوميه مقاومه وستنتصر بصبر وصمود شعبها بالدرجة الاولى.