“كنعان” تنشر كتاب “إعترافات قاتل إقتصادي”

 تأليف جون بيركنز وترجمة بسام ابو غزالة.

 

الفصلُ الثالثُ والثلاثون

فنزويلا: إنقاذ صدّام لها

راقبتُ فنزويلا لسنين عديدة. كانت مثلا لبلادٍ نهضت بسبب النفط من الفقر إلى الغنى. وكانت أيضا نموذجاً للاضطراب الذي تستثيره ثروة النفط، ولفقدان التوازن بين الأغنياء والفقراء، ولبلاد تستغلُّها سلطةُ الشركات استغلالا مُخجلا. وقد غدت مثالا لمكان التقى فيه أسلوبُ القتلِ الاقتصاديِّ القديمُ بالأسلوب الجديد الذي ابتدعته رؤية الشركات.

أما الأحداثُ التي قرأتُ عنها في الجريدة ذلك اليوم في “الطبقة صفر”، فقد كانت نتيجةً مباشرةً لانتخابات 1998، حين انتخب الفقراءُ والمحرومون في فنزويلا هوغو تشافيز رئيساً لهم انتخابا كاسحا.[i] وقد قام تشافيز فوراً بإجراءاتٍ حادّةٍ، فسيطر على المحاكم والمؤسسات الأخرى، وحلّ مجلس النواب الفنزويليّ. كذلك شجب الولايات المتحدة لـ”إمبرياليتها الوقحة”، وهاجم العولمة بقوة، وسنّ قانونا للهيدروكربون يُذكرنا، حتى في اسمه، بالقانون الذي كان جيم رُلْدُس في الإكوادور قد سنّه قبل سقوط طائرته بوقت قصير. وقد ضاعف ذلك القانونُ ضريبة الامتياز على شركات النفط الأجنبية. بعد ذلك تحدى تشافيز الاستقلالَ التقليديَّ لشركة النفط المملوكة للدولة، شركة نفط فنزويلا،* بإحلال موالين له محل مدرائها الكبار.[ii]

النفط الفنزويلي مهمٌّ لاقتصاد العالم كله. ففي عام 2002، كانت فنزويلا رابعَ أكبر مصدري النفط وثالثَ أكبر مزوِّديه للولايات المتحدة.[iii] وتشكل شركة نفط فنزويلا، بموظفيها الأربعين ألفاً ومبيعاتها البالغة 50 مليار دولار في السنة، 80 في المئة من عائدات التصدير في البلاد. فهي أهمُّ أعمدة اقتصاد فنزويلا.[iv] وبسيطرته على هذه الصناعة، جعل تشافيز نفسه لاعباً رئيسيا في العالم.

كان كثيرون من الفنزويليين يرون في هذا قَدَرا مُقدَّرا، وإكمالا لعملية بدأتْ قبل ثمانين عاما. ففي كانون الأول، 1922، تدفق في الهواء من الأرض انفجارٌ نفطيٌ ضخمٌ بالقرب من ماراكيبو استمرّ ثلاثة أيام بمعدل مئة ألف برميل من النفط الخام في اليوم، فغيّر هذا الحدثُ الجيولوجي وحده فنزويلا إلى الأبد. وبحلول عام 1930، كان البلد أكبر مُصدِّر للنفط في العالم. وقد اعتبر الفنزويليون النفط حلا لجميع مشاكلهم.

خلال الأربعين عاما التالية، مكّنتْ عائداتُ النفط فنزويلا من التحوِّل من أكثر دول العالم فقراً إلى إحدى أغناها في أمريكا اللاتينية. وقد تحسنت جميع الإحصاءات الحيوية في البلاد: العناية الصحية، والتعليم، وفرص العمل، وطول العمر، ومعدلات بقاء الأطفال على قيد الحياة. وكذلك ازدهرت الأعمالُ.

