التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية


د. منذر سليمان

 

مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

واشنطن، 2 نوفمبر 2012

 

المقدمة:

اعصار “ساندي” غير المسبوق في اتساع رقعة دماره ترك تداعياته ايضا على وتيرة عمل مراكز الفكر والابحاث الاميركية، لا سيما مع الاعلان عن اغلاق الدوائر الرسمية ووسائل المواصلات العامة لمدة يومين في واشنطن ونيويورك وما بينهما.

سيتناول التحليل المرفق التأثيرات المرتقبة للاعصار على السباق الانتخابي وهو على عتبة الايام والساعات الاخيرة، مع التذكير بان مساحة المناطق المنكوبة ورقعة الدمار لم تؤثر الا في جزء ضئيل من القاعدة الانتخابية الاميركية.

ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

سورية:

        حذر المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، JINSA، تركيا من تداعيات سياستها السورية على الاكراد داخل حدودها وفرص تقويض الامن والاستقرار نتيجة لسياساتها العدائية لسورية. وقال ان تحدياً طويل الاجل يلوح في الافق لتركيا اذ “خلال جيل زمني واحد … ستشهد تركيا ولادة مواطنيها القادرين على الخدمة العسكرية وسط بيئة تعتبر اللغة الكردية هي اللغة الام .. مع الاشارة الى فشل محاولات السلطات التركية دمج الاكراد في النسيج الاسلامي الفضفاض للدولة، الى جانب مساهمة الطموحات الوطنية لاكراد سورية في فضح مواطن الضعف في الاستراتيجية التركية مما سينعكس على فعالية ادائها الديبلوماسي” بشكل عام.

        مركز الامن الاميركي الجديد Center for a New American Security اعاد تكرار ما وصفه البعض باستراتيجية خماسية لحل الازمة السورية، خدمة للمصالح الاميركية، تستند الى مزيد من التصعيد القتالي واستهداف الرئيس الاسد شخصيا والعمل على اغتياله، وتنتهي بتفتيت سورية وفق اسس طائفية. جدير بالملاحظة ان المركز المذكور تجنب الدخول في التطورات الاخيرة وتراجع الوضع القتالي لقوى المعارضة المسلحة، والتحولات في الجهود الدولية الرامية الى التوصل لحل سياسي للازمة.

مصر:

        تحولات الخارطة السياسية والقوى الاجتماعية في مصر كانت محطة اهتمام معهد كارنيغي Carnegie Endowment الذي سعى للتركيز على الفوارق الطبقية في المجتمع المصري بين “نخبة سياسية علمانية وجمهور واسع محافظ ومتدين،” وازدراء النخبة السياسية للخلفية الاجتماعية المتواضعة للرئيس محمد مرسي “عوضا عن اظهار مشاعر التقدير والاعجاب لصعوده من بيئة متواضعة وتحصيله شهادة الدكتوراه من جامعة اميركية .. ومن ثم اعتلائه منصب الرئاسة المصرية.”

        الجدل المستعر حول كتابة الدستور المصري ايضا حاز على اهتمام معهد كارنيغي منوها الى “ميول السلطة التنفيذية لاعلاء دور الدين في المجتمع .. وتصدر الدولة لمهام الدفاع عن المعتقدات الدينية،” كتوجه ينذر بتفاعلات وصدامات مستقبلية. وحثت اللجنة المشرفة على صياغة الدستور تطوير  نظرتها للاشراف الديني على المؤسسات السياسية والتعليمية “وايجاد هيئة جديدة ومستقلة للاشراف على مؤسسة الاوقاف الدينية بدلا من الوزارة الحالية .. والتي قد تنشأ بعيدا عن التدخل الحكومي في ادارتها” اليومية.

ايران:

        اسهاما من معهد واشنطن Washington Institute في تأجيج الصراع المسلح مع ايران زعم ان توجهات القيادة الايرانية “وربما تضم المرشد الاعلى” تتمحور حول “نضوج الرغبة لديها لشن هجوم داخل الولايات المتحدة درءا لعمل عسكري اميركي متوقع او متخيل .. التي تجسدت منذ شهر كانون الثاني / يناير 2011 بانه ينبغي عليها استهداف ليس “اسرائيل” فحسب، بل الولايات المتحدة واهداف غربية اخرى.”

