من يحمي الفساد في وزارة الخارجية ؟

بلطجية الخارجية في لوس أنجلوس يهددون النشطاء المصريين

جميل يوسف، لوس أنجلوس

 

ملاحظة:

 

لاطلاع الجالية المصرية والعربية في الولايات المتحدة على ما يجري في الجالية المصرية في جنوب كاليفورنيا، فاننا ننشر أدناه مقالتين بقلم الكاتب الصحفي جميل يوسف، مراسل “بوابة روزاليوسف” القاهرية نشرتا بتاريخ 19 و21 بناير 2013. وقد تم نشر هاتين المقالتين بالتزامن في جريدة “الإنتشار العربي” الصادرة في لوس أنجلس ونشرة “كنعان” الألكترونية.

 

* * *

(1)

من يحمي الفساد في وزارة الخارجية ؟

جميل يوسف، لوس أنجلوس

– ملايين الدولارات تصرف لحفلات الويسكي والشمبانيا للسفارة والقنصليات بأمريكا في ذكري ثورة 25 يناير، ولا عزاء لضحايا وشهداء وفقراء مصر
لماذا تجاهل أبو الغيط في “شهادته” ملف فساد قنصلية سان فرانسيسكو
  – وزارة عمرو كامل مازالت تعتبر هشام النقيب قنصلا لمصر بلوس أنجلوس
  – مظاهرات الغضب للمغتربين مستمرة في لوس أنجلوس في ذكري 25 يناير ضد فساد البعثات الدبلوماسية وحكم الأخوان
  – حالة إحباط شديد وغضب للجالية المصرية من تصرفات القنصل المصري بلوس أنجلوس وفريق الفلول بالقنصلية
 
 الجالية المصرية في لوس أنجلوس ، وواشنطن وباقي المدن الأمريكية تغلي من  استمرارأستهتاروفساد البعثات الدبلوماسية والمكاتب الأعلامية في الولايات المتحدة التي تنفق ملايين الدولارات بلا حساب في كل مناسبة ، ولا تخضع للمراقبة من أية جهة حكومية في مصر، بينما ضحايا وفقراء مصر يعانون الذل والألم والمرارة كل يوم من أجل توفير لقمة العيش فقط لأسرهم.
ولذا قرر النشطاء عدم السكوت والخروج للتظاهرمرة أخري يوم الأحد 20 يناير أمام مبني القنصلية المصرية بلوس أنجلوس التي سوف تحتفل إعلاميا بذكري 25 ينايرمرتين ، الأول بمبني القنصلية، والثانية والأهم  وبدعوات خاصة جدا لحشد كبير مختاربعناية من القنصلية لعدد من رجال الأعمال والفلول الموالين للنظام السابق ، بقصر القنصل بمدينة “بلير” الراقية موطن النجوم ومشاهير العالم ، وبالطبع ستكون تكلفة هذه الأحتفالات علي حساب الشعب المصري ، تأكيدا لأستمرارمسلسل الفساد وسوء الخدمة الذي طالما أشارنا له.

مبني القنصلية القديم المهجوربسان فرانسيسكو الذي تكلف ترميمه وصيانته 12 مليون دولار ، وبلا مشتري حتي الآن
فقد دعا قنصل مصر في لوس أنجلوس الحسيني عبد الوهاب الي قصره في مدينة “بلير” بسرية تامة ، وبحماس كبير من بقا يا النظام السابق العاملين معه في القنصلية ، نخبة معروفة بفسادها وقربها من النظام السابق ،ومصادرنا تفيد بأن الماسترو المخطط لهذه الأحتفالات هو السفير هشام النقيب الذي رفض العودة للعمل في مصر، وطلب حق الاقامة الدائمة له ولأسرته بالولايات المتحدة.