خلال حظر تصدير النفط عام 1973، صعدتْ أسعارُ النفط إلى عَنان السماء، فتضاعفت الميزانية الوطنية لفنزويلا أربعة أضعاف. مضى القتلةُ الاقتصاديون إلى عملهم، وقامت المصارفُ الدولية بإغراق البلاد بقروض غطت مشاريع البنية التحتية والصناعية وكلفة أعلى ناطحات سحاب في القارة. بعد ذلك، في ثمانينات القرن العشرين، وصل القتلةُ الاقتصاديون الذين يعملون بأسلوب الشركات، فكانت فرصةً مثاليةً لهم لقلع أسنانهم الحليبية. أصبحت الطبقةُ الوسطى الفنزويلية ذات حجم معتبر، وأوجدت سوقاً ناضجةً لطيفٍ واسعٍ من المنتجات، ومع ذلك كان لا يزالُ هناك قطاعٌ كبير من الفقراء الجاهزين للعمل الكادح في المصانع.

بعد ذلك انهارت أسعارُ النفط، ولم تعد فنزويلا قادرةً على سداد ديونها. وفي عام 1989، فرض صندوقُ النقد الدولي إجراءاتٍ تقشفيةً قاسية وضغط على كراكاس لدعم سلطة الشركات بوسائلَ أخرى عديدة. فكانت ردةُ فعلِ الفنزويليين عنيفةً؛ وقُتل في أعمال الشغب أكثرُ من مئتي نسمة. وتحطمت صورة النفط كموردٍ لا قعر له. وما بين عامي 1978 و2003، انهار معدلُ دخل الفرد أربعين في المئة.[v]

بازدياد الفقر اشتدّ الاستياء، ونتج عن ذلك استقطابٌ جعل الطبقةَ الوسطى تُعادي الفقيرة. وكما يحدث غالباً في الدول المعتمدة على إنتاج النفط، وقع انزياح بشري جذري. وإذ مَكَسَ الاقتصادُ الهابطُ الطبقةَ الوسطى، انزلقت الكثرة منها إلى صفوف الفقراء.

هذه التركيبةُ البشريةُ الجديدةُ هيَّئتْ المسرح لتشافيز – وللنزاع مع واشنطن. وإذ تولى السلطةَ الرئيسُ الجديدُ، قام بإجراءاتٍ تحدّت إدارة بوش. وقبيل ضربات 11 أيلول، كانت واشنطن تدرس خياراتها: لقد فشل القتلة الاقتصاديون؛ فهل آن الأوان لإرسال بنات آوى؟

بعد ذلك غيّرت أحداث 11 أيلول جميع الأولويات. فقد ركز الرئيس بوش ومستشاروه على حشد المجتمع الدوليّ لدعم أعمال الولايات المتحدة في أفغانستان وفي غزو العراق. فوق ذلك، كان الاقتصادُ الأمريكيُّ عالقا في لُجّةِ ركودٍ اقتصادي. فأُجِّلت فنزويلا إلى وقت لاحق. بيد أنه كان واضحاً أن بوش وتشافيز كادا أحيانا يتضاربان. لكن واشنطن، بوجود تهديد للنفط العراقيِّ والمشرقيِّ، لا تتحمّلُ أنْ تتجاهل فنزويلا لوقت طويل.

بتجوالي حول “الطبقة صفر” وشارع وول، ومقابلتي الرجلَ الأفغانيَّ، وقراءتي عن فنزويلا وتشافيز، أتيتُ نقطة كنتُ تجاهلتُها لسنين عديدة، وأجبرتني على أن ألقي نظرة حادةً على نتائج ما قمتُ به خلال العقود الثلاثة المنصرمة. ما كان باستطاعتي إنكارُ الدور الذي كنتُ قد قمتُ به أو إنكارُ حقيقةِ أنّ عملي كقاتل اقتصادي قد أثر اليوم على جيل ابنتي بطرق سلبية جدا. كنتُ أعلم أنني ما عدتُ قادرا على تأجيل القيام بعمل أُكفِّرُ به عما فعلت يداي. عليّ أنْ أعترفَ بخطئي في الحياة بطريقة تُساعد الناس على الصحوة لحقيقة سلطة الشركات وعلى فهم سبب كره الكثيرين لنا في العالم.