التحليل:

آفاق تأثير اعصار “ساندي” على حسم الانتخابات الرئاسية     

 

        مناطق واسعة من الساحل الاميركي كانت تترقب اعصارا يغزوها بينما سرت التكهنات السياسية بما قد يتركه من تداعيات على حظوظ المرشح الرئاسي ميت رومني. النتيجة لا شيء. تلك الاجواء المفعمة بالتوقعات المتناقضة سادت الاعصار السابق، آيزيك، الذي حط “برفق” على شواطيء ولاية فلوريدا بالتزامن مع انعقاد المؤتمر السنوي للحزب الجمهوري في شهر آب / اغسطس الماضي. حصاد رومني السياسي جاء بعكس توقعات السياسيين، اذ حفز الاعصار ملايين العامة لمشاهدة كلمته الختامية بقبوله ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة الاميركية.

        يتكرر المشهد عينه بعد بضعة اسابيع مع اعصار “ساندي” الاشد دمارا واتساعا وسرعة سريان التكهنات الموازية بتداعياته المرتقبة على حملة المرشح رومني الانتخابية، التي شهدت ارتفاعا في منسوب حيويتها في الفترة القصيرة الماضية. الاجابة كانت موازية لاجواء اعصار “آيزيك،” اذ تراوحت بين عدم التأثير او بتأثير ضئيل.

        من الضروري الاحاطة بسياق الاعصار الذي حل ببلد مترامية الاطراف، مخلفا دماره على المناطق الرئيسة في صنع القرار السياسي ومهد التغطية الاعلامية لعموم الولايات المتحدة، بيد ان اثره على ما تبقى من مناطق لا يكاد يذكر. اولى ضحايا الاعصار المادية كانت شبكة توزيع الكهرباء التي انقطعت عن زهاء 1% من تعداد الاميركيين الاجمالي؛ اي ان نحو 99% من السكان لم يطالهم الانقطاع وبقوا يمارسون حياتهم اليومية كالمعتاد. المناطق الجغرافية المنكوبة بالاعصار كانت قليلة نسبيا، ومعظم السكان الذين تأثروا مباشرة باعصار “ساندي” تعايشوا معه كعاصفة قاسية تمر بهم سنويا. وعلى الرغم من ان “ساندي” اضحى الحديث الشاغل لسكان المناطق المنكوبة، الا ان تأثيره على مسار عملية الاقتراع بعد اسبوع من تاريخه من المرجح الا يترك اثرا يذكر.

        ترددت امكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية نتيجة لما خلفه الاعصار من اضرار مادية، لكنها تراجعت سريعا امام التصميم الرسمي الفوري بالتغلب على مفاعيله وعودة الحياة لسياقها الطبيعي. تجدر الاشارة الى ان الانتخابات (الرئاسية والتشريعية والمحلية) تتم باشراف حصري لسلطات الولايات المختلفة، ولا تستطيع الدولة المركزية او الرئيس اتخاذ قرار بالتأجيل خشية انتهاك النص الدستوري الصريح الذي اتى على تحديد يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية. بالمقابل، يخول القانون حاكمي الولايات المنكوبة اتخاذ قرار بتأجيل الانتخابات، الا ان اي منهم لم يقدم على تلك الخطوة. بعض الاجراءات العملية قد تفرض تعديلا في موقع مراكز اقتراع الدوائر الانتخابية خاصة للعطل الذي قد يصيب الاجهزة الخاصة لاتمام الاقتراع، بيد ان الجهود التكافلية المكثفة المبذولة  من قبل مختلف السلطات (الفيدرالية والولايات) على مدار اسبوع كامل قد بدأت تؤتي ثمارها والتحضير لمراكز اقتراع سليمة بديلة.

