(الجزء الأول)
عادل سمارة[1]
أعددت هذه الورقة وقدمتها في ندوة عام 2008 عُقدت في قاعة بلدية البيرة إثر رحيل الحكيم على وعد أن تتم طباعتها مع اربع أوراق أخرى في كتاب وفاء لدوره، لكن الكتاب لم يرَ النور. ومؤخراً دعاني المنتدى التنويري في نابلس كي أتحدث عن “الثورات” العربية وبمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل الحكيم، وكان ذلك يوم 5 آذار 2012 فقدمت الحديث نفسه.
ويكون معنى الجمع ما بين المسألتين هو العلاقة الممتدة بين دور الرجل وأفكاره وبين ما يدور في الوطن العربي من جهة، ومن جهة ثانية قراءة الرجل بهدوء وقراءة الأحداث الحالية بقلق. هل بوسعنا جمع الهدوء والقلق؟ نعم، فالهدوء هو النظر بعين دقيقة إلى الزمن/ الوقت الماضي أو التاريخ واستخدام ذلك في الإحاطة بالأحداث ولجمها من أجل امتطائها كي يكون الشعب فارسها في المستقبل، وإلا سقط عن الجواد.
وكي أكون محدداً، فمفهوم الشعب وكذلك الأمة كمفهوم عام لا يعني كل الناس سوى في قيود النفوس حين الولادة وعند الرحيل و/أو حين تتعرض الأمة لعدوان خارجي مما يستنهض الهوية الجمعية ويحرك الانتماء الوطني والقومي دفاعاً عن الوجود العام. وربما لأن الوطن العربي يتعرض لاستهداف متواصل، تظل التوعية والاستنهاض وطنياً وقومياً من الضرورة بمكان. وما نقصده بالوطنية هنا ليس فقط أخذ خصوصية كل قطر عربي بالاعتبار نتيجة لاختلاف الظروف والبنى الناتجة عن التجزئة وعن “تطوير اللاتكافؤ” في الوطن العربي، بل كذلك لأخذ غير العرب في هذا الوطن بالاعتبار كشركاء في كل شيء، وهم بين قوميات وإثنيات وبالطبع هذا باستثناء الكيان الصهيوني. كما أن هذا لا يستثني قومية القوميات الشريكة في هذا الوطن. وعليه يكون استخدامنا للقومية العربية هو في إشكالية دائمة من حيث إنَّ الاستنهاض القومي العربي ضرورة، وإنّ استثناء القوميات الأخرى ليس مقصوداً ومن هنا كانت الإشارة إلى حقها كشريك تام.
ما نقصده بتجاوز المفهوم العام للشعب هو الرؤية الطبقية القائمة على البنية الطبقية لأي مجتمع. وفي سياق طرحنا هذا بما هو طرح عربي يقوم على قناعة فكرية نظرية اشتراكية، فإن ما نقصده أو ما نتوجه إليه بمفهوم الشعب هو الطبقات الشعبية في هذا الوطن صاحبة المصلحة في الوحدة والاشتراكية بغض النظر عن حدود عمق الوعي بهذا الشعور وتلك المصلحة وهما في الأصل نتاج تقصير القوى الاشتراكية في الوصول إلى هذه الطبقات من جهة وتفاعل هذا القصور وأحياناً تواطئه مع الاستهداف الرأسمالي الغربي العدو والمعادي.
واليوم أستغل فرصة استعادة دور الرجل من جهة وتجدد الحراك والتحريك الشعبي العربي بمختلف قواه التي تدفع إلى الأمام والتي تشد إلى الخلف، الوطنية منها والخائنة، التقدمية منها والرجعية المنتمية وطنيا وقوميا وطبقيا منها والمتخارجة، كي أضع ورقتي هذه في هذا الكتاب مع بعض التوضيحات حين الضرورة. ولا أنسى أن استعادة دور الرجل هو تقدير لحياته النضالية التي لم تعرف التردد ولا التآمر ولا استثمار الموقع والموقف. ولا أزعم من موقعي كمواطن عادي انني استطيع ان أنصفه فمن حقه الكثير على الكثيرات/ين.