بدأتُ الكتابةَ مرة أخرى، ولكني وجدتُ أنّ قصتي قديمةٌ جدا. كان عليّ أن أحدِّثَها بطريقةٍ ما، فقرَّرْتُ السفر إلى أفغانستانَ، والعراق، وفنزويلا، وكتابة تعليق معاصر عن هذه البلدان الثلاثة. كانت هذه البلدانُ تنطوي على سخرية من القضايا الجارية في العالم: فقد مرّت كلٌّ منها في اضطراباتٍ سياسيةٍ صادمة، وانتهت بقادةٍ أهملوا الكثير مما يُرغَبُ فيه (طالبان القاسية المستبدة، وصدّام المضطرب نفسيا، وتشافيز غير القدير اقتصاديا). مع ذلك لم تُحاولْ سلطةُ الشركات مطلقا أنْ تحلَّ المشاكل العميقة لهذه البلدان. بل كان همُّها ببساطة محاولةَ الخلاص من القادة الذين يقفون في طريق سياساتنا النفطية. كانت فنزويلا، في نواحٍ كثيرة، حالة مخادعةً جدا. ذلك أنه، بينما تمّ التدخلُ العسكريُّ في أفغانستان وبدا مؤكدا في العراق، بقيت استجابةُ الإدارة لتشافيز غامضة. وفيما يتعلق بي، لم يكن الموضوعُ حول ما إذا كان تشافيز قائدا جيدا أو لم يكن؛ بل كان حول ردة فعل واشنطن تجاه قائدٍ وقف في طريق مسيرة سلطة الشركات صوب الإمبراطورية العالمية.

غير أن الظروف تدخلت مرة أخرى قبل أنْ يتسنى لي الوقتُ لتنظيم تلك الرحلة. فقد أخذني عملي غيرُ الربحي إلى جنوب أمريكا عدة مرات عام 2002. وانضمت إلى إحدى رحلاتي إلى الأمازون أسرةٌ فنزولية كانت أعمالُها على شفا الإفلاس في عهد تشافيز. وقد أصبحنا أصدقاء حميمين، واستمعتُ إلى القصة من طرفهم. كذلك اجتمعتُ بأمريكيين لاتينيين من الجانب الآخر من الطيف الاقتصادي، الذين كانوا يرون في تشافيز مُخلِّصا. لقد كانت الأحداثُ الجاريةُ في كراكاس دالّة على العالم الذي خلقناه، نحن القتلةَ الاقتصاديين.

بحلول كانون الأول 2002، كان الوضعُ في كلٍّ من فنزويلا والعراق قد وصل حدود الأزمة، وكان هذان البَلدان متطابقين في هذا تماما. ففي العراق فشلت جميع الجهود البارعة – القتلة الاقتصاديون وبنات آوى جميعا – في إجبار صدام على الرضوخ، والآن بتنا نُعدُّ للحل النهائي: الغزو. أما في فنزولا، فقد كانت إدارةُ بوش تُحاول العمل وفق نموذج كيرمت روزفلت في إيران. وكما قالت جريدة نيويورك تايمز:

مئات آلاف الفنزويليين كانوا اليوم يملئون الشوارع معلنين التزامهم بالإضراب الوطني في يومه الثامن والعشرين للإطاحة بالرئيس هوغو تشافيز.

يُهدد هذا الإضراب، الذي انضم إليه 30 ألفا من عمال النفط، بتخريب هذه الدولة، التي تُعتبر خامسة أكبر مصدري النفط في العالم، لأشهر قادمة….