        اما على صعيد المشاركة الانتخابية، يبقى السؤال مطروح حول تداعيات “ساندي” على مدى تمكن الجميع الادلاء باصواتهم، والتي تتشعب الى ثلاث قضايا: التداعيات المرتقبة على حملة الرئيس اوباما الانتخابية؛ التداعيات الخاصة بحملة ميت رومني؛ والتداعيات على مسار العملية الانتخابية برمتها.

        كما اسلفنا سابقا، فان التداعيات المرئية على الصعيد القومي تكاد تكون معدومة، باستثناء بعض الدوائر الانتخابية المنكوبة التي تعرضت لدمار شديد، خاصة في ولايات نيو جيرسي ونيويورك وبنسلفانيا. قد يستمر اغلاق بعض الدوائر لعدم اكتمال سلامة البنية التحتية، كما ان بعض السكان الذين هربوا من وجه الاعصار قد لا يعودون الى منازلهم بحلول يوم الانتخابات.

        تجدر الاشارة الى ان ولايتي نيوجيرسي ونيويورك شبه محسومتين في دعمهما الحزب الديموقراطي، في الاحوال العادية، لكن من غير المتوقع ان تتأثر النتيجة النهائية سلبا نظرا لضعف الاقبال على المشاركة الانتخابية بسبب “ساندي.”

        اما ولاية بنسلفانيا فالوضع فيها قد يختلف، خاصة عند الاخذ بعين الاعتبار ان المناطق المنكوبة في الولاية تتواجد فيها كثافة شعبية مؤيدة للحزب الديموقراطي، كمدينة فيلادلفيا الهامة والجزء الشرقي من الولاية. اما الشطر الغربي ذات كثافة سكانية اقل والذي يحسب لصالح الحزب الجمهوري فلم يطرأ عليه تأثير يذكر بفعل الاعصار. وقد اعلنت حملة الرئيس اوباما الانتخابية بأيام قليلة قبل الاعصار عن نيتها تكثيف الحملات الدعائية المتلفزة بغية الحفاظ على فارق التفوق البسيط في عموم الولاية، الامر الذي سيفرض اعباء اضافية على حملة الرئيس اوباما لناحية ضمان مشاركة اكبر قطاعات انتخابية ممكنة في مدينة فيلادلفيا، والتفوق على مناصري ميت رومني في دوائر انتخابية اخرى، خاصة (باكس وتشيستر ودلاوير ومنتغومري)، في ضواحي مدينة فيلادلفيا لاعادة التوازن مع ميلان الكفة الراهنة لصالح رومني بشكل كبير في الشطر الغربي والمناطق الريفية من الولاية. عملية حشد الناخبين في المناطق المنكوبة من مدينة فيلادلفيا تعد حيوية وتشكل تحديا كبيرا لمرحلة ما بعد الاعصار.

        بعض الولايات الاخرى، كولاية اوهايو، اصابها الاعصار باضرار اقل، اذ شهدت غزارة في هطول الامطار والعواصف الرعدية المعتادة هناك في مثل هذه الاوقات من فصل الخريف.

        بوسع المرء تلمس بعض “الايجابيات” التي رافقت الاعصار على حملة الرئيس اوباما. اولها، وقف مؤقت للمساءلات المحرجة للادارة حول حادث الاعتداء على البعثة القنصلية في بنغازي والتي بدأت تلقى آذانا صاغية لدى شريحة الناخبين المستقلين. ايضا، وفر الاعصار لاوباما فرصة الظهور بما يتطلبه المنصب الرئاسي من هيبة واتزان وقدرات قيادية استغلها لصالحه في صناديق الاقتراع، وهو المسار الاكثر ترجيحا لحملته الانتخابية.

        الرئيس اوباما عدل سريعا في توجهاته الانتخابية عشية اقتراب الاعصار من الشواطيء الاميركية، اذ كان مقررا تواجده في ولاية فلوريدا بالتزامن مع ضرب الاعصار السواحل الاميركية، ليلة الاحد/ الاثنين، واتخذ قرارا عاجلا بالعدول عن الاستمرار في الحشد الانتخابي وهرول عائدا للبيت الابيض صباح يوم الاثنين، 29/10، للاشراف على جهود الاغاثة والمساعدات المختلفة. وبصرف النظر عن نبل المسعى المعلن، الا ان هناك وراء الأكمة ما ورائها.