الحكيم: من يقاوم هو على طريق الانتصار
لم يعش على ولم يُعالج بأموال الفقراء واللاجئين
الذكرى حالة عاطفية، هي ما بين الحنين الفردي والنزوع الإنساني السرمدي للأبدية، والتذكر عقل، والذاكرة موقف سياسي جمعي، أما الوفاء فأجمل بما هو جمع للشخصي والوطني، للدفء الإنساني وللفكر بتجريده ونقده وانتقاده.
هذه ليست رثاء يُعدد مناقب المناضل الأصيل الدؤوب، ولا تقريضا لمواقفه. هذه محاولة لدفع الموروث والعقل إلى الأمام. وإذا كانت فيها تساؤلات ومناقشات ونقد وتطويرات فموجهة لنا نحن الذين ما زلنا نفعل شيئاً ما فوق التراب، ولغير هذا لم يكن لي أن أتحدث! أسوق هذا كي لا ينشغل أي رفيق أو صديق في كوني لم أُبدِ حزناً أو تفجُّعاً. وهذا يدفعني لشكر كثيرين فعلوا ذلك، ففتحوا الباب واسعاً هكذا لتشغيل وإشغال التحليل.
محاولتي متواضعة للمرافعة أمام تاريخ قاسٍ، متحرك بأسرع منا لأن من يحركونه سبقونا بكثير، تاريخ ماثل أمامنا، بل نحن نمثل أمامه ربما مخفورين جميعاً. وثانيةً، أؤكد، إذا كانت هذه محاكمة للحكيم الراحل، فهي محاكمة لي ولكم قبله، بل ليست محاكمة له، إلا بمقدار أن النضال والفكر ملكية خاصة وهما ليسا كذلك. وهذا ما لم يكن أبداً، حتى لمن آمن بالملكية الخاصة. كما ليس هذا الحديث بوحاً بعلاقة خاصة ومباشرة ويومية فبين اللقاءات الأولى بالرجل من 1963-1967، وآخر اتصال هاتفي قبيل رحيله بأشهر مسافة بطول عذابات شعبنا.
ما أود قوله في هذا المقام هو تساؤلات أكثر منها تقديم إجابات نهائية القصد والمحتوى. ما أودّ قوله ليس تعداداً لأطروحات الحكيم ونضالاته لأقول: هكذا يجب أن نفعل اليوم، فلست من القائلين بـ: “ما أشبه اليوم بالبارحة”. فكل يوم هو يوم آخر. لأناس آخرين.
ولكي أتعلم من المستمع والقارئ، تساؤلاتي هي:
·هل ما توحي لنا به النظرية هو المعيار؟ وهل يمكن للنظرية والتطبيق أنْ ينفرجا إلى درجة التناقض ومع ذلك يبقى الحزب هو نفسه؟ هذا يوجب قراءة التجارب ولكن بالمِشرط.
