د. منذر سليمان
مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي
واشنطن، 19 أكتوبر 2012
تصفية وسام الحسن .. هل هي عقاب … متأخر؟
مع انجاز التقرير بين ايديكم، توالت انباء اغتيال وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في جهاز قوى الأمن الداخلي اللبناني، في بيروت وما اعقبه من مواقف وتداعيات. وما يهمنا هو رصد ردود الفعل الاميركية، بشكل خاص، لما كان يعوّل عليه من توجهات لبنانية داخلية تخدم الاستراتيجية الاميركية في المنطقة، والمرور على بعض التساؤلات، منها:
حرص الادارة الاميركية (وزارة الخارجية والبيت الابيض ومجلس الامن القومي) على عدم توجيه الاتهام مباشرة لاي طرف، بخلاف ما فعلته اطراف تجمع 14 آذار، ودعوة كافة الاطراف التحلي بضبط النفس، حرصا منها الا تؤدي الى انفجار كامل للاوضاع على الساحة اللبنانية؛ وتجنب دعوة صريحة لازاحة حكومة الرئيس ميقاتي.
هل هي ثمة مصادفة ان تتم عملية الاغتيال بعد اختراق طائرة “ايوب” اجواء فلسطين المحتلة؛ في ظروف شبيهة باغتيال جبران تويني حال وصولهما من باريس، التي لا يعرف اسرار رحلتيهما الا نفر قليل من المساعدين او الاقران الاقليميين والدوليين؟
هل جاء اغتيال الحسن وكأنه عقاب تأخر حدوثه على عمل او مهام لم يقم بها، لا سيما وان التوقعات الاستخباراتية كانت تشير الى امكانية رحيله مع الرئيس رفيق الحريري عام 2005؟ اذ لا يزال اللغط يلف اسباب غيابه عن موكب الحرير ي آنذاك وهو المكلف بتوفير الحماية الامنية له.
هل هناك صلة باغتياله لقرار دخول الجيش اللبناني وضبط الحدود السورية اللبنانية في منطقة البقاع؟
هل لاغتياله رابط ما بالكشف بل الاعتراف الصريح عن الدور الحقيقي لعقاب صقر في اطالة الازمة السورية وتمويل وتسليح المتمردين؟ هل يعاقب الحسن على ثمة فشل في الكشف او التعتيم؟
هل هناك ثمة رابط بين اغتيال الحسن بالتزامن مع الدعوات المطالبة بعقد هدنة مشتركة بمناسبة عيد الاضحى، وعشية وصول المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الى دمشق؟
ايضا، عملية الاغتيال تمت في خضم تصريحات وتسريبات دولية متعددة تنذر بمخاطر تنامي دور القاعدة في سورية وكذلك الجماعات المتطرفة المسلحة. فهل من رابط صلة؟
هل عامل المصادفة وحده دفع ببعض وسائل الاعلام العربية المحسوبة على السعودية القيام بفبركة وترويج وثائق تزعم ضلوع حزب الله وراء اغتيال جبران تويني، قبل اسبوع تقريبا، ويتم اغتيال وسام الحسن بنفس الطريقة والملابسات؟
هل ضاق صدر القوى المختلفة العاملة على احداث فتنة شيعية-سنية شاملة على امتداد المنطقة، ومعاناة مشروعها من الفشل فلجأت الى عمل نوعي تدرك مفاعيله بغية تأجيج الصراع المذهبي على نطاق واسع؟
المقدمة:
الانتخابات الاميركية المقبلة لا تزال تسيطر على اهتمامات مراكز الفكر والابحاث، بشكل طاغي. بيد ان تصاعد حالة التوتر الحدودي بين تركيا وسورية، والاعلان عن اجراء انتخابات مبكرة في “اسرائيل” عشية اختراق طائرة “ايوب” المجال الجوي لفلسطين المحتلة بنجاح، تزاحمت ايضا على اولوية تغطيتها.
سيسلط قسم التحليل الضوء على حال الانتخابات الرئاسية، وتعليل الصعود السريع للمرشح الجمهوري ميت رومني، نتيجة حسن ادائه في المناظرة الرئاسية الاولى، والتقارب الشديد بين المرشحين في نتائج الاستطلاعات القومية وكذلك في اصوات الهيئة الانتخابية. ايضا، نتناول حال ولاية اوهايو المركزية، التي تلعب دورا محوريا كما في الانتخابات الرئاسية السابقة.
ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث
الوضع الامني المتردي في ليبيا كان محور اهتمام معهد كارنيغي Carnegie Endowment الذي احال الامر الى ظروف تكون ليبيا في التاريخ الحديث، معربا عن اعتقاده بأن ولاية “برقة عانت من التهميش السياسي والاقتصادي تحت نظام القذافي؛ والخشية من استمرار سياسة التمييز ضدها في الفترة الراهنة … وعدم الحسم في الصيغة السياسية المقبلة، لا سيما وان الحنين الى الفيدرالية واللامركزية لا يزالا محط نقاش تعززه بروز عدد من التكتلات السياسية المطالبة بالفدرالية … وبروز تيار سلفي متطرف في الشطر الشرقي الذي يناهض المشاركة الانتخابية ودشن حضوره بهجمات ضد المصالح الغربية واضرحة الصوفيين … اما اهم القضايا المستعصية على الحل في الشطر الشرقي فهي اندلاع النزاع في بلدة كفرة الصحراوية .. بين الاقلية الافريقية تابو وقبيلة زواي العربية التي كانت لها الافضلية في عهد القذافي.”
تنامي التوتر الحدودي بين سورية وتركيا كان محطة انظار مركز السياسة الامنية Center for Security Policy الذي اعرب عن اعتقاده بان تركيا واجهت عدد من العثرات والتخبط السياسي. وقال ان “سياسة اردوغان باعتقال عدد لا باس به من القادة العسكريين بدافع نظرية التآمر عليه قد جرده من الخبرة القتالية الضرورية (لتحقيق سياسته) .. كما ان مناهضة غالبية الشعب التركي لحربه مع سورية زعزت اسس انطلاق سياساته (مما دفع بالرئيس) الاسد للانتقام عبر احياء الدعم لحزب العمال الكردي.” واضاف ان لدى اردوغان متسع من الوقت ليستخلص الدروس “والتراجع عن سياسة الجهاد ضد نظام الاسد.” وخلص المركز بالقول ان “سياسة العداء التركية تنبع اساسا من طموحات وانانية فرد واحد. يتعين على الدول الغربية التنحي جانبا بالكامل وتركه ملاقاة مصيره وحده.”
كما ادلى مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations بدلوه في التوتر التركي السوري، معربا عن “تنامي قلق الشعب التركي لامكانية اندلاع حرب مع سورية .. وقلقه ايضا من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن المواجهة العسكرية.” وخلص بالقول ان “تأزيم تركيا علاقاتها مع دول الجوار الاخرى في روسيا وايران قد قضى على احلام (قادتها) بتصفير المشاكل مع الجوار وزرع الطمأنينة والوئام مع جيرانها.”
على الناحية المقابلة، طالب معسكر الحرب متمثلا بمعهد واشنطن الصهيوني Washington Institute بسياسة اميركية متشددة حيال سورية، اذ ان “كلفة التدخل العسكري في سورية قد تبدو باهظة في المرحلة الراهنة، الا ان الكلفة ستتعاظم لاحقا ..” ان استمرت وتيرة المسار الديبلوماسي على ما هي عليه. ويستحدث المعهد مشهد البوسنة في محاولة لمقاربته مع سورية لاستدخال التدخل العسكري “قبل فوات الاوان.”
تداعيات طائرة “ايوب” على المشهد السياسي “الاسرائيلي” دفعت بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية، التي يعتقد معهد بروكينغز Brookings Institute انها “لن تسفر عن تغيير دراماتيكي كبير .. في ظل غياب بديل متين لنتنياهو.” واوضح ان رئيسي احزاب العمل والوسط “المحا الى رغبتهما بالانضمام الى حكومة نتنياهو (المقبلة) في حال طلب منهما ذلك.”
العلاقات الاميركية الروسية، التي اختزلتها ادارة الرئيس اوباما بانها في “حالة اعادة تشغيل” اشارة منها لاعادة التوازن السابق بينهما، كانت محط انتقاد مركز السياسات الامنية Center for Security Policy بالتساؤل “هل يؤدي ذلك الى اقرار القوى العظمى بانها لن تمارس الادوار السابقة التي اعتادت عليها على مدى قرون متعددة .. هل كان ينوي اوباما القول ان الدول القوية لن تمارس سياساتها بانانية او عدوانية بعد الآن؟”
الترتيبات العسكرية والسياسية في افغانستان بعد انسحاب القوات الدولية نهاية العام المقبل لا يزال موضع جدل حول البعد الاميركي في المعادلة. وتناول معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War مستقبل العلاقات الاميركية الافغانية بعين القلق نظرا للشروط التي وضعتها افغانستان لقاء موافقتها توقيع معاهدة ثنائية، لا سيما وانها تسعى “الى ضمان نصيبها في الحصول على معدات عسكرية متطورة وتقليص مستوى الحصانة للقوات الاميركية العاملة على اراضيها.” وحذر المعهد من تعثر المفاوضات الثنائية التي “ستترك اثرا مباشرا على استعداد دول حلف الناتو الاستمرار في تقديم المعونة المالية وقوات (التدريب) لما بعد عام 2014. بخروج القوات الاميركية، لن يستطيع حلف الناتو ولن تتوفر له النية لتقديم القوات المطلوبة – مما سيعجل فشل المهمة.”
