حوار مع الكاتب السياسي ورئيس تحرير مجلة “كنعان” د. عادل سمارة
حاوره: فهيم الصوراني
نص الحوار:
سؤال: الباحث والمحلل السياسي الدكتور عادل سمارة أهلا بكم ضيفا على موجات إذاعة صوت روسيا من موسكو، أناقش مع حضرتك ملف الأنفاق بين قطاع غزة ومصر لا سيما بعد الغارة التي تعرضت لها الأنفاق بالأمس من قبل طيران الحرب الاسرائيلي وقيام الجيش المصري بإغراق الأنفاق قبل شهر ونصف الشهر بسبب ما وصفه الجانب المصري بتهريب السلاح، من وجهة نظرك ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الأنفاق الآن بالنسبة للحياة والأوضاع في قطاع غزة؟
جواب: إن الأنفاق كانت موجودة في فترة مبارك وكان يهرب من خلالها السلاح في فترة مبارك ولم تغلق كليا ولم تغرق بمياه المجاري بهذه الطريقة. كان مبارك يهدد وضع صفائح فولاذية وإلى آخره ولكن لم يتم ذلك، والغريب جا أن تتم عملية ممنهجة لشطب الأنفاق في فترة على الأقل ما بعد مبارك، هذا يعني ليس فقط قناعات لدى السلطة الحاكمة في مصر الآن وإنما يعني أن هناك اتفاقات معينة تملي على النظام المصري أن يحول دون استمرار الأنفاق وهنا تيرز قضية أساسية وهي أن النظام المصري والنظام القطري المتبني لقطاع غزة سياسيا ويدعم ماليا هم عمليا ضد استمرار الكفاح المسلح، فكيف يمكن أن تحول دون استمرار الكفاح المسلح، لا يمكن أن تحاول إقناع الناس بألا يقاوموا الاحتلال لذلك الطريقة المناسبة هي أن تتم عملية قطع شرايين التغذية بالسلاح، بغض النظر عن أن نمدح سوريا وأن نمدح إيران وأن نمدح حزب الله في إيصال الأسلحة، المهم أن وصول الأسلحة صار غير ممكن وبشكل مقصود. وفي الحقيقة هناك جانب آخر في الموضوع وهو الجانب الاقتصادي بمعنى أن هناك مجموعة كبيرة من المليونيريين في قطاع غزة من حركة حماس وأتباعها وجمهورها وأصدقائها أي من الطبقة الحاكمة في غزة هي التي حصلت على الملايين من تجارة الأنفاق.
والآن كأن النظام المصري والكيان الصهيوني يقول لهم إذا كانت المسألة هي مسألة تجارة فالتكن التجارة على سطح الأرض أو على سطح الأرض وبالنيجة أسمح لكم، إذا نحن نتحدث عن مسألة اقتصادية طبقية من جهة وسياسية مقابل ترك المقاومة من جهة ثانية.
سؤال: هل تؤثر الأنفاق سلبا على الاقتصاد المصري؟
جواب: قطعا لا تؤثر سلبان فتجارة التهريب في كل دول العالم عمليا هي تنشيط، بمعنى أنها تحرك البضائع التي هناك صعوبة معينة في تحريكها، فلماذا يتأثر الاقتصاد المصري؟ فالاقتصاد المصري يصدر ما تحتاجه غزة بأسعار معينة ربما تكون أعلى من السعر الطبيعي لأن هذه تجارة تهريب. وإذا كان يدخل إلى مصر سيولة مالية سواء بالدولار أو بالعملة المصرية فهي عمليا تباع إلى غزة بكلفة أعلى من كلفتها الحقيقية.
سؤال: هناك وجهة نظر تقول أن الحرب الاسرائيلية على غزة والتي سميت بعامود السحاب لم تكن لتضع أوزارها على قطاع غزة إلا بعد أن أخذت اسرائيل تعهدا من مصر ببذل كل الجهود لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع، برأيكم الزيارات المتبادلة التي حصلت وما زالت مؤخرا بين الجانبين المصري والاسرائيلي هل تأتي أيضا في هذا السياق؟
جواب: دعنا نقول أن مصر والكيان الصهيوني عمليا لا يحددان سياستيهما بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية. الحركات المكوكية هي كانت بين الأمريكيين والمصريين أو من مصر إلى أمريكا ومن أمريكا إلى مصر، إذا الذي هندس العلاقة هي أمريكا، وبالمناسبة المشكلة في الأنظمة العربية أن الجمهور لا يعرف على ماذا تتفق، فالكيان الصهيوني أحيانا ينفث بعض القضايا للجمهور، وفي الوضع العربي هذا لا يوجد فليس علينا إلا أن نخمن، وإنما السؤال الرئيسي كان هناك اتفاق بين مصر وأمريكا لصالح اسرائيل بحيث توضع قاعدة مراقبة أمريكية في سيناء، لتراقب تهريب الأسلحة أو وصول أسلحة إلى سيناء كما هو معروف أن أهالي سيناء يمكن أن يهربوا الأسلحة ويبيعوها لأهل غزة، إذا عمليا هناك اتفاق أساسا أمريكي والتهدئة حصلت بين الاسرائيليين وبين المصريين بعد الإشراف الأمريكي للأسف.
سؤال: هذه الأنفاق بطبيعة الحال تستخدم كما هو معروف لتهريب الأسلحة وفي نفس الوقت لتهريب البضائع، وبرأيكم لماذا ومع تغير النظام في مصر لا يصبح هناك شرعنة التبادل والعملية الاقتصادية بين مصر وقطاع غزة وحصرها فقط عن طريق الأنفاق؟
جواب: أولا مصر تحاول أن تنفذ الاتفاق مع الكيان الصهيوني عبر اتفاقات كامب ديفيد، بمعنى أن التبادل يجب أن يكون على سطح الأرض وايضا بعد انسحاب الكيان الصهيوني من قطاع غزة، ولكن كما قلنا الأنفاق الآن تستهدف ليس للتجارة المدنية، بل تستهدف لأنها ممرات لتهريب الأسلحة وهذا الشيء الرئيسي والأساسي، وبالتالي هذا يعني أن السلطة في غزة والسلطة المصرية في اتجاه وقف المقاومة ولكن بشكل غير مباشر، ولا يمكن لنا إلا أن نربط هذا ب 400 مليون التي تعهدت بها قطر ونربطها باقتراح وبخطة وضعها ايغور هولاند وهو جنرال اسرائيلي متقاعد الذي اقترح أن يضاف إلى غزة 720 كيلو متر مربع من سيناء لتصبح مساحة غزة حوالي ألف كيلو متر مربع وبالتالي تصبح غزة عبارة عن إمارة اقتصادية اسلامية غازية لصالح القطريين وهذا هو التخطيط الذي ينفذ يوما بعد يوم.
:::
اذاعة صوت روسيا