عندما تعقد القدس البيعة!!!!!

        إحسان سالم            

        فلسطين المحتلة

ألا يكفي القدس ما تكابدهُ من مغتصبيها….

ألا يكفي التخلي المُشين عن عروبتها….

ألا يكفيها التفريط الحاصل لها….

ألا يكفي….!

حتى نرى ونسمع ونقرأ

أنّ نفراً من أبنائها.

الذين سبحوا في مياه تهويدها

وجنوا الثروات ثمناً لزرع الأوهام

وهم لم يفعلوا للقدس

سوى المُتاجرة بقضيتها

ومضاجعة الغازي المُحتل بالليل

ومُناكحة القدس وما تعنيه بالنهار

هؤلاء القردة

الذين تكاثروا بمجاري القدس الاسنة

بنوا وجودهم وحضورهم على تشريع التهويد

وما بين هذا وذاك

يُسمح لهم بالدفاع عن المدينة ولكن أمام الناس

وليس وراء الجدران المخفية

فهؤلاء أنصاف كل شىء

كانوا يتفرجون على تهويد المدينة

وكانوا يحاولون دوماً اقتناص الفُرص

التي تمكنهم من جني المال

تحت شعار الدفاع عن القدس

وعندما نضبت الموارد،

وجفت أنهار المال الحرام

ولم يبقى من القدس إلاّ الشيء اليسير

وما تبقى لا يكفيهم فهم كُثر

فعلى ماذا يتكئوون

وعلى ماذا يُحرضون

فإذا تجاوزوا الحدود

فالعدو لهم بالمرصاد

بعد أن رسم لهم هذه الحدود

فلسانُ حاله يقول

دعهم يُثرثرون ويخطبون ويكتبون

ما دامت ثرثرتهم ومواقفهم

تصبُ بالمجرى الذي رسمتهُ لهم

فماذا يفيد

فالعدو سائر بسرعة الصوت

في عملية التهويد

وحينما تُطل منحة مال حرام

فتراهم ينتصبون

والآن وبعد أن أقفرت الأرض اليباب

ولم يعُد هناك مانحون

تحولت وجهتهم إلى عدو فلسطين

الذي طبّع وتحالف مع الاحتلال منذ سنين

فهو بحاجة إلى ما يستُر عورته

وليس من ستر أفضل من القدس الشريف

ما دام الأمر سيُكلفهُ بعض من المال

فلتأتيه الدعوة من القدس

ومن نفر من أبناء القدس

لكي يأتي شاهراً سيفهُ المثلوم على حصان أمريكي

وكأنّ القدس لم تُدنّس بعد!!!!!!!!!!!!!

تقولون ” أنّ زيارته لغزة

لن تُساهم في إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة”

بل هي تكريس لهذا الانقسام”

فكيف ستُساهم زيارة هذا الرجل

الذي ما زالت يداهُ تنزفُ من دماء أبناء الشعب السوري

والذي ما زالت يداهُ تنزفُ من أبناء الشعب اللّيبي

والذي يعتمدُ عليه الكيان في كل مُخططاته

فهو جاهز لتنفيذ ما يؤمر به

ألم تشاهدوا كيف بنى البيوت والمدارس

في جنوب لبنان

حتى يأخذ شهادة حُسن سلوك

تؤهلهُ فيما بعد لينقلب على من استقبلوه في الجنوب

وينقلب على العروبة وعلى كل الآمال التي عقدها بعض المُغفلين العرب عليه

وها أنتم اليوم

تُناشدونهُ ليحط بعيره بالأقصى

لكي يُشرع الاحتلال

وهذا لا يهُمكم

ما دامت جيوبكم ستمتلىء من ماله المُفخخ

والآن قد جاء الدور على القدس

حتى تكتمل المؤامرة

فهو لن يظهر إلاّ بعد أن تأتيه الدعوة

وليس مُهماً ممن تأتيه

ما دامت قد نُشرت في صحيفة القدس

” والتواقيع محفوظة لديها “

فهو سيهُبُّ لنجدتها

وستفرشون لهُ البساط الأحمر

أنتم وكلُ لصوص ومُرتزقة هذا الزمان

ممّن يعيشون بالقدس

وممّن سيتقاطرون من خارج القدس

وممّن سيُصرّح لهم الاحتلال بالقدوم

مثلما فعل في أغلب المؤتمرات

وستكون الجزيرة حاضرة

 بكل قُبحها وكذبها وتآمرها

وسيكونُ يوماً مشهوداً

حينما يضعُ يدهُ بيد نتنياهو وليبرمان

ويُعلنُ عن المُصالحة التاريخية

فما دام الصُلح قد عُقد

فلا يضير أن تكتسي القدس بالعبرية

بدلاً من العربية

ولا ضير أن يرحل ابن الشيخ جرّاح إلى أي مكان

ما دام سيحُلُّ مكانهُ من ينتظر في الكيان

وسيفرحُ كُتاب الأعمدة

فهذا زمنُ الارتزاق

فكُلُّ صاحب قلم سيُعطيه قلمهُ الشيء الكثير

من العطايا التي يحملُها الأمير

وسيُصبح كل من يقولُ هذا رجس وهذه عمالة

في زوايا النسيان

وستُصدُّ في وجهه الأبواب

فهذه مرحلة السرقة والبيع

فمن قال أن الثورات لا تُسرق!؟

فقد سُرقت في كل مكان

وها هي تُتوج بزيارة مدفوعة الثمن

إلى شعب مُمزق أضاع البوصلة

وإلى أمة دخلت في مرحلة سوداء

لا تعرف عدوها من صديقها

فكيسُ المال أصبح هو العنوان

فمُجرد أن تطأ قدماهُ الغادرة

أرض فلسطين الطاهرة

ستُصبحُ هذه الأرض عاقرة

لا تُنبتُ مقاومين ولا ثُوّار

حينما ينبطحُ كلُ من خدع الناس ببعض الكلام والأفعال

ويدفعُ الجزية

لهذا المُتآمر على فلسطين

وتكونُ القضية هي الريعُ المقبوض

فأكياسُ هذا المارق ستكونُ مليئة بالذهب والدولار

وها أنتم أيها القلة

وقد خشيتم أن تأخذ غزة كُلّ المال

ولا يبقى لكم شيئاً

فجاهرتم بإثم كبير ، سيظلُ عاراً عليكم إلى يوم الدين

وناشدتم العلوج

باسم القدس المُغتصبة

التي ليس لكم فيها مكان

فهي ليست مدينتكم

فهي مدينة الشهداء والأحرار

فهو أذكى منكم جميعاً

نعم سوف يُعطيكم المال

ولكنهُ سيصطحبُ معه شيخُ الفسق والضلال لكي يأخذ البيعة

لمن يحتل المكان

وباسمكم جميعاً

وباسم ما قيل أنهُ فعاليات ومؤسسات مقدسيّة

ستظلُّ أسمائها

طي الكتمان

سيسرقُ ما تبقى من القدس

مثلما فعل بالأمس على مرئى ومسمع من الزمان

::::

abuarabihsan@gmail.com