·هل ما آلت إليه أوضاع الشعب والأمة والطبقات الشعبية والحركة السياسية والوطن أيضاً هي التطور الذي لا رادَّ له؟
·هل هناك قومية عربية واحدة أم اثنتين؟
·هل هناك تحالف بين أنظمة الكمبرادور العربي والطبقات (بما فيها الإدارات) الحاكمة في المركز الرأسمالي في مراحله الثلاث: (الاستعمار والإمبريالية والعولمة)؟
·هل من دور بقي للبرجوازية العربية سواء كقائدة أو مقودة في مشروع الوحدة والتحرر والاشتراكية؟
·في عالم القطبية الواحدة، وبانتظار تعدد قطبي، هل حقاً أن أميركا هي الدولة المستقلة الوحيدة، وأن أوروبا واليابان مجرد أنظمة حكم ذاتي وبقية العالم مستعمرات؟
·هل هناك حبل سُرِّي ومصير موحد بين القطرية العربية منذ سايكس-بيكو والكيان الصهيوني الإشكنازي؟
·هل للوحدة العربية من معنى وإمكانية خارج سياق الاشتراكية والمصالح المادية للطبقات الشعبية، وما هي راهنية الاشتراكية؟
·هل القومية العربية مجرد ذلك المتخيَّل؟ هل الأمة العربية خُرافة أم هي حالة متغيرة مقودة بمصالح مادية للطبقات الشعبية؟
·هل الدولة الواحدة ممكنة بدون إسقاط نضالي للكيان الصهيوني، وهل لها معنى ما لم تكن جزءاً من الوطن العربي وعلى أرضية الاشتراكية؟
·هل انتقل ثقل الثورة العالمية إلى المركز حدِّياً كما كان مفترضاً تمركزه حدِّياً في المحيط؟
لو كان لي لقاء بالحكيم، لكانت هذه من موضوعات الحديث. وأرجو أن يكون دوري هنا طرحاً لهذه التساؤلات بشكل علني لأن داخلي لا يقوى على احتوائها ومعالجتها ولا كبتها، كما أن طرحي هنا ليس أكثر من مقاربة لبعضٍ من كل واحدة منها. واسمحوا لي بكلمة مختلفة في هذا المقام. فهذه القضايا على ضخامتها ونوْء العقل والجسد بها، هي عاجلة وليست كما يردد أصحاب المقالة الصحفية بأن الاشتراكية والقومية لا يتحدث بهما أحدٌ هذه الأيام. ليس هذا هو المعيار بل المعيار: ما الذي يوقف بربرية الرأسمالية المتغولة علناً غير الاشتراكية؟ أو هذا ما نقترحه ولعل غيرنا يقدم غيره. ألم تنتقل الرأسمالية في حقبة العولمة من استغلال الأفراد والطبقات إلى ذبح شعوب بأكملها؟ هذا حال العراق، وليس فلسطين فقط! وهل يمكن تحرير فلسطين والمحتل من سائر أرجاء الوطن عبر القطرية التي تتصاغر إلى جعل الصراع بين حامولة كذا والجبهة الرأسمالية الصهيونية المعولمة.
التجربة الشخصية:
التقيت الحكيم في ميعة العمر، وتواصلت معه قليلاً في تقدمه النسبي. كان ذلك عام 1963 حين ذهبت للدراسة في الجامعة اللبنانية، وكنت في بدايات عضويتي في حركة القوميين العرب إثر خروجي من المعتقل حيث شاركت وأُصبت بطلقة ما تزال في ساقي اليمنى في مظاهرات خرجنا يوم 21 نيسان 1963 نطالب بضم الأردن إلى الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق.
