يا أخ مشعل: لا رجولة في شتم النساء!


بادية ربيع

قبل أكثر من شهر زار أمير قطر القاهرة، وهناك حصل على تصريح زيارة إلى غزة بوساطة الرئيس المصري محمد مرسي. ويبدو أن هناك مكتب تصاريح لزيارة غزة تديره المخابرات المصرية في خدمة الموساد. وبالطبع فهذا قد يثير أعصاب فريقين من الناس: بسطاء الثقافة ومثقفي التسوية. فالبسطاء يرفضون بطيبة قلب أن يتخيلوا رئيس اكبر دولة عربية يتوسط بين الفلسطينيين والعدو. ولكنه يفعل. ولا أوضح من قيام هذه المخابرات بإخبار أمين عام الجهاد بأنه ممنوع من دخول غزة. والأمر لا يتعلق باحترام الكيان للرجل ولكن يتعلق بأن إيذاء هذا الرجل سوف يكسر الهدنة التي يرعاها رئيس مصر وينفذها قادة حماس والتي بموجبها يدخل من يسمح له الكيان. ولذا بالطبع مُنع الوفد الإيراني من دخول غزة، وهو الأحق بدخولها بعد انتصار مقاتلي الصواريخ بالصواريخ.

جاء أمير قطر وقدم حقنة مالية جديدة لديكتاتورية السيد إسماعيل هنية، فهو الحاكم بأمره والمال في جيبه. وبالطبع لم يُشرك ولم يستشر لا منظمات ولا قطاعات شعبية معه في السلطة فما بالك بالمرأة؟ بينما  مللنا مزاعم خالد مشعل عن ديكتاتورية الأسد! وخاصة بعد أن أشرك الأسد معه العديد من الأحزاب.

بعد الحرب على غزة، جاء السيد مشعل وزار غزة ولا شك بتصريح صهيوني ووساطة أكبر دولة إسلامية وأصغر كيان إسلامي ، وألقى خطابا ماراثونيا أطول من فلسطين الحقيقية أي من حدود لبنان إلى حدود مصر، مع أنه قبلها بايام كان قد أعلن قبوله بدويلة في المحتل 1967.

على اية حال كل ما قاله لا يلفت النظر في كل نقاطه ال 18-20.

ما لفت نظري، ملاحظة غاية في الغرابة. فبعد أن أنهى مشعل خطابه الناري، عاد المشرف على الحفل وإذا به يقول:

“اليهود في الحرب نسوان”. توقعت بل تمنيت من الأخ مشعل أن يقول له: “سامحك الله يا أخي، من المخجل ان تقل هذا”. حبذا يا أخ مشعل لو من قبيل الدعاية والتمثيل على الأجانب. لكن لا الأخ مشعل ولا اي من الحضور في الصفوف الأولى ولا حتى النساء اللواتي كن بعدد الرجال ولا ممثلي فصائل غزة بيمينها ويسارها. لم يقل أحد شيئاً.

هل جرأت المنظمات النسوية على قول كلمة؟ وحتى نساء اليسار؟ للأسف / لا أحدا في غزة!

فاليهود ايها الأبطال ليسوا جبناء. البشر منهم ابطال ومنهم جبناء ومنهم كرماء ومنهم جهلة ومنهم عباقرة…الخ ومنهم العنصريين. ولكن العنصرية المألوفة بعكس عنصرية الجهل والتخلف هذه! بعكس هذا العيب والعار. هي عنصرية ضد الغير وليست ضد الأنثى من بني جلدتهم. إذن بأمثال هذا العبقري تُحكم غزة، وتحلمون بأن تحكموا سوريا. كفى الله هذ الأمة تخلفكم. هي كلمة مسحت انتصار غزة وقالت له دعني!