عادل سمارة
اتصل بي صديق مساء 29 آذار 2013 وقال لي شاهدتك على قناة الجزيرة في فيلم عن ناجي الرفيق العلي وهو صديق ورفيق وكنت في فترة اغتياله في لندن.
وهنا أود التوضيح لجميع الأصدقاء وكل من ربما قرأ لي شيئاً، بأنني لم أشارك في فيلم خاص بالجزيرة قطعياً.
اساس هذه المشاركة أن السيد عمر نوفل كان قبل ربما ست سنوات قد اتصل بي وقال بانه ينتج برامج ويبيعها، وبأنه يعمل على إنتاج فيلم عن ناجي العلي. ولاحقا شاهدت الفيلم وارسل لي عمر نسخة منه.
اقدم هذا التوضيح لأنني كنت قد قاطعت الجزيرة منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ عام 2001.
في عام 2001 اتصل بي د. خالد الحروب وكان في كادر الجزيرة في لندن، وكان أستاذاً في جامعة كيمبردج قد أخبره بأنه صدر لي كتاب بالإنجليزية وهو Epidemic of Globalization: Ventures in World Order, Arab Nation and Zionism في امريكا، وطلب مني السيد خالد أن اسافر إلى لندن لمناقشة الكتاب في برنامج خير جليس، وفعلا ذهبت.
بعدها بدأت تتضح صورة الجزيرة، وأذكر حينما قامت الجزيرة بمقابلة السيد احمد جبريل “شاهد على العصر” ذكر السيد جبريل معطيات عن عملية مطار اللد 11-12-1967 لم تكن دقيقة حيث نسبها لتنظيمه مع انها كانت مشتركة بيننا (الجبهة الشعبية) ومنظمة السيد جبريل، قررت أن اشارك وأصحح قول السيد جبريل حيث كنت انا في اللجنة القيادية للجبهة الشعبية في الضفة والقطاع. كان الشهيد ابو علي مصطفى المسؤول الأول وكان عزمي الخواجا وأحمد خليفة وعبد الله العجرمي وأنا بقية اللجنة. وقد انطلق منفذو عملية المطار من منطقتنا –رام الله-. ولكنني لاحظت ان الجزيرة كانت تريدني ان اتحدث لإحراج السيد جبريل وليس من أجل الحقيقة، فرفضت المشاركة.
بعدها، كما اذكر 2009 اتصل بي من مكتب فيصل القاسم شخص اذكر اسمه خالد اليشرطي وقال بأنه مساعد فيصل وأن فيصل يدعوني لمناظرة شخص آخر حول التنمية في الوطن العربي، فقلت له أنا لا اتحدث إلى الجزيرة، فقال مندهشا: لماذا قلت لأنكم قناة تطبيعية في إمارة تطبيعية وتستضيفون شمعون بيرس وتسيفي لفني…الخ قال هذا آخر ما عندك؟ قلت نعم وانتهى حديثنا.
بعد هذا الاتصال بشهرين اتصلت بي سيدة قالت أنا ميساء من الجزيرة برام الله يوجد لك شيك عندنا؟ قلت لماذا ؟ قالت ذات مرة سألناك على الهاتف عن الاقتصاد؟ قلت لها هذا حدث وجاوبتكم بالصدفة حيث كنت امشي في الشارع دون تفكير دقيق، ولكن أنا لا أتقاضى فلوسا. قالت لكن نحن ندفع للجميع ما عدا الوزراء. قلت لها انا لست وزيرا كما انني لا وظيفة لي ولكنني لن آخذ فلوسا. وانتهى الأمر.
عودة إلى فيلم الرفيق ناجي العلي. لقد عرضته الجزيرة سابقا عدة مرات. ولم أهتم. ولكن بعد ظهور دور الجزيرة الخطير في التطبيع مع الكيان الصهيوني الإشكنازي وتدمير ليبيا ومن ثم ضد سوريا، اصبح مجرد ذكر اسم اي قومي أو ماركسي عروبي على الجزيرة إهانة، ولا شك أن الجزيرة تستثمر ذكرى ناجي الذي أُغتيل، بينما الجزيرة تغتال سوريا. هنا الكارثة. ويبدو أن إفلاس الجزيرة يدفعها لعرض فيلم ناجي وخاصة في غير ذكرى اغتياله !!!
من جهة ثانية، يهمني اصدقائي وكل من يقرأ لي، وأنا لست زعيما ولا أرغب، ولكن مصداقيتي تهمني جدا. هذا إضافة إلى أن هناك الكثير من المزايدين حتى من الصف القومي الذي يحبون طعن ايا كان وحتى القوميين، لذا كتبت هذا التوضيح كي اقطع عليهم طريق العبث والاصطياد في المياه العكرة. هذا ناهيك عن أن الجزيرة دوما ترسل رسائل وسخة لتشويه الذين يرفضونها، وأعتبر تكرار هذا الفيلم هو أحد هذه المسلكيات السيئة والمسيئة وخاصة أنني دوما أكرر أنني رفضت الحديث على الجزيرة، لذا يبدو الفيلم وكأنني أقبل الظهور على شاشاة الجزيرة.
وبالطبع أنا لا استطيع مقاضاة هذه القناة لأنني لم اتعامل معها مباشرة، كما ان السيد عمر نوفل هو الذي تواصل معها، وأنا لم ابيعه مقابلتي، بل كل ذلك كان مجانا في مكتب برام الله.