        زيارات اوباما المتعددة للولايات الحرجة قبل الاعصار لم تفضِ بالنتائج المرجوة، بل حصد خصمه رومني دعما اضافيا لحملته في عدد من المناطق المعنية. واصبح لزاما عليه تبني استراتيجية جديدة وفرها له اعصار “ساندي.” كان باستطاعة الرئيس اوباما الاشراف على جهود الاغاثة من اي بقعة يحط فيها، لما توفره الوسائل التقنية والاتصالات الخاصة به، والمضي في زيارة المناطق المنكوبة. لكنه آثر الاعلان عن تعليق الحملة الانتخابية والتفرغ للاشراف على الجهود بنفسه.

        ممارسة الصلاحيات الرئاسية بحزم وكفاءة عززت موقف الرئيس اوباما في تلك اللحظات الحرجة بين الناخبين لايام قليلة، بيد ان ديمومة تأثيره على مجمل الحملة الانتخابية يبقى عرضة للتكهن؛ فضلا عن ان تأثير المشهد في ظل ظروف الاعصار سيترك الباب مشرعا امام قدرة الرئيس التغلب على الاوضاع الاقتصادية السيئة التي تسهم مباشرة في تدني مستوى الدعم الشعبي لسياساته. الناخب الذي قرر دعم رومني ويدرك ان شعبيتة تتراوح عند نسبة 50%، على المستوى القومي العام، من العسير عليه التحول ودعم الرئيس اوباما بسبب ادائه الفائق في ادارة ما خلفه الاعصار من ازمات في ولاية نيوجيرسي. وعلينا استعادة ما سبق الاشارة اليه ان الاعصار لم يؤثر على نحو 99% من الناخبين الآخرين، وكذلك بالمثل على الولايات الحرجة.

        للكوارث الطبيعية قدرة هائلة للاخلال بالتوازن السياسي خاصة عند اخفاق الدولة المركزية توفير ما يلزم من مساعدات عاجلة، والتي من شأنها حسم توجهات الناخبين في اقصاء الرئيس اوباما. في قلب مدينة نيويورك، مانهاتن، زعم احد المراقبين انه لم يشهد حضورا لناقلات الصليب الاحمر او لهيئة الطواريء المركزية في المنطقة الاكثر تضررا من المدينة، الجزء السفلي من مانهاتن، مقارنة بسرعة تقديم المؤسستين المذكورتين لجهود الاغاثة في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

        في الوقت الذي برع اوباما توظيف مشهد الاعصار لاثبات حنكته ومهارته القيادية، مضى خصمه رومني في مسار مختلف والقيام بزيارات مكثفة للولايات الحرجة التي يعوّل عليها الرئيس اوباما لحسم فرصة فوزه الانتخابي، وهي: اوهايو، نيفادا، نيو هامبشير، ايوا، ويسكونسن، فلوريدا وكولورادو؛ والتوسع ايضا في حملته الدعائية لولايات اخرى تعد مؤيدة له: بنسلفانيا، ميتشيغان ومينيسوتا. استراتيجية مراهنته في الساعات الاخيرة من الحملة تتمحور حول خفض درجة الاهمية المحورية لولاية اوهايو والاقتراب من الفوز النهائي عن طريق شبه التعادل مع الرئيس اوباما وربما الطلب باعادة العد للاصوات الانتخابية في اوهايو للتخفيف قدر الامكان من التداعيات السلبية جراء اعلانه الفائز النهائي.

        اظهرت نتائج استطلاعات الرأي الحديثة التي اجريت في كل من ميتشيغان ومينيسوتا ان شعبية رومني ثابتة عند مستوياتها السابقة، وتقع ضمن دائرة نسبة خطأ الاحصاء المفترض.  بالمقارنة، فاز الرئيس اوباما بالولايتين عام 2008 بنسبة مريحة تفوق 10% من الاصوات. وتجدر الاشارة الى السمعة الايجابية التي تمتع بها رومني الاب في ولاية ميتشيغان ابان فتره حكمه للولاية في عقد الستينيات من القرن المنصرم. كما ان ولاية مينيسوتا صوتت لصالح الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية عام 2010، مع الاشارة الى ان المناطق التي تتمتع بوفرة اقتصادية ونفوذ سياسي في الولاية، مينيابوليس وسان بول، تتجه لدعم رومني في الجولة الحالية. الامر الذي يفسر المحاولات الدؤوبة للرئيس الاسبق بيل كلينتون في حشد دعم الولاية لصالح الحزب الديموقراطي.