التحليل:
بعد المناظرة الثانية: قراءة في مشهد المنافسة الحادة بين رومني واوباما
استعراض السباق الرئاسي:
بعد طول انتظار وترقب لاداء الرئيس اوباما، جاءت الجولة الثانية من المناظرة الرئاسية لتعزز وضعه بين انصاره وتعيد له التوازن على الرغم من ان النتيجة الاجمالية كانت شبه تعادل الطرفين وربما تقدم طفيف للرئيس اوباما على خصمه ميت رومني. المرشح الجمهوري بدوره دأب على مهاجمة سياسات الادارة الاميركية بشدة، لكن الرئيس تصدى له هذه المرة بقوة وشبه حزم. استطلاعات الرأي الفورية التي اجرتها شبكة (سي ان ان) للتلفزة اشارت الى تقدم الرئيس اوباما في المناظرة بنسبة 46 الى 39 بالمائة، وشاطرتها نظيرتها شبكة سي بي اس التي اوضحت ان النتائج كانت لصالح الرئيس اوباما بنسبة 37 الى 30 بالمائة.
ينبغي الاخذ بعين الاعتبار ان نتائج الاستطلاعات جاءت فور انفضاض المناظرة ونتيجة للشحن العاطفي والاستقطاب السياسي للطرفين مما قد لا يعكس حقيقة شعبية اوباما التي شارك فيها نحو 73% من المستطلعة اراؤهم، والذين اجمعوا على تحسن ادائه بافضل مما كان متوقعا، مقارنة مع الجولة السابقة. لكن الانتخابات الرئاسية لا تحسم وفق آلية وكيفية الاداء في المناظرة، كما ان ما تم الاشارة اليه سابقا من تقارب النتائج لا يأتي ببشرى سارة لرئيس بلغت توقعات الاداء لديه قدرا متدنيا قبل بضعة اسابيع من الانتخابات.
التدقيق في نتائج استطلاع شبكة (سي ان ان) يدفع بالقول ان معسكر رومني يتنفس الصعداء، خاصة وان المسألة الكبرى والطاغية للناخب الاميركي هي الاوضاع الاقتصادية المتردية والاوضاع الداخلية بشكل عام. اذ اعرب نحو 48% عن اعتقادهم بأن رومني سيكون الافضل لمعالجة الازمة الاقتصادية مقابل 40% لصالح الرئيس اوباما؛ وايدت غالبية بسيطة سياسة رومني الضرائبية بلغت 51% مقابل 44% للخصم؛ وتأييد 49% لسياسته في الرعاية الصحية مقابل 46%؛ وتأييد اغلبية ملحوظة لسياسته معالجة العجز في الميزانية، 59% مقابل 36%. بيد ان الطرفين تعادلا في نظر الجمهور لوجهة الادلاء بصوته الانتخابي، وجاءت النتيجة 25% لكليهما، مع تقدم طفيف للرئيس اوباما في السياسة الخارجية بلغ 1%.
وفي السياق عينه، انضمت شبكة فوكس نيوز اليمينية الى استكشاف اراء الناخبين عبر استضافة عينة محددة في استوديوهاتها بمدينة لاس فيغاس. اذ اعرب مقدم البرنامج عن اعتقاده بأن الاعضاء المشار اليهم “ذهبوا بحماس” لصالح رومني “بنسبة كبيرة كما شهدته مدينة دنفر قبل عشرة ايام.” وسلكت شبكة (ام اس ان بي سي) التوجه عينه، اذ قالت ان فردا واحدا من مجوع ثمانية افراد اعتقد ان اوباما كسب المناظرة، بينما راى ستة آخرون انهم يميلون لصالح ميت رومني يوم الانتخابات.
