ليتوقف بعض منظرين الثورات عن العبث في العقول


الفرس بحاجة لخيّال حقيقي حتى تجتاز الحواجز

صادق احمد القضماني

ان الاسلوب التنظيري المثالي الذي ينتهجه بعض المعارضين يثير وبشكل دائم التساؤل عن حقيقتهم الضائعه من وراء هذه التصريحات والتحليلات وكأّن في سوريا ثوره يقودها ثوار عقائديون وطنيون يتجهون بثورتهم نحو غد افضل فيه الكرامه الوطنيه عنوان وحقيقه.

تدخل احداث سوريا في شهرها العشرين وما زال المشهد على الارض لا يمكن توصيفه حتى ” بأزمة” بل يزداد وضوحا وبالأدلة انه صراع دخل حاله من فقدان التوازن بين مبادئ أي ثوره في التاريخ همها الانسان وكرامته الى شعارات عامه ومستهلكه كالحرية والديمقراطية لم يقنع اصحابها شعبنا العربي السوري بإمكانية تحقيقها من خلالهم .

هنا لابد وبعد هذه المده الطويلة للصراع القائم من بعض التساؤلات التي توجهنا لقراءه حقيقة للإحداث وما ستؤول الامور اليه مستقبلا واعتقد اننا كشعب عربي في سوريا جلّ همنا واهتمامنا حاليا هو شكل المستقبل الذي سيسود سوريا للسنوات القادمه ومنه اذا كانت تطلعات الشعب العربي السوري لتحقيق انجازات تخدم امانيه الحياتيه وتعبر عن تطلعاته الوطنيه وتؤسس لمستقبل فيه ازدواجية الاستقرار بتثبيت الكرامه الانسانيه والوطنيه فيجب على المنظرين تحديد من هو الصديق من العدو ومن بالفعل يريد تكريس نتائج هذا الصراع ليخدم في النتيجة هذا المواطن البسيط.

وهنا لا بد من اسئله واضحه وباعتقادي هي محور النقاش الذي يحدد شرعية وحقيقة أي جهة تتكلم في الشأن السوري:
هل احلام الشعوب تتحقق من خلال التحالف مع اعدائها التاريخيين ؟ هل شرعية أي جهة كانت وخاصة المعارضه تأتي من خلال اعتراف دول اباحت دماء هذه الشعوب على مر قرن من الزمن ؟ وبوضوح اكثر هل اعتراف فرنسا وبريطانيا الاخير مثلا يعطي الائتلاف المعارض شرعيه عند شعوبنا وخاصة شعبنا العربي في سوريا والمستهدف حاليا ؟ وإذا سلّمنا بان هذه الدول ألاستعماريه تعمل من خلال مصالحها واستراتيجياتها يحق لنا ان نسال هل الائتلاف السوري هو من استراتيجياتهم ويخدم مصالحهم؟

لا بل اكثر من هذا هل وباسم الحرية والديمقراطية والكرامة يقبل هذا الائتلاف وتحت أي ذريعة السير تحت مظلة دول قسّمتنا وفتتنا وتبيح الدم العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص, فهل يجوز التحالف مع انظمه غريبة جلّ همها تفتيتنا وتهميشنا اكثر وأكثر وقتل الامل فينا ؟ هل يستطيع الائتلاف هذا ان يخرج من وصاية هذه الدول لاحقا ؟ هل استطاع غيرهم فعل هذا ؟؟؟

والسؤال المركزي هل طالب هذا الائتلاف من هذه الدول الراعيه له التنديد بمجازر اسرائيل في فلسطين وأخيرا في غزه ؟؟ وهل هذا الائتلاف من الاساس يرى في اسرائيل دولة احتلال ؟؟ هل الشعب العربي في سوريا يختزل طموحه وأحلامه ليسير تحت مظلة ائتلاف صنّع عند النعجة القطري ودعم من قبل الغرب وبالتحديد اصدقاء اسرائيل في المنطقه ؟؟؟؟

