بيان اللجنة الشعبية للدفاع عن سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم
الفتاوى النفطية في الأزمة السورية
كشفت الأزمة السورية ونتائج الثورات العربية حجم توظيف الدين لمصلحة السياسة، من قبل جماعات إسلامية تفوح من فتاواها رائحة النفط، هذه الفتاوى الأمريكية، تأتي من أجل إيقاد فتنة اقليمية كبرى لحرف بوصلة الأمة عن العدو الأساسي وهو إسرائيل، وجيشت لها عشرات الفضائيات وبرز الناعق العرعور وكثر مقلدوه.
ماذا يعني أن يتعايش حزب التحرير ستين عاما مع إسرائيل؟ ماذا يعني أن الحزب ادعى أنه فجر الثورة في سوريا؟ حزب التحرير يقول دوما أنه لا يمارس العمل المسلح كي يغطي فضيحة قعوده عن الجهاد في فلسطين، فلماذا صار يمارس العمل المسلح في سوريا؟ يدعي الحزب أنه كان مطلوبا للنظام الاردني لكنه أفلت من هذه القبضة مع بداية الأزمة السورية، وخرج عدة مرات يهتف أمام سفارة سوريا ولم يخرج مرة واحدة أمام سفارة إسرائيل ماذا نفهم من ذلك؟هذا الحزب وجه اللوم للمجاهدين في أفغانستان لأنهم تلقوا دعما سعوديا أمريكيا، ويدعي الحزب اليوم أنه شريك في سوريا لجبهة النصرة الممولة من ذات الجهات، لماذا؟ يشكك حزب التحرير في نتائج الثورات العربية لأن الاخوان قطفوا ثمارها، لكنه لا يشكك في أزمة سوريا أملا منه في بعض القطاف، حين تقسم أمريكا الكعكة.
طوال سنوات والأخوان المسلمون يتصرفون بتناقض، فقد دخلوا في صراع مع عبد الناصر بإشراف مخابراتي سعودي أردني، وحين حكم السادات وصفوه بالرئيس المؤمن، وحين وقع كامب ديفيد لم يخونوه ولم يكفروه، بل انتقدوه على خجل، وفي عام 1978 شكل النظام السوري جبهة الصمود والتصدي لإيقاف مهزلة التسوية السلمية، في نفس العام خرج الأخوان المسلمون وحاولوا قلب النظام السوري، فلماذا لم يخرجوا ضد السادات؟
الأخوان المسلمون كانوا في طور الانقراض لولا ظهور النهج الفدائي لحركة حماس، ولا نعرف كم كانت حماس ستحقق أو تستمر لولا الدعم السوري الايراني لها باعتراف قادتها؟ هنا نطلب مقارنة بين نظام سوريا ونظام مرسي الذي لم يطرد سفير اسرائيل، مرسي الذي أغرق أنفاق غزة بالمجاري، مرسي الذي نشر مجسات المراقبة على طول الحدود مع سيناء. تتميز الثورات الحقيقية بمواقف جذرية، فعندما وصلت الثورة الإيرانية للسلطة، حولت السفارة الاسرائيلية إلى سفارة فلسطين، وأعلنت نفسها عدوا صريحا لإسرائيل وأمريكا، وعندما وصل الاخوان للسلطة في مصر بقيت سفارة اسرائيل، وأعلن الاخوان انهم ملتزمون بالمعاهدات التي وقعها الرئيس المؤمن انور السادات كما وصفوه.
عندما ضاقت العواصم العربية بقيادة حماس، لم تجد سوى الحضن السوري القومي، وعوقبت سوريا بسبب احتضانها لكل أعداء إسرائيل ولم نتوقع أن يطعن خالد مشعل سوريا في ظهرها، ناكرا الجميل راميا حركته في عباءة الاخوان المسلمين من جديد.، وهنا تجدر الإشارة أنه في عام 2004 زار القرضاوي دمشق ومدح نظامها قائلا: إن نظامها مجاهد وحام للمقاومة وأنها ستتعرض لمؤامرة دولية بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة. واليوم نجد القرضاوي على رأس تلك المؤامرة.
السلفيون تيار موتور يكفر الاخوان ويكفر حزب التحرير ويكفر اغلب المذاهب، ولكنه يتفق معهم اليوم ضد سوريا، ولنا في مسجد ابن تيمية بغزة الذي دمرته حماس على رأس السلفيين وقتلت من فيه، لنا في هذه الحادثة نموذج على أن هذا الحلف ضد سوريا اوهي من بيت العنكبوت، هذه التيارات تستخدم الدين اليوم ضد سوريا وسوف تستخدمه غدا ضد بعضها، وسوف تكفر بعضها بنفس الادلة التي تكفر بها النظام السوري، حين يبدأ اقتسام سوريا والوطن العربي، ويرضى هؤلاء بالفتات وكرسي الحكم، ويتركون الغنائملأمريكا وإسرائيل.
ايها العربي والمسلم : الخندق المعادي لسوريا، يحتوي على الاخوان والسلفية وحزب التحرير، وأنظمة البترودولار، والأنظمة الملحقة الاخرى، وأوروبا وأمريكا وجعجع والحريري وجنبلاط وإسرائيل التي استقبلت جرحى من يسمون بالمجاهدين، فهل ترضى ايها العربي والمسلم أن تكون في هذا الخندق؟؟؟
اللجنة الشعبية للدفاع عن سوريا- فلسطين المحتله