حمد بن يقظان… وفك الإضراب


عادل سمارة

بدأت، وبقيت، الاحتجاجات في الضفة الغربية من قِبَل الموظفين على ضآلة الرواتب، اي ليست الاحتجاجات من العاطلين عن العمل! بل من الموظفين. والموظفون ليسوا خارج بنية السلطة، بل هم ابناء السلطة أي ابناء منظمات منظمة التحرير، ففي الغالب لا يتم التوظيف بمعايير ومسابقات وتنافس وإنما بالولاءات أو كوتا الفصائل، ومن لا فصيل له، قلما تكون له وظيفة.

وعليه، فاحتجاج الموظفين ظل خجولا ومكسوفاً. ولكن، إذا كانوا هم أبناء السلطة وتم توظيفهم على أرضية الكوتا، فلماذا يحتج الإبن على أبيه؟ وهو يعرف حدود مداخيل الأب؟ نقصد أن هذه معادلة غير اقتصادية/طبقية لأن الإبن شريك في المشروع الاقتصادي المستجدي من الخارج أو تقديم الريع لأهل المصيدة، وهو المستفيد بغض النظر عن حجم الحصة. الاعتماد على تبرعات الأعداء لا يسمح بالاحتجاج، والاحتجاج في هذه الحالة لا ينم ولا يقوم على مسألة نقابية عمالية كفاحية طبقية.

أمام تجدد الاحتجاجات، رفع د. فياض السقف باطول من قامة دولة عظمى، حيث دعى لمقاطعة اقتصادية مع الكيان! هل السيد فياض في صراع كسر عظم مع موظفي حكومته؟ وهل يخفى عليه أن حكومة بلا سيادة لا تستطيع الاستيراد حتى لو دفعت بالذهب؟ فكيف إذا كانت بلا سيادة ولا يمكنها استيراد شيء دون إذن الاحتلال، كما أنها لا تملك سيولة مالية للاستيراد؟

قرار امقاطعة هذا جرى وأده منذ توقيع اتفاق أوسلو ولا يمكن تجديده كتراث للانتفاضة بين يوم وليلة هكذا. وحتى لو كان ممكناً، فلماذا لم يتم الشغل عليه منذ فترة وعلى محورين:

  • محور وضع خطة اقتصادية تنشط قطاعات الإنتاج، وتثقف بضبط شره الاسهلاك، والعودة للأرض مع مساعدات وسبسيديا وقروض…إلى جانب تأميم الفلوس التي سرقها الفاسدون، وشطب الوظائف المزدوجة والامتيازات ونحصيلها بأثر رجعي واستعادة السيارات الممنوحة…الخ.
  • والعمل مع الأمم المتحدة على تحصيل حق الحرية الاقتصادية في الاستيراد والتصدير.

أما وكل هذه لم يتم العمل عليها، وها نحن الآن في المصيدة، كما أن السيد فياض اقتصادي لا يجهل هذه الأمور، فما الذي دفعه لهذه القفزة؟

ليس أمامنا سوى الشك بأن الأمر متعلق بزيارة أمير قطر الذي كما افرج مأزق حكومة السيد هنية سوف يفرج مأزق حكومة رام الله. ولكن في غزة قبض السيد القطري تورط حماس في التسوية عبر نظام الدين الإسلامي السياسي في مصر، فماذا سوف يقبض من هنا اي من رام الله؟ ربما عقد مصالحة بين حماس وفتح على ان تقفا علانية ضد سوريا. لا بل وابعد، سوف يصطف الجميع بادب في قطار غادر آخر محطات المقاومة متجها إلى الدوحة.

فهل من يطرد هذا الزائر الذي لم يغسل يديه من مصافحة بيرس تسيفي ليفني!