كان لافتاً في الرجل هدوؤه وشبه صمته، وتحدثه بعد الجميع. وكنت أُدهش من شدة الوصل بينه وبين وديع حداد، المتحرك والمنفعل والمباشر دائماً. أرسلني والدي للدراسة المداومة، لكن الحركة طلبت مني التسجيل والعودة لحاجة الحركة إلى كوادر قيادية. كنت أرتبك وأندهش في داخلي: أية قيادة، وأنا غضٌّ في كل شيء! قضيت في بيروت آنذاك بضعة أشهر أتنقل بين مكتب مجلة الحرية في رأس النبع، وبين مكتب المحرر في بناية العيزية بساحة رياض الصلح وبين الجامعة في الصنايع. وخلال تلك الفترة أجمع كلاهما الحكيم وأبو هاني على أن أكون “رسول الغرام-هكذا أسماني محمد رسول الكيلاني مدير المخابرات الأردنية آنذاك أثناء اعتقالات 1965” أي ناقل رسائل قيادة إقليم الأردن إلى قيادة حركة القوميين العرب في بيروت. وبقيت أتردّد على بيروت ربما كل شهر بحجة أنني طالب جامعي. قال لي ذات مرة ضابط حدود لبناني: “أنت طالب أم تاجر؟”
لم أكن لأرى الرجل كثيراً، فقد كان ارتباطي التنظيمي مع وديع حداد، وكنت ألتقي الحكيم أحياناً في بيت وديع في بيروت، طلعة حاج نيقولا، عمارة سنجر. كان بيته مكان اختفاء لا تعرفه إلا قلة. طالما تساءلت ما معنى حاج نيقولا؟ لم أكن أعرف أن هناك حجيجاً مسيحيين للقدس؟
حضرت في تلك الفترة عدة مؤتمرات للحركة ولإقليم فلسطين، ولكن كمراقب وليس كعضو له حق التصويت. ذات مرة طلبوا مني تدوينَ المداخلات، فملأت دفترين. وحينما حاول عامل الطباعة طباعتها كنت مضطراً للبقاء إلى جانبه ثلاثة أيام أقرا له خطي التعيس. كان الحكيم، يتحدث متأخراً هادئاً ودقيقاً ومقنعاً. كنا نحن الفتيان من بين الحضور، لا ندري كيف تبقى السيجارة غير والعة معلقة في شفته العليا لساعات؟
عرفت في بيروت أبو ماهر اليماني، الذي كان له أن يُعرضني للاختطاف والتحقيق لمعرفة مدى صلابتي إذا ما اعتقلت وأنا أحمل رسائل القيادة ونفقات أبطال العودة، كيف لا، وأنا أمر من ثلاثة حدود لسايكس-بيكو، الأردن وسوريا ولبنان. وتعرفت إلى عبد الكريم حمد أبو عدنان. وجهاد ضاحي (سوريا)، وسيف الضالعي (جنوب اليمن) الذي سألني ذات مرة في أحد المؤتمرات: “وبتحسِن تِقرا؟”.
كانت الحركة آنذاك قد تبنت الاشتراكية، ولكن بعمومية المفهوم وبموقف أقرب إلى الاشتراكية الديمقراطية، وكما أذكر كنا نقرأ الفابية وكتابات ج.د.هـ. كول وغيرها. ولكن هناك في بيروت وبمتابعة الدراسة كنت أنتقل بهدوء متواضع إلى الفكر الاشتراكي العلمي، بتسميته الماركسية، تمييزاً عن حصر الشيوعية في الأحزاب الشيوعية.
آنذاك، كانت مجلة الحرية تنشر قضايا هامة مثل وصايا تولياتي، ونظرية إفزي ليبرمان (وهذه أسست للانحراف اليميني في الاتحاد السوفييتي)، ومقالات لمحمد كشلي ومحسن إبراهيم وغيرهما.
لم يطل مقامي في بيروت كثيراً حيث كنت زائراً أحمل البريد السري، كما تخللت ذلك فترات اعتقال في الأردن. وكان آخر عهدي بالحكيم والرفيق وديع في رحلتي إلى بيروت بعد أن أفرجت المخابرات الأردنية عن جواز سفري المحتجز لديهم بهدف تعطيل دراستي الجامعية. كان ذلك يوم 29 أكتوبر 1966 بعد عشرة أيام من عملية قامت بها خلية لأبطال العودة قرب مستوطنة يفتاح بمنطقة عكا وفيها استشهد محمد رفيق عساف، ومحمد اليماني وسعيد العبد سعيد وجرح واعتقل سكران محمد سكران. كنت حين أصل بيروت أتوجه إلى بيتهم في حارة حريك على حافة برج البراجنة. ذهبت إلى بيتهم ولم أكن أعلم شيئاً عن كل ذلك. وصلت المنزل وطرقته فلم أجد أحداً. ذهبت إلى بيت أحمد الأسمر وكنت أحمل لوالدته الطيبة بعض التمباك. وقلت له ذهبت إلى بيت الشباب ولم أجدهم!
دُهش أحمد وقال: ألم يُمسكك “الدَرَكْ والمكتب الثاني”؟
قلت لا.
