عادل سمارة
يوم لنصف البشرية، هو بطول التاريخ قبل أن يدوِّن الإنسان تاريخاً. هي الشغل، كل شغل من إعادة إنتاجنا حيويا، إلى العمل المنزلي والعمل الزراعي والعمل في المصنع، والعمل في الفكر وفي كل هذا هي حالة التغريب أو الاغتراب، هي التي أُخذ منها كل هذا ولذا، كانت الصمت والألم والتحمل.
هي التي خسرت رغم كل هذه القوة التي تمزجها بالطبيعة، خسرت المعركة التاريخية الأولى أمام وباء الملكية الخاصة، وهي التي تُعد لمعركة الإتيان على الملكية الخاصة، فطوبى لمن ينال شرف محو الملكية الخاصة لأنها قبل كل شيء تحرر المرأة، هي إعادة التاريخ إلى سكته الطبيعية، حيث تستعيد الإنسانية وجهها الجميل ملقية بوجهها القاسي والجشع إلى قعر اللانهاية.
المرأة إن سمحت لنا بالقول فيها، هي واسطة الثالثوث الذي يُبقي على حياتنا “العمل والحب والثورة”. حضورها يُشعل فينا الحرج والطموح وحتى الغيرة. هذا المخلوق المانح للقوة والحب دون سلطة القوة وقوة السلطة وثخانة الجسد، وقسوة القلب وغياب الروح.
كي تختبر إنسانيتك، وجودها أو غيابها، حضورها أو اغترابها، إقرأ كتاب نفسك هل ترى في كل امرأة أمك؟ هل تميل لوضع رأسك على فخذها وتغفو! هنا فقط تعرف الأمان في لحظة جد صغيرة وفي موقع جد متواضع، لكنها لحظة بطول يوم المرأة وفضاء بلا حدود. واين ومتى؟ في عصر راس المال حيث لا أمن ولا أمان بغير حضورها فيك واندغامك في عالمها الأمين.
وحدها المرأة التي تعطي أضعاف ما تُعطى، هي تبدأ وهي تغدق وهي تُواصل. حين تُعطي الحب، وترفعه إلى مقام العشق المقدس قداسة الجسد والروح. فهل يفهم وحش الذكورة هذا؟
لو كانت الأم يكفي ولو كانت الحب يكفي ولو كانت الصمود الصامت يكفي، ولكنها فوق هذه كلها، هي مبتدأ كل نقد وتخطٍّ.