وفي الأيام الماضية وصل هذا الإضرابُ مأزق الجمود. فالسيد تشافيز يستخدم العمال غير المضربين لمحاولة إعادة العمليات إلى طبيعتها في شركة النفط المملوكة للدولة. أما معارضوه، وهم منقادون لتجمّع من رجال الأعمال وقادة العمال، فيؤكدون أن إضرابهم سوف يدفع الشركة ومعها تشافيز إلى الانهيار.[vi]

كان هذا بالضبط الأسلوبَ الذي اتبعته وكالة الاستخبار المركزية في الإطاحة بمصدّق وإحلال الشاه محله. وليس هناك من تشبيه أقوى. فالتاريخ، كما يبدو، يُعيد نفسه بشكل ممتاز بعد خمسين حولا من الحدث. خمسةُ عقود خلت، ولا يزال النفطُ القوةَ المحركة.

استمرّ مؤيدو تشافيز في التصادم مع معارضيه. وقد قيل إن عدة أناس قُتِلوا رميا بالرصاص، وجُرح العشراتُ. في اليوم التالي تكلمتُ مع صديق قديم كان يعمل مع بنات آوى. وكان مثلي في أنه لم يعملْ قطُّ مع أية حكومة بشكل مباشر، ولكنه كان يقود عملياتٍ سريةً في بلدان كثيرة. أخبرني أن مقاولا خاصّاً اتصل به للقيامِ بتأجيج الإضرابات في كراكاس ولرشوة ضباط الجيش – والكثيرون منهم تدرّبوا في مدرسة الأمريكيتين – لكي ينقلبوا على رئيسهم المنتخب. رفض صاحبي العرض، لكنه أسرّ لي أن “الرجل الذي أخذ الوظيفة يعرف ما يفعل.”[vii]

خشي مدراء الشركات و[دهاقنة] وول ستريت ارتفاعا في أسعار النفط وهبوطاُ في مخزون الولايات المتحدة. وبالنظر إلى وضع الشرق الأوسط، كنت أعلم أن إدارة بوش سوف تعمل كل ما في وسعها للإطاحة بتشافيز. بعد ذلك جاءت الأخبار بالنجاح؛ لقد أُطيح بتشافيز. أخذت نيويورك تايمز هذا الانعطاف في الأحداث فرصةً لعرض منظور تاريخي – وللتعرف أيضا على الرجل الذي قام بدور كيرمت روزفلت في فنزويلا المعاصرة:

دفاعا عن مصالحها السياسية والاقتصادية، دعمت الولاياتُ المتحدةُ الأنظمةَ السلطويةَ في أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية خلال الحرب الباردة وبعدها.

في غواتيمالا الضئيلة، رتّبت وكالة الاستخبار المركزية انقلابا عسكريا على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا عام 1954، ودعمت الحكوماتِ اليمينيةَ اللاحقةَ ضد المجموعات اليسارية الصغيرة المتمردة لأربعة عقود من الزمن. وقد قُتل 200 ألف مدني تقريبا.

وفي تشيلي، ساعد الانقلاب العسكري الذي دعمته وكالة الاستخبار المركزية في تسليم السلطة للجنرال أوغستو بنوشيه من 1973 إلى 1990. وفي بيرو، لا تزال حكومةٌ هشةٌ ديمقراطيةٌ تكشف عن دور الوكالة خلال عقدٍ من الدعم للرئيس المطرود ألبيرتو ك. فوجيموري وكبير جواسيسه، سيء الصيت فلاديميرو ل. مونتيسينُس.

عام 1989، كان على الولايات المتحدة أن تغزو بنما للإطاحة برئيسها المستبد المتاجر بالمخدرات، مانول أ. نُرييغا، الذي كان، لعشرين عاما تقريبا، ناقلَ معلوماتٍ قيّما للاستخبارات الأمريكية. أما العملُ على تجنيد معارضة غير مسلحة ضد يساريي نيكاراغوا في ثمانينات القرن العشرين بأية وسيلة ممكنة، منها بيعُ السلاح لإيران مقابل نقد جاهز، فقد أدى إلى توجيه اتهام لمسؤولين في مناصبَ عليا في إدارة ريغن.

