عادل سمارة
حينما كانت كونداليزا رايس وزيرة خارجية العدو الأميركي زارت المستعمرات العربية 17 مرة. ما نلاحظه أن جون كيري يكاد يستوطن في عواصم المستعمرات العربية والكيان والإسلام العثماني.
يتسائل الإعلام ما الذي يتوقعه كيري من زياراته التي ما أن تنتهي حتى تبدأ. لكن هذا السؤال مقلوب على راسه مثل جدل هيجل. ولنوقفه على قدميه نقول: ما هي التعليمات والأوامر التي يحملها ممثل أكثر دولة متوحشة في التاريخ؟ ماذا يريد قاتل كهذا؟ يعتقد بعض الفلسطينيين أن كيري آتٍ لتحريك ما تسمى عملية السلام، أو المياه الآسنة للسلام. هذا غير صحيح. ليست بلاده في عجلة من أمرها لحلول سياسية في المستوى الفلسطيني. وليس الكيان تحت ضغط تقديم بعض حقوقنا. فالفلسطينيون منقسمون على الغنائم: دولة لشبه العلمانيين، ودولة للوهابيين، والدول العربية الثلاثة التي تُرجى في عين الضياع (العراق وسوريا ومصر).
كيري هنا لترتيب صفوف أعداء سوريا، المباشرين وغير المباشرين، ترتيب الهجوم المغامر حُلماً بسقوط دمشق او تعديل ميزان القوى. أعداء سوريا والشعب العربي لا يريدون حلا سياسيا، فإما احتلال دمشق أو تدمير سوريا.
قد يرمي كيري بعض الحلوى لهذا أو ذاك للتغطية على حلم الجريمة الكبرى، مثلاً الزعم بحماية المقدسات من قبل الأردن كدولة ذات سيادة، هذه طبعا لرشوة الشارع الأردني بأن الدولة تفعل شيئا ما، وذلك للتغطية على تورط أكثر في العدوان على سوريا، أو تقديم تمويل لسلطة الحكم الذاتي لتخدير المدمنين على التموُّل…الخ.
كيري مشغول في المشروع المستعجَل جداً وهو ترتيب الهجوم ضد سوريا. وسوريا كما يبدو تستبق هجمة الضباع، بفرم فراخهم.
وكلمة أخيرة لكل من يستمع للفضائيات الجيدة والرديئة التي كررت والمحللين الطيبين الذين قالوا حينما جرى تعيين كيري بأن: كيري ذو سياسة عروبية وبأنه صديق لأسرة الأسد…الخ. أقول ارحموا عقول الناس، لم يعد مقبولاً هذا التفاؤل المهزوم، لم يعد مقبولا استدخال الهزيمة. العدو عدو، ولا صداقة في راسه. لأن المطلوب أن يكون كل مواطن قد استبسل ووضع يده على زناد البندقية في سوريا وعلى زناد الوعي بالمقاطعة ورفض التطبيع في الوطن الكبير.