مؤامرة الدوحة على سوريا… والخوف على غزة


رسالة لمن لا يعرف الخلافة العثمانية

 

عادل سمارة

 

نشرت وسائل الإعلام البنود السرية لاتفاق الدوحة  الذي كان بين الولايات المتحدة والإخوان وقطر تركيا بشأن سوريا إذا ما سيطرت هذه القوى على سوريا[1].

جيد للقارىء أن يرى في الاتفاق صورة عن ما تحاول هذه القوى تجسيده في غزة إذا نحجت في سواء لا سمح الله في ضرب المقاومة أو إذا ما طوَّعت بعض القيادات السياسية.

بالمناسبة هذه الشروط شبيهة جداً بالتي فُرضت على العراق بعد عدوان 1991 أي بعد أن تم إخراج الجيش العراقي من الكويت حيث حررها (2 آب 1990) من اسرة الصباح التي نصَّبتها بريطانيا ثم أعادتها الولايات المتحدة.

ومعظم الشروط على العراق  شبيهة بالتي فُرضت على محمد علي عام 1840 بعد أن هزمه تحالف تركيا وفرنسا وبريطانيا. انظر كتاب مكسيم رودنسون الإسلام  والراسمالية بالعربية والإنجليزية

وقد اقتطفت منه في كتابي: البريسترويكا والعلاقات العربية  المنشور عام 1991 ص ص 125-127، اقتطف منهما يلي:

وقف محمد علي 1833 خطيبا في المصريين  فقال مفتخراً بما انجزه من خلال تطوير الاقتصاد المصري في ظل احتكار الدولة:

“… نعم، لقد اخذت كل شيء، ولكنني فعلت هذا كي أجعل كل شيء مثمراً، من يستطيع أن يفعل ذلك؟ ومن يستطيع إنجاز التقدم الذي نحتاج؟”

طبعا وصلت قواته إلى الشام حيث حررتها من الأتراك، وشكل تهديداً للآستانة، وهنا هبت بريطانيا والنمسا لمساعدة الأتراك لأن هدف الغرب كان ولا يزال منع تبلور اي قوة عربية فما بالك اذا وحدت مصر والشام. كما وصلت قوات الأنجليز حيث هددت الإسكندرية.

المهم ان محمد علي بعد هزيمة اسطوله في نافارين اضطر لتوقيع اتفاقية التنازل عن سوريا وفلسطين وإعادة الأسطول التركي  وفي الاتفاقية سنة 1841 تم تقليص الجيش المصري إلى 18 ألفاً، ومنعه من تعيين الجنرالات وبناء السفن. وهنا الشبه مع ما فُرض على العراق.

حينها كتب ماركس معجبا بمحمد علي الذي اضعفته الدول الأوروبية: “…محمد علي الشخص الوحيد الذي حوَّل العمامة المفتخرة إلى رأس حقيقي”. طبعا تأمل محمد علي ان تدعمه فرنسا، ولم يحصل، بل وكيف يحصل؟.

[1]  راجع البنود السرية لهذا الإتفاق في موقع أوقات الشام،  17‏ تشرين الثاني‏، 2012