من بين الذين تم استجوابُهم في ذلك الوقت كان أُوتو ج. رايخ، أحدَ خبراء الكفاح في أمريكا اللاتينية. لم تُقدَّم أيةُ اتهامات ضد السيد رايخ، بل عُيّن لاحقا سفيرا للولايات المتحدة في فنزويلا، وهو الآن مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية المشتركة بتكليف من الرئيس. أما سقوط السيد تشافيز، فكان وساما على صدره.[viii]

إذا احتفل السيدُ رايخ وإدارةُ بوش بالانقلاب على تشافيز، فقد قُطعت الحفلة فجأة. ذلك أن تشافيز، في التفافٍ مذهل، استعاد تفوقه وعاد إلى السلطة خلال أقلَّ من اثنتين وسبعين ساعة. فعلى العكس من مصدّق في إيران، استطاع تشافيز أن يُبقي الجيش إلى جانبه، بالرغم من جميع محاولات تأليب كبار الضباط عليه. أضفْ إلى ذلك أن شركة النفط القوية التي تملكُها الدولة كانت أيضا إلى جانبه، فقد تحدّتْ شركةُ نفط فنزويلا آلاف العمال المضربين وعادت إلى العمل.

ما أن انقشع الغبار، حتى أحكم تشافيزُ قبضةَ حكومتِه على العاملين في شركة النفط، ونظّف الجيشَ من الضباطِ القلةِ غير الموالين الذين أُقنِعوا بأن يخونوه، وأجبر الكثرةَ من مناوئيه على مغادرة البلاد. كذلك طالب بحبسٍ مدته عشرون سنة لاثنين من قادة المعارضة البارزين الذين تعاونوا مع واشنطن في إدارة الإضراب الذي عمّ البلاد.[ix]

في التحليل الأخير، لقد كان تسلسلُ الأحداثِ بكامله نكبةً لإدارة بوش. وكما قالت جريدة لوس أنجِلِس تايمز:

اعترف المسؤولون في إدارة بوش يوم الثلاثاء بأنهم بحثوا لأشهر إزالة الرئيس الفنزويليِّ هوغو تشافيز مع قادةٍ عسكريين ومدنيين من فنزويلا…. وقد تعرّض تعامل الإدارة مع هذا الانقلاب الفاشل لتحقيق شديد.[x]

كان واضحاً أن الفشل لم يكن من نصيب القتلة الاقتصاديين وحدهم، بل من نصيب بنات آوى أيضا. وقد أثبتت فنزويلا عام 2003 أنها مختلفةٌ جدا عما كانت عليه إيران عام 1953. أتساءلُ إن كان هذا نذيرا أو مجرد خروج على القاعدة – ثم ما الذي ستفعله واشنطن من بعد؟

في هذا الوقت على الأقل، أعتقدُ أن فنزويلا استطاعت أن تتجنب أزمة خطيرة، وقد أُنقذ تشافيز – بفضل صدام حسين. ذلك أنه ما كان في مقدور إدارة بوش أن تأخذ أفغانستان والعراق وفنزويلا دفعةً واحدة. ففي تلك اللحظة لم يكن لديها لا القوةُ العسكريةُ ولا الدعمُ السياسيُّ لتفعل ذلك. لكنني أعلم أن مثل هذه الظروف قد تتغيرُ بسرعة، وأنّ من المحتمل أنْ يواجهَ الرئيسُ تشافيز معارضةً عنيفةً في المستقبل القريب. مع هذا، تُذكِّرُنا فنزويلا بأنه لم يتغيّر شيء كثير منذ خمسين حولا – ما عدا النتيجة.