عادل سمارة
تساؤل:” ترى هل يعلم هذا الضابط الإسلامي/الثوري أن شارون ميتاً”! مناخ هذا السؤال هو حديث لضابط في جيش الثورة الوهابية المضادة مع مراسل القناة الفضائية العاشرة الصهيونية حيث امتدح شارون واعتبره حليفا له ضد الرئيس السد.
هل يتطوع مثقف من طرازه بشرح هذا له، ليقول حينها “نتنياهو، أوباما، حمد، خيرت الشاطر، المرزوقي…كلهم سواء”
من يُدهشه استجداء قائد “ثوري” سوري دعم شارون، هو ساذج وبسيط وربما مطية لللضخ الثقافي الأسود للصهيونية العربية. هذا كلام موجع، لأن الحقيقة موجعة دوماً. فهذا الضابط ليس ابن أمه وأبيه، لم يعد المرء مجرد نتاج جنسي أو دموي في عصر ما بعد الحداثة وما بعد الأديان. هذا الرجل كملايين العرب والمسلمين، نعم ملايين، هو ابن الصهيونية العربية التي تمتد من المحيط إلى الخليج بل والصهيونية الإسلامية وخاصة في بيت الخلافة تركيا. صحيح أن هذا يقول قولته على الفضاء وأمام صحفي صهيوني ولولا قليلاً لخلته هنري ليفي أو من نسله “ربما نسلاً جانبياً بالطبع” حتى في الشكل.
هذا الرجل امتداد لكل فلسطين أو عربي أو مسلم تواصل مع القيادة الصهيونية منذ عام 1918 ، أو ربما قبلها ولم نجد الوثائق بعد. وهو امتداد لكل الأنظمة القُطرية العربية التي أنشأها الاستعمار والاستعمار صهيوني في العمق. هذا الرجل من نسل كل عربي اعترف بالكيان سواء تحت عصا الشين بيت والموساد أو في ماخور أو حانة أو فندق فاره من طراز استضافة السيدة أم خرطوم –تسيفي ليفني-، لا فرق. هذا الرجل سليل كل عربي يكره الانتصار ويحلم بالهزيمة ويقاتل من أجلها. هذا الرجل نسل كل عثماني اعترف بالكيان باكراً ولم يتغير ولن يتغير. هذا الرجل نسل كل من لا يستنكر ما فعل. هذا الرجل من نسل كل فلسطيني تقاسم وطنه مع العدو وتفاخر بالانتصار، هذا تلميذ ذكي تتلمذ على عضوالكنيست القومي العربي عزمي بشارة، وكل من اقسموا يمين الولاء للدولة اليهودية، هذا الرجل لا شك تدرب في الكيبوتسات وساكن فلسطيني يعيش في الكيوبتسات ومثل بشارة يزعم انه “قومي عربي” تعبيراً عن الاندهاش بحضارة الصهاينة وعبقرية التوراة. هذا الرجل حامل جينات التطبيع الذي تمارسه مئات ملايين العرب والمسلمين.
هذا الرجل وليد الصمت عن هؤلاء بل وحتى تتويجهم فما الغريب في فعلته هذه؟ لو قورن بهم، فهو بريئ، وابرىء منه ذلك القطيع الذي كان يهتف الله اكبر. ترى هل كانوا يقصدون الله أم شارون!
إن مثقفين/ ات (إسلاميين، ماركسيين، لبراليين، قوميين، أو من حيث أول، عرباً غير عرب، نصف عرب، سمرا، بيضا، نصف بيض…) هؤلاء جميعاً مخروقين إلى حد تبرير الذبح على الشاشات مع رقصات الله أكبر، مثقفين/ات يسمعون قول هذا الرجل ولا يكتئبون على ما كتبوا وفعلوا وقبضوا، هم اُناس يقودون أمة إلى مأزق مع التاريخ والمستقبل.
ترى، لو رسم فنان عنصري من النرويج اليوم صورة مسيئة للرسول والإسلام بناء على هذا، هل سيكون مخطئا؟ وهل ستتدفق عشرات الملايين إلى الشوارع تريد اكل لحم النرويج حياً؟ إنتظرو أكثر من هذا.
لا يمكن لضابط كهذا أن يغامر بالقول الذي قال أمام فريق من البرابرة الذين يهتفون الله أكبر بينما يلهج هو باسم شارون. هنا دعك من شارون كصهيوني ويهودي وإشكنازي وراسمالي غربي،…الخ. شارون هنا نموذج عشق ذبح الفلسطينيين من كفر قاسم إلى قبية إلى صبرا وشاتيلا إلى اليرموك. فلماذا يعشقه هذا؟
ما الذي يجمع عربي/إسلامي مع شارون؟ وشارون اليوم ليس ذلك العلج الملقح على الفراش منذ عقد من الزمن. شارون اليوم هو الموساد، وهو كل صهيوني، جندي او مثقف او سياسي لافرق. والصهيوني هنا ليس يهودياً وحسب، كل عربي يعترف بالكيان هو صهيوني بامتياز. فهل هناك أوسع واكبر من حزب هذا الضابط؟ ولولا هذا لما قال ما قال شاعرا بأمان مطلق.
وهذا يثير العديد من الأسئلة : ماذا لو ألمح جندي بهذا القول أو حتى حارس على باب مقر حكومي من سوريا؟ هل يتخيل أحد فيض الفضائيات والتصريحات على طريقة صراخ ارخميدس…وجدتها وجدتها.
- هل يقاتل هذا ومن معه من أجل الشعب والوطن والإسلام؟
- هل من فسحة لإنكار دور الكيان في تسليح وتدريب وحتى القتال مع هؤلاء المسلمين؟
- ماذا قال كل من شارك ضد سوريا تعليقا على قول هذا الضابط؟ هل استنكرت ذلك مجالس “الثورة” على تعددها؟ أم شعر هؤلاء بان هذا قال ما يحبون ويعشقون؟
- هل قال قرضاوي في هذا شيئاً؟
- ماذا يختلف هذا عن قول الرئيس المنتخب مرسي إلى بيرس: “صديقي الوفي”
- هل يختلف هذا عن وعد ابن سعود بمنح اليهود فلسطين؟ وهل كان سيتردد في منحهم الكعبة لو أرادوا؟
- هل نطق مشعل بكلمة واحدة وهو يرسل وهابيين فلسطينيين إلى سوريا، بينما يصرخ في غزة بتحرير فلسطين ترى، هل كان يحمل في جيبه تصريح دخول من الكيان بوساطة مرسي ويقبض عليه بالنواجذ كي لا تُطيره كلماته العالية؟
- ماذا قال نسل برنار هنري ليفي في ليبيا الإسلامية؟
يا إلهي، ترى لو قال هذا نصراني: كم نصراني سيبقى حياً في وطن العرب الإسلاميين؟