        كما ان ولاية ويسكونسن لم تعد مضمونة التوجه لتاييد الرئيس اوباما، بصرف النظر عن ثبات توجهاتها الديموقراطية سابقا، والاشارة الى تصويتها لصالح الحزب الجمهوري مرة وحيدة قبل نحو 40 عاما. كما ان التحولات السياسية العامة في السنوات الاخيرة ساهمت في فوز مرشحها الجمهوري لمنصب حاكم الولاية، مما يدل على فعالية قاعدة الحزب الجمهوري. تجدر الاشارة ايضا الى ان رئيس الحزب الجمهوري الحالي، رينس بريبوس، حاز على رصيده السياسي بدءا من ترؤسه لمنظمة الحزب الجمهوري في ولاية ويسكونسن وضخ الحيوية مجددا الى آلية الحزب.

        لا يجوز اغفال النظر عن دور المال في العملية الانتخابية، خاصة وان المرشح رومني يتفوق بعض الشيء على الرئيس اوباما في توفر السيولة المالية اذ بلغ رصيده نحو 156 مليون دولار، لغاية 17/10، مقابل 94 مليون دولار لصالح حملة الرئيس اوباما. كما ان ارصدة الاموال المتوفرة لمنظمات الحزب الجمهوري في الولايات الاخرى تتفوق على نظيراتها في الحزب الديموقراطي بنسبة الضعف، استنادا الى احصائيات صحيفة واشنطن تايمز اليمينية. الامر الذي سيدفع الرئيس اوباما لانفاق مزيد من الموارد المالية الشحيحة، مقارنة مع خصمه، في ولايتي ميتشيغان ومينيسوتا بخلاف ما كان مقررا.

        المشهد الانتخابي في الساعات الاخيرة قبيل فتح صناديق الاقتراع يعزز الفرضية ان اعصار “ساندي” اسهم في ضخ فرصة جديدة لحملة الرئيس اوباما للظهور بمظهر القائد المتمكن والمؤهل للمنصب، وهو في امس الحاجة لتسجيل اختراق جديد لصالحه. اما ميت رومني، وبحكم وفرة السيولة المالية لديه، باستطاعته التواصل مع الناخبين بشكل اكبر ودائم مستفيدا من تفوقه المالي بنسبة 66% على الرئيس اوباما، وابقاء حادثة مقتل السفير الاميركي في ليبيا حية في اذهان قاعدته الانتخابية. بالنسبة للرئيس اوباما، يتعين عليه اقناع الناخب الاميركي بتراجع اهتمامه بالوضع الاقتصادي المتردي للفوز بالانتخابات. اما في حال استطاعة ميت رومني تسليط الضوء مجددا على الاوضاع الاقتصادية، خاصة في الولايات الحرجة مثل مينيسوتا وميتشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، سيكون بوسعه حينئذ تعزيز فرص فوزه بالانتخابات. مع الاقتراب من اللحظة الفارقة في تحديد مصير الانتخابات تعبر كل حملة عن ثقتها بالفوز؛ تتمحور مراهنة الحزب الجمهوري حول تغلب عامل الطفرة المالية على المنغصات المناخية؛ وبالمقابل يعوّل الحزب الديموقراطي على استثمار فرصة “التدخل الالهي” لاعصار ساندي وانقاذ الرئيس اوباما من هزيمة انتخابية محتملة.

::::::::

يمكن مطالعة النص الكامل للتقرير باللغتين العربية والإنكليزية في الموقع الألكتروني للمركز:

www.thinktanksmonitor.com

المصدر: مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

مدير المركز: د. منذر سليمان

العنوان الالكتروني: thinktankmonitor@gmail.com