من نافل القول ان نتائج المناظرات الرئاسية لا تحسم السباق بصورة تراكمية، كما يجري في رياضة كرة القدم مثلا. اذ ان النجاح سيحالف المرشح الاجدر باقناع جمهور الناخبين بسياساته وتوجهاته، وليس بتراكم النقاط والنسب المئوية. وبلغة النقاط التراكمية فان الرئيس اوباما حصد نقاطا اكبر لصالحه، اسوة بالمرشح الديموقراطي السابق جون كيري مقابل جورج بوش الابن قبل هزيمة الاول في الانتخابات. لعل السؤال المركزي الذي يدل على كفاءة المرشحين جاء تلك الليلة الفاصلة باجابة المرشحين عن تفاصيل الخطط المستقبلية لكل منهما. وجاءت النتيجة مخيبة لاوباما الذي حصل على نسبة تأييد بلغت 38% مقابل 61% تعتقد بخلو جعبته من خطط مستقبلية حقيقية. اما بالنسبة لرومني، فان النتائج كانت مناصفة تقريبا: 49% من المؤيدين مقابل 50% تعارضه.
استنادا الى نتائج ما تقدم، يمكننا القول ان الرئيس اوباما اخفق في استقطاب كتلة الناخبين الذين لم يحسموا توجهاتهم بعد، وهي الفئة الحاسمة لتقرير نتيجة الانتخابات كما يدل على ذلك تاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
استكشاف السباق
بدى جليا منذ المناظرة الاولى ان تأثيراتها قد طالت مكونات ومسلمات الجولة الانتخابية. اذ تقدم اوباما على خصمه بقليل قبل المناظرة، وانقلبت الصورة بعدها بتقدم تدريجي لرومني تحسبا للمناظرة الوحيدة بين مرشحي منصب نائب الرئيس. واشار استطلاع معهد غالوب، 17 تشرين1، ان رومني يتقدم على اوباما بين جمهور الناخبين بنسبة 51% مقابل 45% للرئيس. واستنادا الى تاريخ الانتخابات الرئاسية، فمن الثابت القول ان المرشح الفائز بنسبة 50% او اكثر من اصوات الناخبين في غضون اسبوعين ونيف من موعد الانتخابات لن يخسر الجولة.
من الطبيعي ان تثير تلك الاستنتاجات قلق فريق حملة الرئيس اوباما، لا سيما مع بروز مؤشرات تدل على انتقال بعض الولايات، ويسكونسن وبنسلفانيا، من خانة “الميل لتأييد اوباما” الى خانة “التردد.” وجاءت نتائج استطلاع آخر لمعهد غالوب لتفاقم القلق لفريق الرئيس، اذ دل على تقدم رومني بنسبة 4% على الرئيس اوباما في الولايات المحورية المتصارع عليها. اما ولاية اوهايو، التي تلعب دورا محوريا اضافيا في هذه الانتخابات بالتحديد، والتي كانت تميل بنسبة مريحة لتأييد الرئيس اوباما، فقد عادت الى حالة عدم الحسم والتأرجح. بعض الولايات المحورية الاخرى، فلوريدا ونورث كارولينا، تشير استطلاعاتها الى تقدم طفيف لصالح رومني على الرئيس اوباما. اما قطاع المرأة، الذي استمر في دعم اوباما، قد تخلله بعض التصدع وقد بات بعضه يميل لتأييد رومني قبل ان يقضي عليه بشكل شبه تام في اعقاب توصيفاته المرأة ب “الاضبارات” التي فسرت بانها ازدراء لها في مناظرته الثانية .
ادت الخضات غير المعهودة في ولاء الولايات الى اعادة ضبط ايقاع الاساليب المتبعة، منها تخصيص حملة الرئيس اوباما حملة دعائية في ولاية بنسلفانيا، وجهد دعائي اكثر كثافة في كاليفورنيا التي تصوت عادة لصالح الحزب الديموقراطي.
بناء على التغيرات الجارية في ولاء الناخبين، يمكننا القول ان حملة الرئيس اوباما قد تلجأ لتسليم مصير ثلاث ولايات، فلوريدا وفرجينيا ونورث كارولينا، لميت رومني؛ وتركيز جهودها بالمقابل على استنفار القاعدة الانتخابية في اربع ولايات محورية والتي من شأنها دفع نسبة تخوله التغلب على خصمه قليلا. الولايات المذكورة تشمل اوهايو ونيفادا وايوا ونيوهامبشير. وللدلالة على ضراوة السباق، تجدر الاشارة الى ان فريق الرئيس اوباما افتتح 120 مركزا للحملة الانتخابية في اوهايو وحدها، مقارنة مع 40 مركزا لحملة رومني. وقد خصص فريق اوباما ميزانية تبلغ 52 مليون دولار للانفاق على الجهود الدعائية في اوهايو، مقابل 30 مليون دولار لحملة ميت رومني (وفق آخر الاحصاءات بتاريخ 5 تشرين الأول). للمفارقة، انفق الحزب الجمهوري نحو 4,4 مليون دولار من ميزانيته الدعائية لتاريخه مقابل لا شيء للحزب الديموقراطي، يضاف الى ذلك تدفق اموال اخرى من قطاعات اجتماعية معينة، تعرف بلجان العمل السياسي فوق العادة، التي ضخت نحو 15,3 مليون دولار لصالح ميت رومني مقابل 11,6 مليون دولار لصالح الرئيس اوباما.
