التطبيع خيانة وليس وجهة نظر

الترويج لأكذوبة الديمقراطية في إسرائيل، هو محاولة رخيصة لتبرير مظالم إسرائيل وأطماعها التوسعية ومخططاتها التخريبية التي لا تنتهي عند حدود فلسطين المحتلة وحدها

أنس زاهد

 

ليس هناك مسمى للخيانة سوى الخيانة نفسها، وكل من يحاول التحايل على الناس لمنح الخيانة مسمى أو توصيفاً آخر أقل حدة، هو متواطئ وشريك في فعل الخيانة.
الكتاب الذين دأبوا على النظر إلى الكيان الصهيوني من زاوية واحدة فقط هي زاوية المقارنة بالذات، لا يتحرون الحقيقة في طرحهم، ولا يستهدفون إلا تلميع صورة الكيان الإسرائيلي بغرض الترويج للغاية التي يحلمون بأن يروها أمراً واقعاً في يوم ما: التطبيع.
كل من يتغزل بديمقراطية إسرائيل المزعومة ويتجاهل طبيعة هذا الكيان العنصري القائم على الاستيطان والتوسع والإلغاء ومحاولات الإبادة وتجريف الشخصية الحضارية للمنطقة التي زرع في قلبها، هو داعية تطبيع وليس صاحب وجهة نظر. وهناك فرق كبير بين أن يكون المرء داعية تطبيع، وبين أن يكون صاحب وجهة نظر.
كل وجهة نظر لا تأخذ في الاعتبار المصالح العليا للوطن والأمة، هي ممارسة عملية وصريحة للخيانة. وفي الحالة الإسرائيلية فإن الدعوة للتطبيع تتجاوز مرحلة الخيانة للوطن والعروبة والدين، لتصل إلى مرحلة الخيانة للإنسانية بكل ما تشتمل عليه من قيم لا يمكن لصاحب ضمير أن يساوم عليها.
إن الترويج لأكذوبة الديمقراطية في إسرائيل، هو محاولة رخيصة لتبرير مظالم إسرائيل وأطماعها التوسعية ومخططاتها التخريبية التي لا تنتهي عند حدود فلسطين المحتلة وحدها.
إن إسرائيل شر مطلق، وأية محاولة للتعامل معها في نطاق مفهوم الخلافات القابلة للحلول السلمية، سيعيدنا إلى الوراء بشكل لا يمكن التنبؤ بنتائجه. ويكفي ما شاهدناه ولمسناه منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وما نتج عنها من اهتراء للسيادة الوطنية، ومن رهن لمقدرات مصر لحساب أدوات الاستعمار الجديدة ممثلة في صندوق النقد الدولي، ومن تقليص لحجم الدور المصري الضامن لاستقرار المنطقة من ناحية، ولاستقرار مصر بصفتها دولة إقليمية كبرى لها محيط استراتيجي واسع للغاية، من ناحية أخرى.
ليست هناك ديمقراطية تقوم على أشلاء شعوب بأكملها.

anaszahid@hotmail.com

::::

“المدينة”

http://www.al-madina.com/node/432515/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%86%D8%B8%D8%B1.html