السفير هشام النقيب رفض العودة الي القاهرة بعد كشف ملفات الفساد
وأفادت ذات المصادر بأن النقيب مازال يلعب نفس الدوروالأتصال مع رجال الأعمال ، وهو الدور الذي كان يؤديه في عصر مبارك ، ومازال علي صلة وثيقة بالوزير وكبار المسئولين بوزارة الخارجية المصرية، ويشيع بأنه مكلف من قبل الخارجية بالإشراف علي سفارة واشنطن وجميع القنصليات المصرية بالولايات المتحدة، ومازالت الصفحة الألكترونية الرسمية لوزارة الخارجية تقدمه علي أنه قنصل مصر في لوس أنجلوس ، ولا نعرف السر في صمت الوزارة وتسترها علي دوره حتي الآن ، بعد فضيحة خلعه بأعجوبة من قنصلية لوس أنجلوس ، وإنتباه الوزارة فجأة بأنه قضي 12 عاما من العز والترف الجميل بلا خدمة أو إنجاز يذكرفي الولايات المتحدة ، سوي الولاء لنظام الرئيس المخلوع مبارك وحكومته وللصلته العائلية الوثيقة بزكريا عزمي ، وحماس وتشجيعات ومكافأت وزيرالخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط له.
ولا أحد يعرف لماذا تجاهل أبو الغيط أن يقول لنا في شهادته لماذا صمت وتستر علي ملف قضية فساد قنصلية سان فرانسيسكو؟  ولماذا أصدر أوامره فجأة لشراء بيت للنقيب في حي بلير الراقي بمقاطعة لوس أنجلوس ؟ ولماذا صمت علي فضيحة قصة ال 12 مليون دولار أعمال صيانة وترميم للمبني الكهل المهجورالمتهالك الذي لم يقبل أحد علي شرائه حتي الآن ولو بمليونين من الدولارت.
ومصدر بركان الغضب للمغتربين يرجع الي أنهم لم يصلهم أي توضيح من السادة المسئولين كيف يمكن لأعمال صيانة وترميم لمبني القنصلية القديم في سان فرانسيسكوتصل في عهد السفيرهشام النقيب ومن قبله الي 12 مليون دولار، وطبقا مصادرنا فأن كثيرين متورطين بالوزارة وبعضهم يعلمون بكافة خبايا وتفاصيل هذا الملف الفاسد جيدا ، ومنهم السفيرمحمد توفيق سفير مصر بواشنطن الآن ، وقنصل لوس أنجلوس الحالي الحسيني عبد الوهاب ، وبعض المسئولين حاليا علي هيئة تمويل المباني بالخارجية .

صورة القصر الذي كافأ به الوزير أبو الغيط النقيب في حي المشاهير”بلير” ويقام به الحفل الخاص لأصحاب المصالح الخاصة والفلول.
 
وأضف الي ذلك ملف القصر الجديد الذي أشترته وزارة الخارجية قبل ثورة 25 ينايرمكا فأة لولاء هشام النقيب للنظام ، وحتي يكون مقرا لجمال مبارك عند زياراته للوس أنجلوس لتفقد الأموال والأعمال التي يشرف عليها بعناية فلول النظام السابق حتي الآن.

 

ونشير هنا بأن وزارة الخارجية دفعت لشراء القصر خمسة ملايين ومائتان الف دولار، رغم أعلي قيمة فعلية للبيت وقت عروض الشراء  حسب أراء المختصين في لوس أنجلوس كانت قرابة ثلاثة ملايين فقط. ويكفي أن تعرف بأن الذي أتم الصفقة للنقيب وأبو الغيط مع وزارة الخارجية ، رجل أعمال مصري متخصص بالعقارات مقيم بكاليفورنيا قريب جدا من النقيب ورجال النظام السابق.

 

 ومصادرنا تِؤكد بأنه حتي الآن لا توجد جهة واحدة مسئولة في مصر قبل وبعد تولي الرئيس محمد مرسي والأخوان الحكم في مصر، تحقق في ملفات فساد البعثات الدبلوماسية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهيئة تمويل المباني بالخارجية.

 

 وأبناء الجالية يتساءلون بغضب شديد الم تصل الثورة بعد الي وزارة الخارجية ، والي متي الصمت علي الفساد والفاسدين، وعلي سوء تصرفات البعثات الدبلوماسية في الولايات المتحدة المصنفين تحت لأئحة “أ” ، بينما معظمهم لايليق به سوي دول العالم الثالث وما تحتها ، ولماذا ستظل الواسطة والمحسوبية هي المؤهل المضمون ، وتذكرة الأنطلاق الوحيدة لهؤلاء للتسكع والتربح في أمريكا وباقي الدول الأوروبية والعالم المتحضر.

