سؤال حارق

لماذا كتب محمود درويش: لا تعتذر عما فعلت؟

عادل سمارة

لماذا كتب محمود درويش: لا تعتذر عما فعلت؟ وهل يقصد نفسه بخروجه الطوعي وعودته في ظل اوسلو وتمسكه بإميل حبيبي الذي قبل تكريم رابين؟ هل الأمر في اساسه تعاقديا؟

طرأ هذا السؤال بعدما أثار الصديق صبيح صبيح نقاشا حول التفريق والدمج بين درويش الفنان والسياسي. ولذا كتبت :

لا أدري لماذا فتح ملف درويش. ليس الأمر قناعتي او قناعتك، الأمر هو القضية.

درويش خرج طوعا وعاد طوعا عبر أوسلو!

صحيح أنه فنان، ولكن ما حدود احترام القضية طالما انتهى مطبعاَ. والمشكلة ليست في تطبيع درويش، فحينما ننقده فذلك بهدف المساهمة في وعي حذر للجيل الجديد. لو ان درويش على الأقل اعتذر عما فعل لكان حقق الكثير. لكن السؤال: لماذا لم يعتذر؟

تذكروا له ثلاث كلمات: “لا تعتذر عما فعلت” وقوله لإميل حبيبي “يا معلمي” وقوله “من يخرج على الشرعية يخرج على الإنسانية”.

هذا التمسك العجيب بموقفه وموقف حبيبي من الكيان هو نفس موقف عزمي بشارة. هذه مدرسة التعاقد، وعليه، إن عدم وقوفنا بوضوح ضد هذه المدرسة هو سحق لمصداقيتنا امام الجيل الجديد. عدم التصدي لهؤلاء جعل من عزمي إيقونة وحتى اليوم. المشكلة ليست في من انكشف أو رحل، المشكلة في تأثيرهم على الجيل الجديد، بعدما اكتشفنا أن أحد تلامذتهم احمد اشقر يعيش في كيبوتس تماما مثل الجواسيس الهاربين من المجتمع.

كتب إلي يقول : “انت تتشبه بالنخلات العالية عزمي بشارة وإميل حبيبي ومحمود درويش” وهو نفسه، قبل ان نكتشف حياته في الكيبوتس، كتب في كتابه عن درويش “التوراتيات في شعر محمود درويش” بأنه رمز للتطبيع. هنا بيت القصيد، ليس الأمر مجرد تقييم فني للفن ومنه الشعر، فلا يمكن عزل هذا عن ذاك. وقبل اكثر من ألف سنة، كتب بشر بن المعتمر: إن أعذب الشعر أكذبه. بقي أن اؤكد أن الحد الأدنى المطلوب من المطبع: أن يعتذر.