ملاحظات سريعة حول نتيجة الجولة الأولي للاستفتاء ودلالاته

أ. د. أشرف البيومي

الارقام المعلنة لنتيجة الجولة الأولي للاستفتاء تعطي 43 في المائة للرافضين للدستور المقترح و56 في المائة للموافقين، كما أن 31 في المائة فقط من الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم فعلوا ذلك. وبصرف النظر عن التزوير بأشكاله المختلفة فإن هذه الأرقام لها دلالات هامة خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أن حوالي 50 في المائة صوتت في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية. فما هي هذه الدلالات؟

أولا- ان حوالي 17 في المائة فقط من المجمع الانتخابي وافق عل الدستور المقترح…… والسؤال هل يمكن ان يكون للدستور وهو الوثيقة التي تحدد مسار الوطن كله لحقبة طويلة له أي شرعية بهذه النتيجة التي تؤكد أن أقلية في المجتمع توافق عليه؟

ثانيا- كنا نقول دائما منذ سنوات عديدة ان قوة الاخوان مبالغ فيها وأنهم يعتمدون علي وسائل توحي بقوة اكبر كثيرا من حجمهم الحقيقي فاذا افترضنا القدرة التنظيميةالمعتمدة علي السمع والطاعة التي يتمتع بها الاخوان وليس التفكير والمعرفة والقناعة فان الغالبية العظمي من الاسلاميين والمتعاطفين معهم قد أدلت بأصواتها…….. معني ذلك أن الحد الاقصي لاعضاءالجماعات الاسلامية والمتعاطفين معهم عن جهل او معرفة هم 17 إلي-20 في المائة كحد اقصي، نصفهم تقريبا سلفيون والنصف الاخر إخوان وبطبيعة الحال فإن المتعاطفين يشكلون النسبة الأكبر من العشرين في المائة هذه.

ثالثاً- الجولة القادمة لن تختلف كثيرا اذا نظرنا الي نتيجة انتخابات الرئاسة في المحافظات الباقية اللهم اذا بذل جهد كبير لتشجيع العشرين في المائة من الناخبين الذين شاركوا قبل ذلك ومعظمهم في قائمة لا للدستور المقترح.

رابعاً- إن القوي الوطنية التي تتحجج كثيرا بقوة الاخوان الجارفة هم في الواقع كسالي، صحيح أن اتجاه الاسلام السياسي يتمتعون بتمويل غزير من الخارج ويعتمدون علي الطاعة بإسم الدين ولكن كل هذا يحدد معالم التحدي الذي يواجه القوي الوطنية التي تدين أي تمويل أجنبي حتي وإن كان ذلك متاحا والتي تعتمد علي التثقيف والمناقشة والاقتناع. هذه الصعوبات لا تعني التقاعس بل علي العكس تماما تعني مضاعفة الجهد من أجل الانتشار والتثقيف والتنظيم.

ملحوظة- اتسائل ما الذي حدث لاعتبار الاسلام السياسي بأن الديمقراطية فكر مستورد يجب رفضه وان الحزبية مرفوضة دينيا وعلي هذا الاساس سعت الاخوان في يوليو 52 لحل الاحزاب !!!

_ كنت اتمني ان تلتزم قيادات الإخوان بمكارم الاخلاق الذي بٌعث الرسول لإتمامها ولكن للاسف اغلبهم يعطي في مناقشاتهم وتصريحاتهم نموذجاً متناقضا مع ذلكتماما!!