فأخبرني بما جرى. ربما كانت تلك الليلة من أشد ما في حياتي، لم أنم قط ولم أتحدث قط. وبقيت في بيروت حتى 3 حزيران 1967 أي قبل الحرب بيومين. وبما أنَّ الحرب كانت على الأبواب، كان على بعض منا قطع دراسته والعودة للوطن لواجبات أثناء الحرب.
كان ذلك آخر عهدي بالحكيم والرفيق وديع، وبالدراسة في لبنان.
كان عدوان 1967، وخرجت إلى عمان لمواصلة الاتصال وعدت في آب من نفس العام. وكان تشكيل الجبهة الشعبية وتحولنا إليها. ما أود ذكره هنا أننا كنا خمسة في قيادة الجبهة للضفة والقطاع، أبو علي مصطفى وأحمد خليفة وعزمي الخواجا وعبد الله العجرمي وأنا. وكنت أصغرهم سناً. ولحق بنا لاحقاً تيسير قبعة وأسعد عبد الرحمن كتعزيز للقيادة المتقدمة. من بين ما ناقشناه كان اقتراح مني ومن أحمد خليفة بإعادة تشكيل الحركة إثر الاحتلال وليس الاكتفاء بخلايا مسلحة. لكن الثلاثة الآخرين فضلوا العمل المسلح وحده. وآزرهم تيسير قبعة بشدة. وبالطبع، لم أكن أعلم آنذاك أن قراراً بحل حركة القوميين العرب قد أُتخذ. ولم أقرأ حتى اليوم تحليلاً ضافياً للأسباب.
انشقت الجبهة في الخارج وكنت ممن انشقوا داخل السجن على أرضية الماركسية، حيث كنا قد اختلفنا داخل السجن على قراءة الماركسية، وعليه، ما ان عرفت أن انشقاق الجبهة كان على هذا الأساس، فقد أعلنت أنني مع الطرف الماركسي دون أية معرفة به او علاقة معه، اي الجبهة الديمقراطية. وهذه مسألة ليس مكان طرحها هنا. وهذا قطع تواصلي بالحكيم، إلى أن تلقيت هاتفاً عام 1996 من مسؤول مكتبه في عمان، أعتقد أنَّ اسمه سهيل. قال الحكيم يريد التحدث معك.
سألته أولاً عن صحته، فكان رده الفوري، ليس المهم صحتي! طرح لي فكرة إدارة فرع لمركز للأبحاث برام الله ووصف لي الفكرة، ووافقت على ذلك واستمر التواصل ربما لعام، إلى أن انقطع الرجل دون سابق إنذار. وبقيت لأعرف ملابسات هذا التغير الغريب ذات يوم في شيكاغو في عشاء بمنزل ثري يساري لم أعد أذكر اسمه ليشرح لي السبب. رفيق من الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب. لا أدري كيف ترتب اللقاء، ولا أدري لماذا أصرّ الرجل على الجلوس إلى جانبي وليفتح الموضوع، ويكشف لي الكولسة التي اضطر الحكيم لقبولها.
ما كنت أتمنى قوله للحكيم بكل محبة: حبذا لو تعلم أيّها الرفيق النظيف أنني تعلمت من أبي الفلاح الأمين كره العمل المأجور، حتى لو في مركز للأبحاث. كان سيتفهم ذلك تماماً، كيف لا، وذات مرةّ’ “صرخ بي الرفيق وديع عام 1965 قائلاً: يا أخي ماو تسي تونغ يأخذ تفرغه”! ولم آخذ رغم ذلك.
نادراً ما كنت أتمكن من السفر عبر عمان، فحدود سايكس بيكو اكتملت بعد الاحتلال الثاني 1967، لكنني في تلك المرات القليلة لم أعثر على الحكيم في عمان. كان لي طيب اللقاء بهاني الهندي، وبهجت أبو غربية وأنيس صايغ وغيرهم.