إحسان سالم ــــ رام الله المحتلة
هذا هو الهوان الذي ما بعده هوان
من يمشي في شوارع رام الله ، ويتجول في فنادقها
يرى العجب العُجاب ، في هذه الأيام
وكأنه في عمان أو القاهرة
حيثُ يتقاطر المدعوون العرب
وكأنهم قد جاؤوا لمشاركة الشعب العربي الفلسطيني
في احتفالاته بمناسبة انتصاره على الإحتلال
وإعلان فلسطين عربية وقد خلت من الصهاينة
لقد قلتم بعظمة لسانكم
بأن الإحتلال قد مارس عليكم شتى صنوف الإذلال
ورغم ذلك وصلتم إلى رام الله…
وكأنكم قد انتصرتم على هذا الإحتلال…
الذي لو لم يوافق على دخولكم أصلاً لما دخلتم.
ولما استطاع من دعاكم فعل أي شىء…
سوى التصريح والإعراب عن الأسف….
ماذا يعني قدوكم إلى أرض ما زالت مُحتلة؟!
وما زالت بوابة عبوركم هي جزم الإحتلال وبنادقه
التي شاهدتموها بأُم أعينكم
إذا كنتم تريدون التضامن مع هذا الشعب الرازح تحت الاحتلال
فبإمكانكم التضامن معه في عواصمكم!!!
وإعلاء صوتكم، ونفخ صدوركم.
وإسماع أصواتكم لحكامكم
الذين يحاربون جنباً إلى جنب
مع هذا الإحتلال الذي أذلكم على المعابر
وحسبما قُلتم
ولكنكم وعلى استحياء تقولون أنكم تحملتم ذلك
من أجل عيون فلسطين
ماذا فعلت زيارتكم لفلسطين المحتلة؟؟
سوى أنها قد ساوت الإحتلال بكل الحدود العربية
وأعطتهُ الشرعية
هل جئتم لنصرة شعبكم الشقيق؟؟
أم جئتم للتطبيع المهين الذي يبدأ بالمصافحة
وينتهي بالجماع…!!
قطعاً أنكم لن تذهبوا للمخيمات
ولن تذهبوا لزنازين الإعتقال
وهل تجرؤون على طلب كهذا أصلاً
إذا كنتم فعلاً تريدون التضامن مع هذا الشعب الشقيق
هل تستطيعون لقاء أحمد سعدات
أو أي من الأسرى المُضربين عن الطعام
الذين يموتون في كل يوم
من شدة بطش وخسة السجان…؟؟؟
هل جئتم حاملين البنادق والفكر المُقاوم؟؟
وهل يستقيم الفكر المقاوم
مع خضوعكم لتفتيش الإحتلال !!!!
أم أنكم رغبتم بمشاهدة مجندات الإحتلال
والبنادق على صدورهن..
وهنّ يسمحنّ لكم بالمرور.
بعد طول انتظار..
لو أردتم فعلاً نُصرة هذا الشعب المنكود
لنصرتموه في أماكنكم
ولحملتم أقلامكم وفضحتم عُهر حكامكم
وعُهر المرحلة
وعُهر المفاوضات الآتية
وعُهر التنازلات اليومية
ونحنُ لا نسمع إلاّ أن الكُل ثابت على الثابت
ويتبينُ فيما بعد
إنّ الثابت الوحيد
هو نسيان القضية
والانغماس في زرع الأوهام
وأنتم بقدومكم وحينما يشاهدكم الجمهور على المسارح والمنابر
التي ستُقام بمناسبة الاحتفال بكم
ينسى الناس أن هناك احتلال
وإلاّ فكيف يشاهدونكم في فلسطين!!!
وأنتم من يُفترض
أن تكونوا أول القادمين
ولكن مع صيحات التحرير
وليس عبر بوابات الخضوع…
بالأمس القريب
سبقكم الشيوخ والأئمة
وصلُّوا في القدس الشريف
تحت حراسة الاحتلال
فماذا حملت صلاتهم
للشعب الذي يُمنع كل يوم
من الصلاة في مسجده القريب
ماذا حملت سوى المذلّة والخضوع
وتثبيت حقوق مزعومة
والهبوط بالقضية
إلى ان تُصبح تفصيلات.
هل أحسستم أنكم قد وطأتم أرضاً عربية؟؟؟
أم أنكم قد غازلتم الاحتلال
على حساب القضية العادلة والمُقدسة
التي لم تصونوا قُدسيتها
بل عبرتم وأنتم تبتسمون لمجندات صهيون
وهُنّ يومئن لكم كيف تسيرون
كانت فيما مضى
مصافحة الغاصب رجساً وإثماً
واليوم أصبحت أمراً شرعياً
ومدرسة لها كتاب ومثقفون
فها هو يسمح للعرب بالقدوم
وها هي مدينة رام الله تزدان بالطيبات واللذائذ
فكيف يصدق العقل
بأنها مدينة محتلة!!!!
وهذا هو المطلوب
فعندما تعودون
سوف تقسمون بأنكم لم ترو بأعينكم
وأن مدينة رام الله شأنها كشأن المدن الكبيرة
لا تنام
وفنادقها خمسة نجوم
وهناك لا يسمع المرأ
طقطقة السلاح
ولا هدير الحشود
بل مآدب فاخرة
ومهرجانات فارغة
حيث كل من يصعد للمنبر
يستل كاسيتة من جيبه
نفس الكاسيت الموجود منذ عشرات السنين
ويُسمع الحاضرين
وتبتسم الأفواه
التي حضرت لكي تكون مأخوذة
بحسن الضيافة
واستذكار الماضي الجميل
وإنكار الحاضر
وهكذا سوف تعودون
وتحكوا لمستقبليكم وأبنائكم
كيف ناضلتم وناضلتم
حتى استطعتم عبور الحدود
حيثُ اليهود
ألم تسمعوا بما فعلته ليفني
حينما كانت بالخارجية
لقد أوصت بإعادة نشر ما يكتبهُ عدد من الكُتاب العرب
حيث الموقع الرسمي للوازرة وقالت بالحرف الواحد
أنّ هؤلاء بمثابة سفراء اسرائيل لدى العالم العربي
وأفضل من يُوصل وجهة النظر الاسرائيلية
إلى الشارع العربي
ألم تسمعوا بأن أولمرت
قد رشح عبدالله الهدلق الكويتي
لنيل أرفع وسام في الكيان
حينما وصفهُ بأنهُ أكثر صهيونية من هرتزل
أين كتب هذا هو وغيره من هؤلاء؟
كتبوا في صحف عربية
كتبوا في الشرق الأوسط والسياسة والوطن
والإتحاد وروز اليوسف
والحياة وأخبار اليوم
وها نحن نرى أقران هؤلاء اليوم
في مدننا المحتلة
فلا نامت أعيُن المُطبعين
ولا نامت أعيُن المُتسلقين
فغدُنا الظافر
سيطيحُ بهم وبمن أرسلهم وبمن استقدمهم
فارجعوا من حيث أتيتم
ففلسطين لا تريدكم
عالة عليها
فلسطين تريد من يؤمن بها وبعروبتها .
::::
إحسان سالم ” أبو عرب “، abuarabihsan@gmail.com
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.