اذا استثنينا ولاية اوهايو من معركة السباق الانتخابي، يصبح من الضروري لرومني كسب بعض الولايات الاخرى التي كانت من المرجح ان تدعم الرئيس اوباما لتعويض خسارته. وقد ابدت حملة رومني الانتخابية بعض الرضى لميول ولاية نيوهامبشير على ضوء نتائج الاستطلاعات التي تشير ان شعبية اوباما لم تستطع تعدي نسبة 47% لكافة فئات الناخبين. اما جهود رومني للفوز في كل من ايوا ونيفادا ستواجه صعوبة كبيرة. فيما يخص ولاية نيفادا، فان الحزب الديموقراطي يتفوق على خصمه بفارق 85,000 صوت. اما بالحسابات المئوية فان تفوق اوباما ترجم الى ثمة 2% على خصمه رومني الذي كان متفوقا في البداية بفعل القاعدة الطائفية المؤيدة له من المورمن والتي سيحشد اعضائها كل ما يستطيعونه للادلاء باصواتهم بقوة لصالح رومني.
ولاية ايوا لا تزال في معسكر الرئيس اوباما، مع الاشارة ان الفارق مع خصمه يبقى ضئيلا. ايوا كما في ولايات اخرى شرعنت التصويت المبكر باستمارة بريدية، اذ جاء فرز الاستمارات بفارق الضعف لصالح الحزب الديموقراطي.
من بين الولايات المرشحة لتأييد رومني تبرز ويسكونسن، بنسلفانيا وميتشيغان. اما ان تعذرت حظوظه للفوز بولاية اوهايو، التي تتشابه قاعدتها الانتخابية بالولايات المذكورة لكن الاغلبية تميل لصالح الحزب الجمهوري، فان حظوظ فوزه بتلك الولايات تبقى ضئيلة.
ولاية ويسكونسن لا تتمتع بخاصية الاختلاط العرقي المميز لولاية اوهايو، اذ يبلغ تعداد السود من اصول افريقية في ويسكونسن نصف اعدادهم في اوهايو. وعليه، فان القاعدة الانتخابية الصلبة للرئيس اوباما، في ويسكونسن، اصغر كثيرا. ولهذا ينظر للسباق الرئاسي في ويسكونسن على انه سيفضي الى تعادل المرشحين، حسبما افاد استطلاع اجرته كلية الحقوق في جامعة ماركيت الذي اعطى الرئيس اوباما نسبة 49% من الاصوات مقابل 48% لصاح خصمه رومني.
ينبغي على فريق الرئيس اوباما الانتخابي التعامل بحذر شديد مع استطلاعات الرأي المحصورة بولاية معينة، اذ درجت العادة على اعتبار نتائج الاستطلاع القومي الشامل مؤشر ادق لميول ولاية بعينها. على سبيل المثال، اظهر استطلاع شامل اجراه معهد غالوب ان رومني يتقدم على الرئيس اوباما بنحو 6 نقاط مئوية مما ينبيء بنتائج جد متقاربة في ولايات اوهايو وايوا ونيفادا، مع ترجيح كفة رومني في تلك الولايات. كما ان النتيجة تؤشر على امكانية ميل بعض الولايات الهامشية لصالح رومني في الايام الاخيرة من السباق الرئاسي.
من اهم المؤشرات على تحول في ميل ولاية ما هو تتبع عدد الزيارات التي يقوم بها كلا المرشحين، نظرا لوفرة الاموال المتاحة لكليهما وشح العامل الزمني. وعلى سبيل المثال، ان ثبت تردد اوباما على ولايتي ويسكونسن وميتشيغان في الايام القليلة المتبقية فقد يدل على بعض التآكل وتضعضع قاعدته الانتخابية على المستوى القومي.
استنادا الى ما يتوفر من مؤشرات للآن، فان نتائج السباق ستكون متقاربة الى حد كبير. وعليه، سينعكس الامر على ميول هيئة الناخبين مما يعيد للاذهان ازمة الانتخابات السابقة في عامي 2000 و2004.
::::::::
يمكن مطالعة النص الكامل للتقرير باللغتين العربية والإنكليزية في الموقع الألكتروني للمركز:
المصدر: مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي
مدير المركز: د. منذر سليمان
العنوان الالكتروني: thinktankmonitor@gmail.com