 

 وتتساءل الجالية المصرية في أمريكا أيضا أين الرئيس مرسي وجماعة الأخوان والجهات المسئولة في مصرمن هذه الملفات الفاسدة والعفنة ، ولماذا لا توجد جهة رقابية علي الخارجية ، وما هي الفائدة من السكوت علي الفاسدين ، ومن هو الرابح من أغلاق هذه الملفات بالكامل، وما سرغض النظرعن قصد علي التصرفات المشينة والأستفزازية من أفراد البعثات الدبلوماسية لسفارة وأشنطن وباقي القنصليات المصرية بالولايات المتحدة من نهب لأموال الشعب المصري الذي يئن بحثا عن العيش الأدمي الشريف ، ويمد يديه متسولا لصندوق النقد الدولي ولباقي دول العالم ، بينما هؤلاء المجرمون المتسترون بالحصانة الدبوماسية ينهبون أمواله ويصرفونها بنشوة كبيرة علي بيوت الأزياء العالمية وشراء العقارات في الأحياء الراقية بالولايات المتحدة ، وفي ركوب أشهروأحدث  الماركات لأغلي السيارات ،وتبعثرها في صالا ت القمار والنوادي الليلية ، وفي أقامة حفلات الويسكي والشمبانيا في المناسبات والأحتفالات الرسمية والغير رسمية علي حساب عرق ودم الشعب المقهورالغلبان.

 

المغتربون فاض بهم الكيل من حجم فساد ، وسوء خدمات البعثات الدبلوماسية في الولايات المتحدة وأوروبا ويتساءلون بصراحة يا سيادة الرئيس الي متي الصمت ، ومن يحمي الفساد في وزارة الخارجية المصرية؟

المنشور الذي وزع علي أبناء الجالية المصرية بلوس أنجلوس للمظاهرة الحاشدة.

 

 المصدر: بوابة روزاليوسف، القاهرة

نشرت بتاريخ 19 بناير 2013

 

 

URL located on 22 January 2013:

http://rosaelyoussef.com/news/11388/%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%9F

* * *

(2)

بلطجية الخارجية في لوس أنجلوس يهددون النشطاء المصريين

جميل يوسف، لوس أنجلوس

 

لقطات من مظاهرة الأحد 20 يناير في لوس أنجلوس

 قنصلية لوس أنجلوس تتوعد الصحفي جميل يوسف ونشطاء الجالية بعد ما نشر في بوابة “روزاليوسف” حول الفساد في وزارة الخارجية

 

  القنصلية تمارس أساليب القمع والتهديد وتضغط علي الكنيسة لمنع المصريين من التظاهرفي ضد الفساد وحكم الأخوان في ذكري 25 يناير

 

 لقنصل المصري ورجاله يستعينون بخدمات صحيفة لبنانية محلية مأجورة للتشهير بالنشطاء وأبناء الجالية بأموال الشعب المصري

 

 لوس أنجلوس : جميل يوسف

منذ نشر ملفات فساد وزارة الخارجية والقنصلية المصرية في لوس أنجلوس ، يوم السبت الماضي في بوابة “روزاليوسف” تحت عنوان : من يحمي الفساد في وزارة الخارجية؟

 والتهديدات ضد مندوب”بوابة روزاليوسف” وبعض نشطاء وشخصيات بالجالية لم تتوقف ، مما إضطرني الي إبلاغ السلطات الأمنية التي بدأت التحقيق في تجاوزات البعثةالدبلوماسية المصرية بالولايات المتحدة، خاصة أنها ليست المرة الأولي ، فقد حدث نفس التصرف الأهوج من قبل سفارة واشنطن وقنصلية لوس أنجلوس ، مما إستدعي إنتباة المباحث الفيدرالية التي سألتني أن كنت أريد حماية خاصة بعد وابل التهديدات التي وصلتني ، والتي علم بها ال “أف. بي. أي” بعد نشر ملفات فساد القنصل الأسبق هشام النقيب ورجاله علي صفحات الزميلة مجلة “صباح الخير” العام الماضي.

 وقد أتصل بي عدد كبير من النشطاء وأبناء الجالية لأفادتي بأنهم وصلهم تهديدات مماثلة ، وصلت الي حد تهديدهم بملاحقة أسرهم في مصر، وتعقبهم بالقبض عليهم فوروصولهم الي مطار القاهرة.

 وأفادت بعض المصادر الكنسية بأن ضغوط هائلة مورست مؤخرا علي الأنبا سربيون أسقف لوس أنجلوس من القنصلية بلوس أنجلوس لمنع أبناء الكنيسة من الأشتراك فيالتظاهرات أمام القنصلية والمباني الفيدرالية الأمريكية.

