الســرطــــان، ســـــــــــلاح سـِــــــــــرّي

اعداد نورالدين عواد، هافانا كوبا

في فبراير 2012، نشرت صحيفة “ذي غارديان” الانجليزية مقالا يظهر فيه انه خلال التحقيق الذي قامت به لجنة مختارة من مجلس الشيوخ الامريكي عام 1975، بصدد مخططات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لاغتيال قادة اجانب، كُشِفَ النقاب عن ان الوكالة كانت قد طوَّرت مسدسا لاطلاق السِّهام المسمومة التي تهاجم القلب وتتسبَّب بالسرطان. كان المسدس يطلق سهما سمكه بعرض شعرة راس بشري وطوله ربع بوصة.

في المقال المشار اليه (يمكن العثور عليه على موقع ذي غارديان http://guardian.co.tt/lifestyle/2012-02-27/cancer-secret-weapon) تبرز صورة من تلك الحقبة يظهر فيها عضوا مجلس الشيوخ فرانك شيرش Frank Church و تاور جون Tower John وهما يتفحّصان مسدس وكالة الاستخبارات المركزية.

أُحيلَتْ تلك الحالة الى “مــلفــات ـ إكس” (X-Files) و مُنَظِّري التَّآمُر على حد سواء، عندما تكهَّن الرئيس الفنزويلي أوغو شافيس Hugo Chávez بأنّ الولايات المتحدة الامريكية قد تكون طوَّرت شكلا ما من السلاح الذي يتسبَّب بالسرطان، في اعقاب تشخيص هذا المرض لدى عدد من قادة امريكا اللاتينية[1].

ما هو الشيء المشترك بينهم بالاضافة الى السرطان؟ جميعهم تقريبا قادة يساريون. هل هي محض صدفة؟ في خطابه بمناسبة نهاية العام، بتاريخ 28 كانون الاول ديسمبر 2011، امام العسكريين الفنزويليين، أوحى شافيس بان امريكا قد عثرت على طريقة ما لحقن السرطان في أجسام القادة الامريكيين اللاتينيين. فقد شدَّد شافيس بالقول ” هل من الغريب ان يكونوا قد اخترعوا تكنولوجية نشر السرطان واننا لن تعلم بها على امتداد 50 عاما؟”

وقال الرئيس الفنزويلي”من الصعب جدا تفسير ما زال يحصل لبعض قادة امريكا اللاتينية، وحتى على ضوء قانون الاحتمالات. على الاقل الامر غريب”.

قال شافيس ان مَنْ نبَّهه الى الامر هو القائد الكوبي فيديل كاسترو Fidel Castroالذي نجا من مئات محاولات الاغتيال الفاشلة. واسترسل شافيس بالقول “قال لي فيديل دائما: شافيس، خُذْ حذرك! اولئك الاشخاص [الامريكيين] طوَّروا التكنولوجيا، وانت لا تحترز. إحذرْ مما تاكل ومما يعطونك للاكل؛ بإِبرة صغيرة مَنْ يدري ماذا يحقنونك “.

وتساءلت الصحيفة: هل يبدو الامر جنونا؟ وشددت على ان المرء قد يفكر بنظرية المؤامرة، لكنها تذكِّر بعض التفاصيل من بينها، عندما افادت ويكيليكس WikiLeaks بان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) طلبت في عام 2008 من الدبلوماسيين الامريكيين الحصول على كافة معطيات المقاييس الحيوية بما فيها ال “دي إن إيه” DNAللمرشحين الرئاسيين الاربعة.

(نقلا عن صحيفة غرانما الكوبية)