زُقاء عزمي بشارة مجرد وقْوَّقة

ايهاب زكي

ملاحظة من “كنعان”

 بعد أن تورط كثير من مثقفي العرب وحكامهم في توثين (من وثن… صنم) عزمي بشارة، ليس لعبقريته وإنما سببين: فقرهم الثقافي وانبهارهم بالصهيونية مما اعماهم عن تورطه في عضوية الكنيست. هذان الأمران استثمرهما ليقوم بمهمة تطبيع الوعي العربي فكان لا بد ان يكون في الدوحة حيث الجزيرة كجهاز إعلام، ومركز الإخوان منذ 40 سنة وهو كمثقف وليس كمفكر وحيث التمويل اللامحدود. وفي النهاية مكان محمياً من أي حراك حيث لا سياسة ولا أحزاب ولا جمهور عربي حيث ان القطريين يشكلون 12 بالمئة من السكان، وأخيرا حماية القواعد الأميركية من. يفكر بهدوء يتذكر (كوهين ــــ كمال سليم ثابت في سوريا) ويتذكر لماذا حين كان عزمي يحاول تسويق نفسه ركَّز علاقاته مع سوريا وحزب الله! وحين كان لا بد أن يخدم من أسسوه، اضطر للعب دور خاروفالعيد، فارتد على المقاومة والممانعة. يجب أن لا ننسى أن حالة هذا كحالة الوهابية التي غفلنا عنها 40 سنة بعد هزيمة حزيران وهي تبث سمومها في امتطاء الدين والتبشير بكل ما قروسطي وظلامي وحين تنبهنا بعد الحراك العربي كانت الوهابية قد تجذرت في الشارع وخاصة الطبقات الفقيرة. صحيح أن تصدينا لها كحالة في منتهى الظلامية ولأمثال عزمي كحالة صهيو ــــ أميركية، كان تصديا متأخراً من قبل أكثريتنا، لأن التصدي الحقيقي كان يجب أن يكون مواكباً بل حتى قبل هذه الظواهر، ولكن هذا أفضل من الندم وكسر القلم، هذا معنى المقاومة، هي مقاومة لأننا لا نواجه هذا كفرد ولا قطر ولا الوهابية والإخوان…الخ بل النظام الرأسمالي العالمي. يجب ان نرى تصدعاته لا ان نفعل حينما لم نلاحظ مخاطر أدواته في وطننا.

* * *

زُقاء عزمي بشارة مجرد وقْوَّقة

ايهاب زكي

بليغ عزمي، وليس بليغ حمدي الذي يُهدي مستمعيه بطرَّب اللّحن، وعزمي بليغٌ باللحن في القول،ويُحكى أنه في العصر العباسي كان الإعدام مصير اللاحنين،ورغم أن اللحن الموجِب للإعدام كان قد إقتصرعلى اللحن في آي القرآن الكريم، فنصب الفاعل ورفع المفعول يُغير في مقصد الآية ودلالتها، أما عزمي فيلحنفي المفاهيم ويلحن في الوقائع ويلحن في المصير،يُنَّصِب فاعل الإجرام أميراً، ويرفع المفعول به قديساً، ولأن سيوف العصر العباسي قد صدأت واندثرت، فقد تطاله نِصال الأقلام ومشانق الحروف.

جلس إمبراطور الفكر العربي تلميعاً ،في عاصمة القرار العربي تزويراً، كالطاووس جلس على كرسيه مفاخراً بريش أفكاره، متعالياً على وقوقات الدجاجات المبهورات من حوله، فقال يجب أن تفهموا العمق في أهمية كلامي،ولكن غاب عنك أيها الطاووس أن الدجاجات منبهرات بالريش لا بالكلام،ثم أن الدجاج لا يفهم زُقاء الطواوييس،والحل الوحيد إما أن تُصبح دجاجة أو تتحول الدجاجات إلى طواوييس.