 ورغم كل التهديدات التي مارستها القنصلية بعد نشرته  بوابة “روزاليوسف” والتي ربما نجحت الي حد ما في تقليص عدد المشتركين في مظاهرة الأمس بسبب خوف بعضالمتظاهرين علي أنفسهم وأهاليهم ، الأ أن عددا من أبناء الجالية رفضوا هذه الأساليب القمعية ، وخرجوا للتظاهرلأحياء مباديء وذكري ثورة 25 يناير، معبرين عن رفضهم لكل الأساليب الأستبدادية لحكم الأخوان ، ومطالبين بكشف ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين ، وقدموا بيانا بمطالبهم الي مندوب من القنصلية.

 وطبقا لبعض الشهود شوهد أثنين من كبار المساعدين للقنصل المصري الحسيني عبد الوهاب هما “محمد سمير ووليد علي” في صحبة أحد أصحاب “الدكاكين” الصحفية المأجورة ، وهو يأخذ صور للحاضرين فردا فردا ويتوعدهم بالأنتقام والفضيحة ، وهو لبناني  مشهود له في لوس أنجلوس بسوء السمعة  وانعدام الضمير، تستعين به كثيرا القنصلية لخدمات الإبتزاز والضغوط والترويع ضد أعدائها في أزماتها الحادة ، وسبق لها أن استعانت بخدماته من قبل وقت أزمات حملتي الصحفية لكشف فساد القنصل السابق هشام النقيب ، وفضائح عصابة البيت المصري الذي يرأسه النقيب ، وكارثة النائب طارق شاكر الذي عينه المجلس العسكري بمجلس الشعب رغم صحيفته الأجرامية في كاليفورنيا.

 والجريدة العربية الأسبوعية الهزيلة توزع حوالي الف عدد بالمجان في المطاعم العربية والنوادي الليلية ومحطات البنزين وتستخدم في التشهيروالشوشرة علي سمعة بعض أبناء الجالية الشرفاء.

وطبقا لمصادرنا أن صاحبها يواجه الآن عددا من قضايا السب والقذف التي يعاقب عليها القانون الأمريكي بالتعويض الكبيروالسجن بلا رحمة.

 وطبقا أيضا لبعض المصادرالوثيقة الصلة أن الأجيراللبناني أجتمع يوم الأحد 20 ينايرمع كباررجال القنصلية بلوس أنجلوس قبل موعد المظاهرة لقرابة ساعتين لتلقي التعليمات ، وطلب منه أخد صور فردية لكل المشتركين في المظاهرة لأرسالها الي أجهزة أمن الدولة والمخابرات في القاهرة. وطبقا للمصدر أن صاحب الجريدة اللبناني تلقي شيكا من أحد مساعدي القنصل الحاضرين بالأجنماع ، لا يعرف قيمته.

 والسؤال الآن الي متي تستمر هذه الأساليب البلطجية القمعية التي مازالت تمارسها البعثات الدبلوماسية لكتم الأفواه ، وأرهاب أبناء الجالية المصرية ، وأيضاً هل يعقل بعد ثورة 25 ينايرعودة أمن الدولة مرة أخرى لممارسة أعماله القذرة فى تعقب السياسيين وقمع المعارضين في الخارج.

 أن المصريون بأمريكا وجماهير الثورة المصرية ومواطنيها الذين دافعوا عن الحرية والعدالة  والكرامة ، ودفعوا ثمناً باهظاً من أجلها ضد مبارك وضد العسكر لن يقبلوا بعودة الدولة البوليسية، ولن يرضخوا لتهديدات الفاسدين، أو العودة للوراء لما قبل الثورة.

 والسؤال الأخير يادكتور مرسي هل تقبل بمثل تلك التصرفات ، وأن كنت لا تقبل من فضلك أعزل فورا بلطجية الخارجية في قنصلية لوس أنجلوس.

 

 :::::::

المصدر: بوابة روزاليوسف، القاهرة

نشرت بتاريخ 21 بناير 2013

URL located on 22 January 2013:

http://rosaelyoussef.com/news/11647/%D8%A8%D9%84%D8%B7%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%88%D8%B3-%D8%A3%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86

 


[1]  نُشر هذا المقال في الفصل السابع من كتاب “ثورة مضادة إرهاصات أم ثورة” لمؤلفه عادل سمارة ، الصادر عن دار فضاءات في عمان عام 2012 . ص ص 55-85.