اتوقع كمواطن عربي سوري وارسخ في الارض المحتله ان هنالك ألاف الاسئله التي تبدأ ب هل لان المشهد السوري وتداعياته الاخيره ومن يسيطر على الارض ومن يقاتل في الميدان تجبر كل صاحب ضمير التوقف عند تنظيره اذا كان بالفعل حرٌ ويريد الخير لبلده ان يبحث في الحلول لا بالتأكيد على حتمية انتصار الثوره والتي لا يعترف فيها اهلها الحقيقيون فهل من يجتهد مرة تلو الاخرى من تلميع بعض القوى الخارجية المرتمية في أحضان الخارج هو من باب قِصر النظر وعدم القدره في رؤية ألحقائق او هنالك برنامجا وتوجها فيه اتفاق ضمني مع هذه القوى المشبوهة ؟؟؟

لن ادخل اكثر في تحليل المشهد الداخلي لشكل الصراع فالجميع يشاهد ويقرا ويحلل وكل انسان يضع ذاته في المكان الذي يعبر عنه وفقط اريد ان اقول كمواطن عربي سوري وكموالي لمحور المقاومه والرفض والمدافع عن الاصلاح الحقيقي من خلال القائم الوطني والممثل بسيادة الرئيس بشار الاسد انني ما زلت على قناعتي….

هنالك معارضه من الشرفاء الوطنيين وأكثريتهم في الداخل ومساهمتهم ببناء دولتنا الحديثه المتجدده حق وواجب وهم يعملون على ذلك, وهنالك معارضه مأزومة لا حول ولا قوه لها ورهنت وجودها بدعم الدول الكبرى وجل نشاطها إعلاميا وتستقوي بما يسمى الجيش الحر وستجلب العار لها ولمن أيدها.
هنالك بعض المعارضين المنظرين لحقوق الإنسان يبررون أي تدخل خارجي ويلبسونه ثوب الانسانيه “يريدون قتل مئات ألاف البشر المؤمنين بوجود مؤامرة والذين سيدافعون عن سيادة وطنهم بأجسادهم وأرواحهم مهما بلغ الثمن .

ونقول لهم انتم في عمق الصراع وفي صلب المؤامره فرفقا في اهلكم وأنفسكم تراجعوا فانتم تساهمون في عرقنة المشهد فأهلا وسهلا اذا كانت بوصلتكم مصلحة سوريا وشعبها تعالوا ومدو يدكم للإصلاح والتغيير من الداخل لجعل الاصلاح الذي جميعنا نحلم به واقعا ملموسا واذهبوا لطاولة المفاوضات فإذا استطعتم نقل سوريا جنبا إلى جنب مع النظام الوطني الى بر الامان فإذا حصل هذا يكون انجازا تاريخيا قد ساهمتم فيه , وان اعتبرتم أنفسكم الأم الحقيقية فلا تقبلوا بتقسيم سوريا ولا احتلالها من قبل حلف الناتو عسكريا كان ام سياسياً .

نعم النظام السوري نظام رافض ومقاوم واثبت صدقيته وجديته باصطفافه ضد مشاريع الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقه والعالم ودعم فصائل المقاومه بكل ما أمكنه من وسائل وهذا ليس كلام في الهواء فلبنان المقاومه شاهده حيه على هذا وغزة الجبارة شاهده على من دعم فصائلها العسكريه ومن ساهم في بناء مقاومتها الوطنيه التي سطّرت في الايام الماضيه اروع ايات الصمود وأكدت من جديد ان المعادله في المنطقه بين محورين اثنين محور المقاومه ومحور دول الاعتدال والتبعية , ونحن السوريون ما علينا الان إلا ان نختار اين نقف ومن ندعم وأين تتجه بوصلتنا وبمن نثق او بمن نثق اكثر فهذا المحك وهذا الامتحان فالأمر ليس بحاجه لكثير من التنظير فالامثله كثيره والمشاهد متوفره ولا ينقصنا الا ان نكون الام الحقيقيه وندعم من يستطيع اعادة الاستقرار والأمان بالتوازي مع تثبيت الكرامه الوطنيه وإنجاح برنامج الاصلاح .