رُبّ فلسطينيين لم تنجبهم فلسطينّ!
نقلها الى العربية نورالدين عواد
رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني بعثها الاسرى الكوبيون الخمسة القابعين في غياهب السجون الامبريالية الامريكية (وهي موجهة الى المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة المنعقد حاليا في بورتو اليغري البرازيل، حيث اصطف بعض ابناء فلسطين الى جانب الظلم والطغيان الامبريالي الصهيوني والرجعي)
يا اصدقاءنا المتضامنين الاعزاء من كل ارجاء العالم
مرة اخرى، تطلق الامبريالية وصهاينتها القتلة حمم حنقهم على شعب اعزل، يخضعونه منذ اكثر من نصف قرن لابادة وحشية، يساندهم فيها خطاب النفاق والباطل. ان التنكيل بالشعب الفلسطيني يبدو تناسبيا فقط ، مع الآثام التي راكمتها القوى التي تحاول اليوم اعطاءنا دروسا في حقوق الانسان، اثناء معاملتهم للشعب اليهودي؛ وهي آثام يحاولون التكفير عنها من خلال اقترافهم لجريمة اكبر: مشروع استعماري وابادي مختلف.
في المحرقة الفلسطينية، توضع على المحك كل طاقة الشرّ التي لا زال الغزاة يمارسونها منذ عهود غابرة: تعاد كتابة التاريخ. تلصق بالضحايا كل آيات فجور القتلة. يلجاون الى التباينات الدينية من اجل زرع العداوة ازاء الشعب الذي سيغزونه. يبرزون الفروق العنصرية والثقافية بحثا عن تبرير الجريمة من خلالها. يلقون بشعب ذاق الويل من الطغيان، ليغزو شعبا آخرا.
يعاملون الشعب الضحية بمعيار مزدوج لا يقبله القتلة ابدا لانفسهم. يستخدمون دهاء التلاعب الاعلامي المفلتر، لكي يقبل العالم الطغيان دون احتجاج. ينتزعون الطبيعة الانسانية عن شعب، كما لو ان آباءهم وامهاتهم لم يعانوا بالمثل من ألم ابنائهم، وكما لو انه محرّم عليه الحق في السعادة اللائقة بآدمية البشر.
في مراكز السلطان العالمي، لا يريدون ولا حتى الاقتراب النزيه من الصراع. صحافة الشركات وازلام الامبراطورية يتمظهرون على حقيقتهم، اذ يصطفون الى جانب المعتدي دون ادنى وازع من ضمير.
ويلجأون ايضا الى اللامبالاة والى تلك الهفوة البشرية المتمثلة في امل ان لا نكون الضحية غدا، وان يتم العفو عنا في المستقبل لكي لا نقع ضحية، كمكرمة امبريالية ما. اللامبالي اليوم، قد يتحول الى المعتدى عليه غدا، اذا لم يصطف الى جانب العدل، واذا رفض الانضمام الى سرب الاصواتن التي ترتفع اليوم مطالبة بحقوق المعتدى عليهم.
ان الذين ينهضون اليوم في سبيل الشعب الفلسطيني ينهضون من اجل التاريخ. ينهضون لكي تكون الغلبة للانسانية التي توحدنا يوما ما؛ ولكي ننجو من خلالها كبشر، من الحقارات التي يفرضها قليلون على الجنس البشري. فقط الوعي الجماعي لافضل ما في هذه البشرية، ينقذنا من محرقة نكتوي بها جميعا آجلا او عاجلا، اذا ما بقينا راتعين في اللامبالاة.
في الشعب الكوبي التضامني والثوري والمتربي على الاخوة الانسانية، سيجد الاخوة الفسطينيون دائما كل التضامن. وكذلك الشعب اليهودي، عندما يتخلى الكيان الصهيوني عن كونه اداة للامبريالية، وعندما تنصبّ عليهم الغرائز النائمة لدى اولئك الذين كانوا يضطهدوهم بالامس، ويوشوشون في آذانهم اليوم اغاني جنية البحر، التي ربما تتحول مجددا الى نعيق معاد للسامية والى ملاحقات وحشية جديدة.
من هنا، من حبسنا في زنازين الامبراطورية، نحن خمسة كوبيين ثوريين، اذ قررنا الانحياز (للعدل والحق) لا زلنا نواجه حنق الامبريالية، ونضم الى اخوتنا الفلسطينيين صرخة تضامننا وتعاطفنا معهم. فلننهض اليوم في سبيل العدل، وبهذا ننهض في سبيل العالم الذي نريده لابنائنا.
نعانقككم جميعا ونحضّكم على ان لا تهنوا في الكفاح في سبيل السلام والعدل.
حتى النصر دائما!
خيراردو، رامون، انطونيو، فيرناندو و رينيه.
المصدر موقع كوباديباتي