طبعاً لن أعيد كلاماً مكرراً ، تسمعه وتنصت ثم تعبس وتبسُر، حيث أنك تجلس في واحة ديمقراطية اسمها دوحة، فهي ذات برلمان عريق ومؤسسات رفيعة،ضربت أروع الأمثلة في طرق تداول السلطة،وليس بانقلاب الولد على أبيه الديكتاتور كما يشيع المغرضون،ولا يوجد بالقرب من كرسيك الثوري أي قاعدة أمريكية، ولا مكاتب (إسرائيلية) (تجارية) فهذا كلام لمثقفين أحرجتهم ثوراتك،فأشاعوا عن مدينتك الفاضلة كل فاحش،وقد قلت أن هؤلاء المثقفون أنفسهم أيَّدوا الثورات في تونس ومصر،ثم نكصوا على أعقابهم في سوريا وقالوا بالمؤامرة، وتفادياً للإحراج سحبوا فكرة المؤامرة على تونس ومصر ،ولو كان مجالسيك حميراً لنهقوا، ولكنهن دجاجات أخجلتهن الوقوقة في حضرة الطاووس،فحلال مصر وتونس بيِّن وحرام سوريا بيِّن،فهم قالوا بخطف الثورتين المصرية والتونسية لا باستيلادهن، وقد أوغلت في السطحية وتساءلت إذا كانت قطر هذه الدولة الصغيرة، قادرة على صنع كل هذه الثورات وتجييش الشعوب فهي تستحق رفعالقبعة، متجاهلاً المال القطري والإعلام القطري والدين القطري.

ثم جئت ببدعة من لحن القول لم يسبقك إليها أحد من العالمين،فقلت من غير المسموح أن يمارس أحد النقد (للثورة السورية) من زاوية لا للثورة، قل نعم للثورة ثم مارس حقك في النقد،وكذلك أنا أقول لك، لا يُسمح لك أن تمارس النقد للنظام السوري من زاوية لا للنظام، فقل نعم أولاً ثم سنسمح لك بممارسة حق النقد،والآن اكتشفت لماذا عضو كنيست يمارس النقد (لإسرائيل) فأنت تمارسه من زاوية نعم (لإسرائيل)، ولكن تبقى هناك معضلة في هذه المعادلة، فأنت تقول نعم للأسرة الحاكمة في مشيخة قطر، ولكنك لا تمارس النقد لها، أم أنك تنظر لها من زاوية( لا ) سراً ،وهذه النعم مجرد مهنة للإسترزاق.

ثم لمزت لجانب الجيش العربي السوري،حينما قلت أن في مصر وتونس جيشين وطنيين،رفضا الرضوخ لأوامر النظام وخضعا لحكم الشعب ولمؤسساتالدولة،وهذا إفراط في المثالية لدرجة التدليس،فمن قال أنهما غير وطنيان، ولكن من قال أن قادتهما يغردون خارج سرب النظام العالمي الجديد،في حين أنكتعرف أن الجيش العربي السوري هو المؤسسة العربية العسكرية الوحيدة التي هي خارج نطاق السيطرة الأمريكية، فرئيس الأركان المصري كان في واشنطن قُبيل تنحي مبارك،وعمر سليمان قتلته الحقيبة السوداء،ولا أظنك تعتقد أن حقيبته كان فيها الوطنية المعادية لأمريكا،وهل كان الجيشان ليسا وطنيين حيث كانا في حالة رضوخ للنظام طوال العقود الثلاثة الماضية.

وقلت أنك تُميز بين نظام هادن (إسرائيل) وسالمها،وبين نظام فتح لها السفارات وآخر لم يفعل، وبين آخر لم يفعل،ولكن كيف وأين ميَّزت، فالقذافي مثلاً لم يفتح سفارة لـ(إسرائيل) ولكنك شرعت إحتلال الناتو لبلاده، وسوريا لم تفعل، ولكنك شرعت هدمها لتبني على أنقاضها ديمقراطية عريقة كديمقراطية دوحتك،وبناء مقاومة كمقاومتها،في حين إصطادتك كاميرا الجزيرة وأنت تلهث خوفاً من كلمة قلتها بحق الأردن،التي هادنت وسالمت وفتحت السفارة،ثم ختمت محاضرتك بالقول ،أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،وهذه عبارة يرددها رجال الإخوان وشيوخ السلف،ولا أعرف ما علاقة علمانيتك بالأخونة والسلفية،فعندما يقول شخص مثلك هذه العبارة، نوقن أن للغاز معجزات .

وعندما تُقر أن الجيش العربي السوري قد تم إعداده لمحاربة (إسرائيل)،رغم أن إعترافك هذا جاء من باب شد أزر الإرهاب،حيث أنك تقول لهم أن المعركة طويلة لأنكم تحاربون جيشاً قوياً،إلا أن هذا القول يُدينك لأنك تريد إستبدال جيش أُعد لمحاربة (إسرائيل) بجيشٍ أعدته (إسرائيل)،وأ خيراً يبدو أن شمس أفكارك إلى أفول،وزهرات ربيعك إلى ذبول، وريشاتك ليست إلا نبْت ذيول .

::::

“بانوراما الشرق الأوسط” ،

http://www.mepanorama.com/211057/%D8%B2%D9%8F%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%B2%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%B1%D8%AF-%D9%88%D9%82%D9%92%D9%88%D9%8E%D9%91%D9%82%D8%A9/